تم نسخ النصتم نسخ العنوان
كلمة من الشيخ في بيان أدب التقارب والانضمام في... - الالبانيالشيخ :  فأقول مفتتحًا بخطبة الحاجة التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمها أصحابه :  إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرو...
العالم
طريقة البحث
كلمة من الشيخ في بيان أدب التقارب والانضمام في المجالس العلمية وعدم التفرق فيها .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : فأقول مفتتحًا بخطبة الحاجة التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمها أصحابه :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ؛ أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
إن كثيرًا من المجالس العلمية التي تقام في مثل هذا المكان الواسع الرحب يبقى الناس جالسين بعيدين بعضهم عن بعض ، وعلى الرغم من أن هذه الصورة من الجلوس ، كما ستسمعون خلاف النصوص الشرعية فهي فيما يبدو لي توحي شيئًا مما لا يتناسب مع الأدب الإسلامي الذي يحض على التواضع ، وبخاصة من ابتلي بأن يتصدر المجالس ، فحينما يجلس هذا المبتلى بتصدر المجلس ويجلس الناس الآخرون الحاضرون بعيدين عنه ، فكأن هذه الجلسة توحي شيئًا من الجلالة والعظمة التي لا تليق بأي مجتمعٍ إسلامي أو جلسة إسلامية .
لاشك أن هذه كلمة هي من باب تعليل ما ستسمعونه من توجيهٍ كريم من أحاديث صحيحة جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم .
فهناك مثلاً حديث في صحيح مسلم ينهى الجالسين في المسجد أن يتفرقوا إلى حلقات حلقات ، حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد ذات يومٍ فرأى هكذا متفرقين إلى حلقات ، فقال لهم : ما لي أراكم عزين ؟! أي : متفرقين .
ولا شك أن جلستنا هذه ومثيلاتها كثر والحمد لله ، وإن كان الأمر يتعلق في كثير من الأحيان بالصحة والقوة والنشاط ، فهذه الجلسات هي دائمًا تكون فيما نسعى إليه وفيما نرجو أن تكون خالصةً لله وفي سبيل الله ، فحينئذٍ ينبغي أن نضفي على مثل هذه الجلسة كتلك الجلسة التي تقام في بيوت الله تبارك وتعالى ، ولعل الحديث الصحيح الوارد في صحيح مسلم أيضًا الذي ينص بقوله عليه السلام : ما اجتمع قومٌ في بيت من بيوت الله ولم يقل في مسجد من المساجد لعل التعبير في هذا الحديث : في بيت من بيوت الله أشمل مما لو قال عليه الصلاة والسلام في مسجد من المساجد ، فحينئذٍ نرجو أن يكون بيتنا هذا أو بيتكم هذا مما يشمله هذا الحديث الصحيح : ما اجتمع قومٌ في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ، ونزلت عليهم السكينة ، وذكرهم الله فيمن عنده .

Webiste