ما حكم الصلاة في المساجد التي فيها قبور ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : في سؤال ثاني شيخنا .
الشيخ : نعم .
السائل : في مدينتنا مدينة الموصل إللي تكون في شمال العراق مساجد مبنية على قبور , يزعمون أنها قبور أنبياء هناك جامع النبي شيت وجامع النبي يونس وجامع النبي جرجيس وجامع الخضر وإبراهيم الخليل وجامع دانيال .
الشيخ : شاركتونا لكان .
السائل : نعم ههههه .
الشيخ : إبراهيم الخليل عنّا .
السائل : هذا إبراهيم الخليل يكون في أقصى الشمال يعني الحدود العراقية التركية .
الشيخ : منطقة إبراهيم الخليل مزار يعبد هناك , طيب .
السائل : أي نعم فما حكم هذه المساجد وما حكم من صلى أو يصلي بها , وهل يصلى في مسجد فيه قبر بارك الله فيكم ؟
الشيخ : الجواب طبعا لا تجوز الصلاة في مسجد مبني على القبر ولا فرق بين أن يكون المسجد في داخل المسجد مما يسمى بالحرم أو خارجه مما يسمى بصحن المسجد , كما أنه لا فرق بين أن يكون القبر شرقي أو غربي أو جنوب أو شمال المسجد , لأن كون القبر في المسجد شيء وكون الصلاة إلى القبر شيء آخر فإذا كان هناك أرض ليست مسجدا وصلى فيها المصلي وهناك قبر عن يمينه أو عن يساره بعيدا عنه فحين ذاك الصلاة في تلك الأرض جائزة ما دام أنه غير مستقبل للقبر , لأنه في هذه الحالة يصدق فيه وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فعنده مسجده وطهوره فالأرض كلها مسجد لكن يستثنى من هذه الكلية ما ثبت النهي عنه في السّنة المحمدية , ففي الأرض التي لم تحول إلى مسجد أي لم يبنَ عليها مسجد فالصلاة في هذه الأرض جائزة ولو كان فيها قبر ما لم يكن متوجها إلى القبر لأن هذا الاستثناء فيه حديث صحيح وصريح بل أحاديث من أشهرها قوله عليه الصلاة والسلام: لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها فهذا حكم الأرض التي فيها قبر , تجوز الصلاة في هذه الأرض ما لم يستقبل القبر , أما الأرض التي بني عليها مسجد وفيها قبر ففي أي جهة من المسجد كان هذا القبر فهو يجعل هذا المسجد مما يمنع الصلاة فيه , لا فرق كما قلنا آنفا بين أن يكون قبلي المسجد أو شرقي أو غربي أو جنوبه أو شماله , ذلك لأن الأحاديث التي جاءت تنهى عن اتخاذ المساجد على القبور هي مطلقة لم تفرق بين أن يكون القبر في جهة القبلة أو في دبر القبلة أو في أي جهة أخرى , ولعلكم اطّلعتم على رسالة قديمة لي كنت سميتها بـ " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " ففيها ما تيسر لي يومئذٍ من الأحاديث الكثيرة في التحذير من بناء المساجد على القبور ومن أهمها دلالة على هذا الموضوع وقطعا لوساوس بعض المبتدعة الذين كلما وجدوا حديثا يصدم بدعتهم حاولوا التخلص والتملص منه بطريقة أو بأخرى , فمثلا يتخلصون من قوله عليه السلام: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبياء مساجد فيقولون هذا حكم خاص باليهود والنصارى نحن مانّا لا يهود ولا نصارى , فيأتي الحديث الذي أردت أن أذكره لأنه يتعلق بهذه الأمة حيث قال عليه الصلاة والسلام: لا تقوم الساعة , لا تقوم الساعة - أي نعم - إلا على شرار الخلق وإلا على الذين يتخذون قبور أنبيائهم مساجد هذا يتعلق بالأمة الإسلامية.
لكن هنا نقطة لا بد من بيانها ألا وهي أن النهي عن الصلاة في المساجد المبنية على القبور كالنهي عن الصلاة في الأوقات المحرمة , فهي من باب سد الذريعة , وكما أن الأوقات المنهي عن الصلاة فيها دخلها قليل أو كثير من التخصيص , فأنا أرى استنباطا واجتهادا أن المسجد المبني على القبر أنه يمكن أن تجوز الصلاة فيه في بعض الظروف الاستثنائية , مثلا : بينما رجل يمشي في طريقه إلى داره إلى عمله إذا به يسمع الآذان وهو يعلم إن هذا المسجد فيه قبر. وأنه يجب عليه ألا يقصد هذا المسجد بالصلاة فيه , ولكن هو بين أن يدخل ويصلي فيه وبين أن تفوته صلاة الجماعة فإذا دار الأمر بين هذين الأمرين تغلب وجوب فرضية صلاة الجماعة على تحريم الصلاة في المسجد المبني على القبر , ذلك لأن النهي عن الصلاة في المسجد المبني على القبر من باب سد الذريعة كما أن الصلاة في الأوقات المكروهة من باب سد الذريعة لكن إذا ادّاركه الوقت ولم يكن هناك إمكان إلا أن يدع الصلاة حتى يخرج الوقت كله أو أن يصلي في وقت الكراهة فهذا أولى من أن يضيّع الصلاة بالكلية , كذلك كذلك إذا دار الأمر بين أن يضيع فريضة صلاة الجماعة وبين أن يصلي في مسجد الكراهة فرُجحت الصلاة في هذا المسجد على أن يصلي وحده في بيته أو في مكان آخر وهذا بطبيعة الحال معناه أو هذه الصورة إنما نعني بها أنه إذا لم يكن في علمه أو لم يكن في استطاعته أن يدرك الصلاة مع الجماعة في مسجد آخر ليس فيه قبر , ولذلك كان البحث أنه بين أحد أمرين إما أن يصلي في هذا المسجد لإدراك صلاة الجماعة وإما أن تفوته صلاة الجماعة كلاهما شرٌ لكن المسلم إذا وقع بين شرّين اختار أقلهما ضررا وشرا , هذا يجب أن نلاحظه لأنني أعرف بتجربتي الخاصة أن كثيرا من إخواننا السلفيين لا يلاحظون هذا التفريق , فمجرد أن يعلموا أن مسجدا فيه قبر لا يصلون فيه ولو فاتتهم صلاة الجماعة , هذا خطأ , وأنا أتحدث بهذا الحديث تذكرت كلمة جاء في سؤالك الأول وكنت أشعر في نهاية انتهائي من الإجابة إنه كأنه كان في نقص في الجواب , الآن تذكرته , ذكرتَ بارك الله فيك في سؤالك الأول أنهم ينكرون علينا أن نسمي أنفسنا بالسلفيين وأن هذا تفريق فهذه النقطة يجب أن أُدلي برأيي فيها لأنها في الحقيقة
الشيخ : نعم .
السائل : في مدينتنا مدينة الموصل إللي تكون في شمال العراق مساجد مبنية على قبور , يزعمون أنها قبور أنبياء هناك جامع النبي شيت وجامع النبي يونس وجامع النبي جرجيس وجامع الخضر وإبراهيم الخليل وجامع دانيال .
الشيخ : شاركتونا لكان .
السائل : نعم ههههه .
الشيخ : إبراهيم الخليل عنّا .
السائل : هذا إبراهيم الخليل يكون في أقصى الشمال يعني الحدود العراقية التركية .
الشيخ : منطقة إبراهيم الخليل مزار يعبد هناك , طيب .
السائل : أي نعم فما حكم هذه المساجد وما حكم من صلى أو يصلي بها , وهل يصلى في مسجد فيه قبر بارك الله فيكم ؟
الشيخ : الجواب طبعا لا تجوز الصلاة في مسجد مبني على القبر ولا فرق بين أن يكون المسجد في داخل المسجد مما يسمى بالحرم أو خارجه مما يسمى بصحن المسجد , كما أنه لا فرق بين أن يكون القبر شرقي أو غربي أو جنوب أو شمال المسجد , لأن كون القبر في المسجد شيء وكون الصلاة إلى القبر شيء آخر فإذا كان هناك أرض ليست مسجدا وصلى فيها المصلي وهناك قبر عن يمينه أو عن يساره بعيدا عنه فحين ذاك الصلاة في تلك الأرض جائزة ما دام أنه غير مستقبل للقبر , لأنه في هذه الحالة يصدق فيه وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فعنده مسجده وطهوره فالأرض كلها مسجد لكن يستثنى من هذه الكلية ما ثبت النهي عنه في السّنة المحمدية , ففي الأرض التي لم تحول إلى مسجد أي لم يبنَ عليها مسجد فالصلاة في هذه الأرض جائزة ولو كان فيها قبر ما لم يكن متوجها إلى القبر لأن هذا الاستثناء فيه حديث صحيح وصريح بل أحاديث من أشهرها قوله عليه الصلاة والسلام: لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها فهذا حكم الأرض التي فيها قبر , تجوز الصلاة في هذه الأرض ما لم يستقبل القبر , أما الأرض التي بني عليها مسجد وفيها قبر ففي أي جهة من المسجد كان هذا القبر فهو يجعل هذا المسجد مما يمنع الصلاة فيه , لا فرق كما قلنا آنفا بين أن يكون قبلي المسجد أو شرقي أو غربي أو جنوبه أو شماله , ذلك لأن الأحاديث التي جاءت تنهى عن اتخاذ المساجد على القبور هي مطلقة لم تفرق بين أن يكون القبر في جهة القبلة أو في دبر القبلة أو في أي جهة أخرى , ولعلكم اطّلعتم على رسالة قديمة لي كنت سميتها بـ " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " ففيها ما تيسر لي يومئذٍ من الأحاديث الكثيرة في التحذير من بناء المساجد على القبور ومن أهمها دلالة على هذا الموضوع وقطعا لوساوس بعض المبتدعة الذين كلما وجدوا حديثا يصدم بدعتهم حاولوا التخلص والتملص منه بطريقة أو بأخرى , فمثلا يتخلصون من قوله عليه السلام: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبياء مساجد فيقولون هذا حكم خاص باليهود والنصارى نحن مانّا لا يهود ولا نصارى , فيأتي الحديث الذي أردت أن أذكره لأنه يتعلق بهذه الأمة حيث قال عليه الصلاة والسلام: لا تقوم الساعة , لا تقوم الساعة - أي نعم - إلا على شرار الخلق وإلا على الذين يتخذون قبور أنبيائهم مساجد هذا يتعلق بالأمة الإسلامية.
لكن هنا نقطة لا بد من بيانها ألا وهي أن النهي عن الصلاة في المساجد المبنية على القبور كالنهي عن الصلاة في الأوقات المحرمة , فهي من باب سد الذريعة , وكما أن الأوقات المنهي عن الصلاة فيها دخلها قليل أو كثير من التخصيص , فأنا أرى استنباطا واجتهادا أن المسجد المبني على القبر أنه يمكن أن تجوز الصلاة فيه في بعض الظروف الاستثنائية , مثلا : بينما رجل يمشي في طريقه إلى داره إلى عمله إذا به يسمع الآذان وهو يعلم إن هذا المسجد فيه قبر. وأنه يجب عليه ألا يقصد هذا المسجد بالصلاة فيه , ولكن هو بين أن يدخل ويصلي فيه وبين أن تفوته صلاة الجماعة فإذا دار الأمر بين هذين الأمرين تغلب وجوب فرضية صلاة الجماعة على تحريم الصلاة في المسجد المبني على القبر , ذلك لأن النهي عن الصلاة في المسجد المبني على القبر من باب سد الذريعة كما أن الصلاة في الأوقات المكروهة من باب سد الذريعة لكن إذا ادّاركه الوقت ولم يكن هناك إمكان إلا أن يدع الصلاة حتى يخرج الوقت كله أو أن يصلي في وقت الكراهة فهذا أولى من أن يضيّع الصلاة بالكلية , كذلك كذلك إذا دار الأمر بين أن يضيع فريضة صلاة الجماعة وبين أن يصلي في مسجد الكراهة فرُجحت الصلاة في هذا المسجد على أن يصلي وحده في بيته أو في مكان آخر وهذا بطبيعة الحال معناه أو هذه الصورة إنما نعني بها أنه إذا لم يكن في علمه أو لم يكن في استطاعته أن يدرك الصلاة مع الجماعة في مسجد آخر ليس فيه قبر , ولذلك كان البحث أنه بين أحد أمرين إما أن يصلي في هذا المسجد لإدراك صلاة الجماعة وإما أن تفوته صلاة الجماعة كلاهما شرٌ لكن المسلم إذا وقع بين شرّين اختار أقلهما ضررا وشرا , هذا يجب أن نلاحظه لأنني أعرف بتجربتي الخاصة أن كثيرا من إخواننا السلفيين لا يلاحظون هذا التفريق , فمجرد أن يعلموا أن مسجدا فيه قبر لا يصلون فيه ولو فاتتهم صلاة الجماعة , هذا خطأ , وأنا أتحدث بهذا الحديث تذكرت كلمة جاء في سؤالك الأول وكنت أشعر في نهاية انتهائي من الإجابة إنه كأنه كان في نقص في الجواب , الآن تذكرته , ذكرتَ بارك الله فيك في سؤالك الأول أنهم ينكرون علينا أن نسمي أنفسنا بالسلفيين وأن هذا تفريق فهذه النقطة يجب أن أُدلي برأيي فيها لأنها في الحقيقة
الفتاوى المشابهة
- هل يصلى في المساجد التي فيها قبور؟ - ابن باز
- حكم الصلاة في المساجد التي بنيت على القبور - ابن باز
- حكم الصلاة في المساجد التي حولها قبور - ابن باز
- المساجد التي فيها قبور لا يصلى فيها - ابن باز
- شبهة لمن أجاز الصلاة في المساجد التي فيها قبور - ابن باز
- ما حكم الصلاة في المساجد التي تحتها قبور؟ - ابن باز
- هل تصح الصلاة في المساجد التي فيها قبور؟ - ابن باز
- حكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبور - ابن باز
- ما حكم الصلاة في المساجد التي بها قبور؟ - ابن باز
- حكم الصلاة في المساجد التي فيها قبور - ابن باز
- ما حكم الصلاة في المساجد التي فيها قبور ؟ - الالباني