وعن عابس بن ربيعة قال رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقبل الحجر يعني الأسود ويقول إني لأعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : وعن عابس بن ربيعة قال رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقبل الحجر يعني الأسود ويقول " إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبلك ما قبلتك " ، هذا الحديث عن ابن عمر أشهر من أن يذكر .
السائل : ... .
الشيخ : عن عمر رضي الله عنه أشهر من أن يذكر ولكن مع الأسف الشديد قليل من الناس جدا من يستفيد منه الفائدة التي رمى إليها عمر رضي الله عنه من هذه الكلمة حين قالها بين يدي الحجر الأسود، ما يستفيدون الفائدة التي أرادها عمر رضي الله عنه مع كونها صريحة في هذه الكلمة، لما وقف عمر بن الخطاب في حجه من حجاته في خلافته أمام الحجر الأسود ليقبله قال " إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك " إن كلمة عمر هذه لتمثل مبدأ الدعوة السلفية التي نسميها نحن.
- وعليكم السلام - .
كلمة عمر هذه هي في الحقيقة منهاج دعوتنا التي ندعو الناس إليها وهي اتباع الرسول عليه السلام كانت فعلا وتركا، ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلناه من الطاعات والعبادات وما تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم مما نظنه نحن أنه من الطاعات والعبادات تركناه، مافعله فعلناه وما تركه تركناه لأن عمر رضي الله عنه يقول صراحة يا حجر لولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك، ليه؟ لأنه إيش معنى التقبيل شيء الرسول عليه السلام ما شرعه لنا إلا أننا نشبه أنفسنا بالمشرّع وهو الله الذي يشرع للناس ما يشاء فنحن نشرع من عند أنفسنا ما نشاء وهذا لا يجوز أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله لا فرق أبدا بين رجل يقبل، لا فرق أبدا بين رجل يقبّل شيئا يتقرب به إلى الله عز وجل لم يشرعه لنا رسول الله كما يفعل بعض الناس من القبوريين الذين يقبلون الأعتاب والأبواب والنوافذ والشبابيك على قبور الأولياء والصالحين، لا فرق أبدا بين هذا التقبيل الذي لم يشرعه الرسول عليه السلام وبين رجل اتخذ للناس بيتا وكلفهم أن يطوفوا حوله أو هو طاف بنفسه حوله، لا فرق كافر اللهم إلا فرق واحد وهو اعتاد كثير من الناس أن يقبلوا الأبواب الأعتاب عند الأولياء والصالحين فاستساغوا ذلك و استحسنوه ولم ... وما وجد حتى اليوم والحمد لله شيخ من المشايخ بنى بيتا وزخرفه وجمله ثم أخذ يطوف حوله هو وأصحابه .
هذا لم يقع لكنه لو وقع ما هو وهذا التقبيل الذي يفعلونه اليوم ... لماذا؟ لأنه هذا الذي شرعه رسول الله وذاك الذي شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
اليوم نقبّل أشياء كثيرة لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم فلماذا لا نقول نحن كما قال عمر مادام أنه الرسول صلى الله عليه وسلم ما قبلك فأنا لا أقبلك وحين قبّل نقول مادام أن الرسول قبّلك فنحن نقبلك لماذا لا نسلك طريقة عمر في هذا؟ لأننا انحرفنا عن الإسلام وانحرفنا عن سنة الخلفاء الراشدين ونحن نزعم بأننا نتبع الخلفاء الراشدين، نحن إذا قلنا للناس صلوا التراويح إحدى عشر ركعة فقامت القيامة علينا وقالوا عمر بن الخطاب صلاها عشرين، وهم في ذلك مخطؤون وعمر ما صلاها إلا كما صلاها الرسول عليه السلام إحدى عشر ركعة ففي الشيء الذي لم يفعله عمر ولم يثبت عنه يتمسكون به ويعملون به وهو غير ثابت عن عمر بل هو على خلاف السنة وفي الشيء الذي لن يفعله عمر يتمسكون به ويقولون يا أخي شو فيها ؟ ونضرب على هذا مثلا محسوسا، الآن هذا الكتاب وحديث الرسول عليه السلام فإذا أنا عندما افتتحت الدرس به أخذت وفعلت به هكذا، هذا يفعله كثير من الناس خاصة في القرآن الكريم فإذا أنكرت على الناس تقبيل القرآن الكريم قاموا عليك قومة واحدة بيقل لك آيه هذا تعظيم للقرآن، نحن نقول كما قال عمر بن الخطاب لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك فهل قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم المصحف هل قبل القرآن الكريم هل قبل حديث مكتوب في عهده عليه السّلام؟ لا، هل قبل جدران وأعتاب الصالحين من أصحابه من الشهداء الذين كانوا يموتون بين يديه في سبيل الله؟ كل ذلك لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإذًا هل يشرع لنا أن نقبل المصحف ؟ ليس ثمة ليس هناك كتاب أفضل من كتاب الله عز وجل وهو القرآن الكريم فهل يشرع تقبيله ؟ الناس كلهم يقبلون القرآن والناس إذا أدخل القرآن إلى مجلس فهم ... قياما، هذا تميل إليه النفوس بلا شك تستعبده النفوس لأنا لقضية قضية عاطفية جدا حساسة لذلك لا تكاد تجد أحدا ينكر هذا العمل ألا وهو القيام للقرآن إذا أدخل به إلى مجلس أو تقبيله إذا استلمه الإنسان ليقرأ فيه فنحن نمشي على قاعدة عمر لولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلته فعمر كان لا يقبّل الحجر لو أنّ الرسول لم يقبله لكن رأى الرسول يقبله فقبله فهل قبل الرسول عليه السلام المصحف ؟ الجواب لا ... ونترك البدع لا نقبله أما الناس الذين يأخذون الدين بعقولهم وعواطفهم فهم يقولون نحن الذين ندعو الناس إلى اتباع الكتاب والسنة فنحن لا نفعل شيئا مما لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدلتنا على ذلك كثيرة جدا ولسنا الآن في صدد سوقها وإنما نحن في صدد قراءة ما جاء في هذا الباب في هذا الكتاب المشهور ألا وهو الترغيب والترهيب للمنذري فهذا قول عمر يخاطب الحجر الأسود " لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك "، هذا هو مبدأ كل مسلم أو يجب أن يكون مبدأ كل مسلم أن لا يفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ومما يناسب هذا المكان أن عبد الله بن عباس حجّ في زمن معاوية مع معاوية فلما جاء معاوية إلى الطواف وبدأ كما هو العادة والسنة بالحجر الأسود قبّل الحجر الأسود ثم لما مر بالركن الشامي الأول والثاني الركن الثاني الشامي مسح يده بهما وهكذا للركن اليماني أيضا مسح يده فأنكر ذلك عليه عبد الله بن عباس وقال له امسح فقط الركنين اليمانيين فكان جواب معاوية نقولها صراحة جواب المبتدعة اليوم ومعاوية ... صحابي لكن يخفى عليه شيء من السنة كما سترون ونحن ينبغي علينا أن نأخذ عبرة، كان جواب معاوية لابن عباس حينما أنكر عليه تمسحه بالأركان الأربعة من الكعبة، قال له " ما من البيت شيء مهجور" ، كل بركة البيت ليش حتى ما أتمسح أنا بجميع أركانه ؟ قال له " سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم خير ما تقول لقد كان صلى الله عليه وسلم يمسح الركن اليماني ويقبل الحجر الأسود وما كان يمسح الركنين الشاميين " فاحتج ابن عباس على معاوية بسنة الرسول عليه السلام قال له تتبرك، تتمسح بما تمسح هو واترك ما ترك هو، السنة خير من قولك هذا ونحن يجب أن نصور لكم الآن بالنسبة لمن لم يحج قد يخفى عليه المراد من هذا الكلام .
السائل : ... .
الشيخ : هذا يا سيدي في الغالب في صحيح مسلم .
السائل : ... .
الشيخ : نعم ؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم، الكعبة هي بناء ضخم مكعب يعني له أربعة أركان هذا ركن وهذا ركن ومربعة هي وهنا ركن وهنا ركن .
السائل : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الركنين هذولا، الكعبة تقريبا ارتفاعها تقريبا خمسة عشر متر عالي، هي مكعبة تقريبا يعني الإرتفاع بقدر الطول هذا نحو شبر هكذا فهذول الركنين واحد اثنين ثلاثة أربعة ركنان منهما نحو الجنوب أي نحو اليمن ركنان منها نحو الشام نحونا فالركنين نحو الشام يسميان ويعرفان بالركنان الشاميين والركنين هذول هالى نحو اليمن يسميان بالركنين اليمانيين هذا واحد وهذا الثاني، هذا الركن الذي هو جهة الشرق جنوب شرقي وهذا ركن جنوب غربي هذول الركنين ... الركن هالي هو الركن الجنوبي الشرقي فيه الحجر الأسود هي الزاوية هاي فحينما يستأنس ويتكئ الطائف طوافه يبدأ من هنا من عند الحجر الأسود.
السائل : حجر شمالي شرقي وإلا جنوب شرقي ز
الشيخ : جنوب شرقي، هذا هو كما
السائل : الجهات الأربعة .
الشيخ : كما هو ... .
...
الشيخ : كما نمثل الواقع، أنا حججت والحمد لله أربعة مرات فأصف لك كما رأيت
السائل : ... الرحمة ... الرحمة بين الركنين الشاميين .
الشيخ : ميزاب الرحمة ما عرفته وما عرفته إلا وأنا ... لأنه هذا ما له أصل .
السائل : لا يعني في ... .
الشيخ : ما بكافي هذول الركنين اليمانيين الشاميين .
السائل : الشاميين .
الشيخ : وهذول الركنين اليمانيين .
سائل آخر : أي نعم .
الشيخ : الركن الجنوبي الشرقي هو الذي فيه الحجر الأسود فما، لما يبتدأ الإنسان الطواف يقف هنا تجاه الحجر الأسود ويمشي منطلقا إلى جهة الشمال فيمر بهذا الركن هذا الركن الشامي الأول وهذا الركن الشامي الثاني، هذا الركن اليماني الثاني لأن الأول هو إلي فيه الحجر الأسود وهذا الثاني إلي بيكون غرب جنوب، معاوية ماذا فعل؟ لما وقف مبتدأ الطواف عند الحجر الأسود قبل الحجر وهذا سنة، لما جاء إلى الركن الشامي الأول تمسح به تبرك به ثم لما جاء إلى هنا أيضا تمسح به وتبرك به ولما جاء إلى هنا أيضا تمسّح به، بن عباس يلاحظه فأنكر عليه ذلك وقال إن الرسول عليه السلام ما تمسّح إلا بالركنين اليمانيين هذا قبّله وهذا مسحه بيده وهذا لا يشرع تقبيله إنما يشرع التمسح به فقط، شو كان جواب معاوية؟ أنه كل البيت بركة فما فيه شيء مهجور قال له سنة الرسول عليه السلام خير مما تقول يعني ألا يعلم الرسول عليه السلام إلي منه نحن علمنا أداب الطواف والكعبة وسننها وواجباتها وأركانها ألا يعلم هو أنه البيت كله بركة؟ بلا شك هو يعلم، فلماذا قبّل هذا ومسح بيده هذا وترك هذا وهذا ، لأن الله عز وجل هو الذي شرع له ذلك وأعلمه بأنه يشرع هذا تقبيله وهذا التمسح به أما هذا وهذا فلا يشرع تقبيله فلذلك لم يفعل الرسول عليه السلام فلو كان تقبيل الركنين الشاميين يشرع ومن السنة كان الرسول عليه السلام شرع ذلك للأمة فلمّا ترك ذلك كان من السنة علينا ترك ذلك وقد ذكر العلماء السر في ترك الرسول عليه السلام للتمسح بالركنين الشاميين، ما هو السّر؟ قال السر أنه هذولا الركنين الشاميين هذولي مو على وضع إبراهيم عليه السلام، الوصف اللي وصفت لكم إياه الركنين هذول يوجد جدار قدر ارتفاعه متر يشكل نصف دائرة .
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام .
قوس حول الركنين لكن طرفي القوس غير متصلين بها الركنين في فجوة هنا نحو متر تقريبا، فجوة من الركن إلى الطرف الأول من هذا القوس ثم فجوة أخرى في الطرف الثاني بحيث الإنسان يستطيع ... في وسطه هو الذي يسمى بالحجر أو يسمى بالحطيم فالناس حين يطوفون لا يدخلون في ها الفجوة بل يمرون من وراء القوس من وراء الجدار هذا إلي ارتفاعه نحو متر فالرسول صلى الله عليه وسلم قد بيّن لنا ما هو حقيقة هذا المكان الذي أحاط به القوس من الجدار فإنه لما دخل في حجة الوداع، لما دخل الكعبة وصلى فيها أرادت السيدة عائشة رضي الله عنها أن تدخل الكعبة وتصلي فيها اتبّاعا للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهذا أيضا حديث جاء عرضا بمناسبة بابنا هذا في اتبّاع الصحابة للرسول عليه السلام، السيدة عائشة شافت النبي صلى الله عليه وسلم دخل جوف الكعبة فأحبت هي أن تفعل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ولكن الدخول إلى بيت الله، إلى الكعبة، إلى جوف الكعبة كان ولا يزال مع الأسف الشديد من أصعب الأمور ذلك لأنه لا يمكن الدخول إليها إلا بدرج، بسلّم لأنه بابه عالي فوق قامة الإنسان ولذلك اليوم من عادتهم بعد موسم الحج بيجي الأمير أو بيجي الملك نفسه، أمور طبعا ليست من الإسلام في شيء، مظاهر ما أنزل الله بها من سلطان فيضعون هذا الدرج للباب فيأتي الأمير أو الملك فيصعد ويدخل ويصلي في جوف الكعبة، يسمح لبعض الوجهاء من الناس أما عامة الناس فيسمح لهم بالدخول إلا مع المقاتلة والمضاربة لبيت الله الحرام، هكذا الآن وضع الكعبة لا يمكن الدخول إليها إلا بسلّم ولا يسمح بالدخول إليها إلا لوجهاء الناس أما الرّعاة وأما عامة الناس فلا يمكنهم أن يدخلوا إلى جوف الكعبة ويقتدوا بالرسول صلى الله عليه وسلم .
هكذا الآن وهكذا كان في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا بدعة من الأمر أي كون أرض الكعبة عالية وباب الكعبة عالي لا يمكن الصعود إليها إلا بسلّم هذا خلاف ما كانت الكعبة عليه حينما بناها أبونا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، هكذا وجد الرسول عليه السلام الكعبة حينما صلى فيها فأرادت السيدة عائشة أن تصعد وتدخل تصلي بجوف الكعبة، قال لها عليه السلام صلي في الحجر شو هو الحجر؟ المكان إلي هو بين الركنين الشاميين وبين القوس من الجدار، هذا اسمه الحجر، قال عليه السلام لعائشة صلي في الحجر فإنه من البيت هذا المكان المكشوف الآن والذي أحيط بهذا القوس من الجدار هو من البيت فليه راح تتعبي حالك إنت وتطلعي إلى فوق ... الزحام وتفوتي تصلي في الكعبة لا تتعبي حالك، صلي في ها المكان المكشوف السّهل الوصول إليه فإنه من البيت وإن قومك لمّا قصرت بهم النفقة أخرجوا هذا الحجر من الكعبة ولولا أن قومك حديثو عهد لهدمت الكعبة ولبنيتها على أساس إبراهيم عليه السلام ، يعني أدخلت المكان المكشوف إلي أحيط بهذا القوس من الجدار ضميته إلى الكعبة لأنه هو أصله من الكعبة، المشركون حينما هدم البيت في زمان قبل بعثة الرسول عليه السلام، أصابه حريق فلم يستطيعوا أن يعيدوا بناء الكعبة على أساس إبراهيم عليه السلام أي بأن يضموا الحجر إلى جوف الكعبة فأخرجوا الحجر عن الكعبة فصارت الكعبة قسمين، قسم مبني مكعب وقسم خارج الكعبة وهو الحجر المحاط بهذا القوس من الجدار ولولا أن قومك حديثو عهد بالشرك لهدمت الكعبة ولبنيتها على أساس إبراهيم عليه السلام أي أدخلت الحجر إلى الكعبة ولجعلت له أو لها بابين وجعلتهما مع الأرض، الارتفاع هذا كله يذهب به عليه السلام ويقضي عليه ولجعلتهما من الأرض بابا يدخلون منه وبابا يخرجون منه ، هذا تنظيم أراده الرسول عليه السلام ليسهل على الناس الدخول إلى الكعبة والصلاة فيها ثم الخروج منها من الباب الآخر وهذا هو من التنظيمات التي يمشي عليها الناس اليوم في بناء بيوتهم فضلا عن قصور كبيرة لكن الرسول عليه السلام لم يهدم الكعبة ولم يفعل الذي أراده للناس من التيسير بأن يجعل للكعبة بابين مع الأرض بابا يدخلون منه وبابا يخرجون منه، لماذ ا؟ خشية أن يتأثر بعض ضعفاء الإيمان بعملية الهدم فيقول هؤلاء إيه ما خلى لنا شيء إلا هدمها لنا وخيرها لنا حتى الكعبة ما خلاها على ما وجدنا عليها آباءنا وأجدادنا هدمها لنا فالرسول عليه السلام كان عنده طبعا إحساس وكان عنده انتباه شديد وحسبنا أنه يوحى إليه من السماء فكان يلاحظ عواطف الناس ويلاحظ وساوس الناس فيداريهم إلى حدود كبيرة جدا من ذلك أنه أبطى بناء الكعبة على ما وجده عليه وقسم كبير منها خارج الكعبة، لماذا ؟ حتى لا يتضعضع إيمان بعض الناس فيما لو هدم الكعبة وجدد بنيانها وجعل لها بابين، بابا يدخلون منه وبابا يخرجون منه .
إذا عرفنا هذا وهو ثابت في الصحيحين فالرسول عليه السلام لم يستلم هذين الركنين لأنه ليس ليس هذان الركنان من بناء إبراهيم عليه السلام، الركنان لازم يكونوا عند الجدار عند القوس من الحجر فكانت الحكمة التشريعية تقتضي ترك مس الركنين الشاميين هذول لأنه ليسوا مما بناه إبراهيم عليه السلام بخلاف، نعم هذا السبب، بخلاف الركنين اليمانيين فهما على وضع إبراهيم عليه السلام لا سيما والأول فيه الحجر الأسود فعمر بن الخطاب حينما وقف ليقبّل الحجر الأسود قال " إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك " هذا الحديث فيه ضرب مثل كبير جدا لنا من ناحيتين، ناحية إيجابية التي تثبت أن المؤمن خاضع متبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن يحكّم عقله والناحية السلبية أيضا متبع للرسول عليه السلام في الأشياء التي تركها ولم يفعلها فهو تابع متبع للرسول عليه السلام أتم الاتباع فعلا وتركا، رأى عمر نبيه يقبل الحجر والحجر لا يضر ولا ينفع فقبله وهو يعلم أنه حجر لا يضر ولا ينفع ، لماذا قبله ؟ لأنه يعلم أن الرسول معصوم عن الخطأ وأنه إذا فعل فعلا فإنما هو بوحي السماء وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ولماذا لا يقبل هذين الركنين الشماليين؟ لأنه رأى الرسول عليه السلام لا يقبلهما لماذا لا يمسهما ؟ لأنه رأى الرسول عليه السلام لا يمسهما .
هذا هو مثال المؤمن المتبع تماما فعلا وتركا قبل الرسول عليه السلام الحجر فهو يقبله، ترك الرسول عليه السلام تقبيل الركن اليماني الثاني ما قبله الرسول عليه السلام فلا يشرع تقبيله خلاف ما يفعله كثير من الحجاج اليوم بسبب جهلهم بالسنة فهم إذا أتوا إلى الركن اليماني هالي هو هذا قبّلوه أيضا مع أن السنة فقط لمسه باليد أما الركنان الشاميان فلا يمسحان باليد ولا يقبّلان بالفم، لماذا لأن الرسول عليه السلام لم يفعل ذلك فإذًا " ولولا أني رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم يقبّلك ما قبلتك " هذا هو نهج كل مسلم سلفي يريد أن يعمل كما كان السلف الصالح أن يفعل ما فعلوا وأن يترك ما تركوا .
المصحف ما قبله السّلف الصالح فلا يشرع لنا تقبيله، إذا قال إنسان شو علينا قبلناه ؟ بيكون هذا الكلام كله ضايع معه، شو عليه لو قبل عمر شيئا ما قبله الرسول عليه السلام من أركان الكعبة الأخرى؟ عليه أنه خالف الرسول صلى الله عليه وسلم .
المخالفة للرسول لا تكون فقط بالزنا والسرقة بل بالتعبد والتقرب إلى الله بشيء لم يشرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هذا مخالفة للرسول عليه السلام وحديث عمر هذا بين أيدينا أكبر مثال على ذلك فاحفظوا هذه الكلمة عن عمر ولا تظنوا أنه هي فقط أنه تشرع لنا تقبيل الحجر الأسود، لا هي تضع لنا قاعدة ومنهج في الانطلاق في هذه الأعمال التي يفعلها الناس أو يتركونها .
نحن إما أن نفعل أو نترك ومبدأ الفعل والترك هو سنة الرسول عليه السلام، ما فعله فعلنا وما تركه تركناه .
فإذا تركنا تقبيل المصحف وجئنا إلى تقبيل ثوب الرجل العالم أو التمسح ببدن الشيخ إلي خطب الخطبة ونزل من الخطبة يوم الجمعة وبيجوه الناس ويتبركوا فيه ويتمسحوا فيه، هل كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يفعلون هذا مع أنه عليه السلام وهو أطهر إنسان وجد على الأرض، الجواب لا، إذًا من هؤلاء الذين يتمسح بهم الناس ويتبركون بهم، هذا بدعة من جملة البدع التي ينص كلام عمر على ذلك، لولا أني رأيت رسول الله يقبّلك ما قبّلتك، نقرب هذا لولا أني رأيت رسول الله فعل هذا ما فعلته، لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ كذا ما قرأت وهكذا بقى تستطيعون أن تقولوا أن هذه الزيادات قبل الأذان وبعد الأذان وبين يدي الإقامة وبعد الإقامة، بين يدي الإقامة الصلاة مما يسمونه الترقية يوم الجمعة وما أشبه ذلك، كل هذه الأشياء لم يفعلها الرسول عليه الصلاة والسلام، فهل نفعل ذلك نحن؟ لا لأن عمر علمنا فقال " لولا أني رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم يقبّلك ما قبلتك " فإذا علمنا أن الرسول ما فعل شيئا فنحن لا نفعله لأن عمر لولم يعمل أن الرسول قبل ما كان يقبّل لذلك وجدناه قبل ما قبل الرسول وترك ما ترك تقبيله الرسول صلى الله عليه وسلم .
السائل : ... .
الشيخ : عن عمر رضي الله عنه أشهر من أن يذكر ولكن مع الأسف الشديد قليل من الناس جدا من يستفيد منه الفائدة التي رمى إليها عمر رضي الله عنه من هذه الكلمة حين قالها بين يدي الحجر الأسود، ما يستفيدون الفائدة التي أرادها عمر رضي الله عنه مع كونها صريحة في هذه الكلمة، لما وقف عمر بن الخطاب في حجه من حجاته في خلافته أمام الحجر الأسود ليقبله قال " إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك " إن كلمة عمر هذه لتمثل مبدأ الدعوة السلفية التي نسميها نحن.
- وعليكم السلام - .
كلمة عمر هذه هي في الحقيقة منهاج دعوتنا التي ندعو الناس إليها وهي اتباع الرسول عليه السلام كانت فعلا وتركا، ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلناه من الطاعات والعبادات وما تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم مما نظنه نحن أنه من الطاعات والعبادات تركناه، مافعله فعلناه وما تركه تركناه لأن عمر رضي الله عنه يقول صراحة يا حجر لولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك، ليه؟ لأنه إيش معنى التقبيل شيء الرسول عليه السلام ما شرعه لنا إلا أننا نشبه أنفسنا بالمشرّع وهو الله الذي يشرع للناس ما يشاء فنحن نشرع من عند أنفسنا ما نشاء وهذا لا يجوز أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله لا فرق أبدا بين رجل يقبل، لا فرق أبدا بين رجل يقبّل شيئا يتقرب به إلى الله عز وجل لم يشرعه لنا رسول الله كما يفعل بعض الناس من القبوريين الذين يقبلون الأعتاب والأبواب والنوافذ والشبابيك على قبور الأولياء والصالحين، لا فرق أبدا بين هذا التقبيل الذي لم يشرعه الرسول عليه السلام وبين رجل اتخذ للناس بيتا وكلفهم أن يطوفوا حوله أو هو طاف بنفسه حوله، لا فرق كافر اللهم إلا فرق واحد وهو اعتاد كثير من الناس أن يقبلوا الأبواب الأعتاب عند الأولياء والصالحين فاستساغوا ذلك و استحسنوه ولم ... وما وجد حتى اليوم والحمد لله شيخ من المشايخ بنى بيتا وزخرفه وجمله ثم أخذ يطوف حوله هو وأصحابه .
هذا لم يقع لكنه لو وقع ما هو وهذا التقبيل الذي يفعلونه اليوم ... لماذا؟ لأنه هذا الذي شرعه رسول الله وذاك الذي شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
اليوم نقبّل أشياء كثيرة لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم فلماذا لا نقول نحن كما قال عمر مادام أنه الرسول صلى الله عليه وسلم ما قبلك فأنا لا أقبلك وحين قبّل نقول مادام أن الرسول قبّلك فنحن نقبلك لماذا لا نسلك طريقة عمر في هذا؟ لأننا انحرفنا عن الإسلام وانحرفنا عن سنة الخلفاء الراشدين ونحن نزعم بأننا نتبع الخلفاء الراشدين، نحن إذا قلنا للناس صلوا التراويح إحدى عشر ركعة فقامت القيامة علينا وقالوا عمر بن الخطاب صلاها عشرين، وهم في ذلك مخطؤون وعمر ما صلاها إلا كما صلاها الرسول عليه السلام إحدى عشر ركعة ففي الشيء الذي لم يفعله عمر ولم يثبت عنه يتمسكون به ويعملون به وهو غير ثابت عن عمر بل هو على خلاف السنة وفي الشيء الذي لن يفعله عمر يتمسكون به ويقولون يا أخي شو فيها ؟ ونضرب على هذا مثلا محسوسا، الآن هذا الكتاب وحديث الرسول عليه السلام فإذا أنا عندما افتتحت الدرس به أخذت وفعلت به هكذا، هذا يفعله كثير من الناس خاصة في القرآن الكريم فإذا أنكرت على الناس تقبيل القرآن الكريم قاموا عليك قومة واحدة بيقل لك آيه هذا تعظيم للقرآن، نحن نقول كما قال عمر بن الخطاب لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك فهل قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم المصحف هل قبل القرآن الكريم هل قبل حديث مكتوب في عهده عليه السّلام؟ لا، هل قبل جدران وأعتاب الصالحين من أصحابه من الشهداء الذين كانوا يموتون بين يديه في سبيل الله؟ كل ذلك لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإذًا هل يشرع لنا أن نقبل المصحف ؟ ليس ثمة ليس هناك كتاب أفضل من كتاب الله عز وجل وهو القرآن الكريم فهل يشرع تقبيله ؟ الناس كلهم يقبلون القرآن والناس إذا أدخل القرآن إلى مجلس فهم ... قياما، هذا تميل إليه النفوس بلا شك تستعبده النفوس لأنا لقضية قضية عاطفية جدا حساسة لذلك لا تكاد تجد أحدا ينكر هذا العمل ألا وهو القيام للقرآن إذا أدخل به إلى مجلس أو تقبيله إذا استلمه الإنسان ليقرأ فيه فنحن نمشي على قاعدة عمر لولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلته فعمر كان لا يقبّل الحجر لو أنّ الرسول لم يقبله لكن رأى الرسول يقبله فقبله فهل قبل الرسول عليه السلام المصحف ؟ الجواب لا ... ونترك البدع لا نقبله أما الناس الذين يأخذون الدين بعقولهم وعواطفهم فهم يقولون نحن الذين ندعو الناس إلى اتباع الكتاب والسنة فنحن لا نفعل شيئا مما لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدلتنا على ذلك كثيرة جدا ولسنا الآن في صدد سوقها وإنما نحن في صدد قراءة ما جاء في هذا الباب في هذا الكتاب المشهور ألا وهو الترغيب والترهيب للمنذري فهذا قول عمر يخاطب الحجر الأسود " لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك "، هذا هو مبدأ كل مسلم أو يجب أن يكون مبدأ كل مسلم أن لا يفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ومما يناسب هذا المكان أن عبد الله بن عباس حجّ في زمن معاوية مع معاوية فلما جاء معاوية إلى الطواف وبدأ كما هو العادة والسنة بالحجر الأسود قبّل الحجر الأسود ثم لما مر بالركن الشامي الأول والثاني الركن الثاني الشامي مسح يده بهما وهكذا للركن اليماني أيضا مسح يده فأنكر ذلك عليه عبد الله بن عباس وقال له امسح فقط الركنين اليمانيين فكان جواب معاوية نقولها صراحة جواب المبتدعة اليوم ومعاوية ... صحابي لكن يخفى عليه شيء من السنة كما سترون ونحن ينبغي علينا أن نأخذ عبرة، كان جواب معاوية لابن عباس حينما أنكر عليه تمسحه بالأركان الأربعة من الكعبة، قال له " ما من البيت شيء مهجور" ، كل بركة البيت ليش حتى ما أتمسح أنا بجميع أركانه ؟ قال له " سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم خير ما تقول لقد كان صلى الله عليه وسلم يمسح الركن اليماني ويقبل الحجر الأسود وما كان يمسح الركنين الشاميين " فاحتج ابن عباس على معاوية بسنة الرسول عليه السلام قال له تتبرك، تتمسح بما تمسح هو واترك ما ترك هو، السنة خير من قولك هذا ونحن يجب أن نصور لكم الآن بالنسبة لمن لم يحج قد يخفى عليه المراد من هذا الكلام .
السائل : ... .
الشيخ : هذا يا سيدي في الغالب في صحيح مسلم .
السائل : ... .
الشيخ : نعم ؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم، الكعبة هي بناء ضخم مكعب يعني له أربعة أركان هذا ركن وهذا ركن ومربعة هي وهنا ركن وهنا ركن .
السائل : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الركنين هذولا، الكعبة تقريبا ارتفاعها تقريبا خمسة عشر متر عالي، هي مكعبة تقريبا يعني الإرتفاع بقدر الطول هذا نحو شبر هكذا فهذول الركنين واحد اثنين ثلاثة أربعة ركنان منهما نحو الجنوب أي نحو اليمن ركنان منها نحو الشام نحونا فالركنين نحو الشام يسميان ويعرفان بالركنان الشاميين والركنين هذول هالى نحو اليمن يسميان بالركنين اليمانيين هذا واحد وهذا الثاني، هذا الركن الذي هو جهة الشرق جنوب شرقي وهذا ركن جنوب غربي هذول الركنين ... الركن هالي هو الركن الجنوبي الشرقي فيه الحجر الأسود هي الزاوية هاي فحينما يستأنس ويتكئ الطائف طوافه يبدأ من هنا من عند الحجر الأسود.
السائل : حجر شمالي شرقي وإلا جنوب شرقي ز
الشيخ : جنوب شرقي، هذا هو كما
السائل : الجهات الأربعة .
الشيخ : كما هو ... .
...
الشيخ : كما نمثل الواقع، أنا حججت والحمد لله أربعة مرات فأصف لك كما رأيت
السائل : ... الرحمة ... الرحمة بين الركنين الشاميين .
الشيخ : ميزاب الرحمة ما عرفته وما عرفته إلا وأنا ... لأنه هذا ما له أصل .
السائل : لا يعني في ... .
الشيخ : ما بكافي هذول الركنين اليمانيين الشاميين .
السائل : الشاميين .
الشيخ : وهذول الركنين اليمانيين .
سائل آخر : أي نعم .
الشيخ : الركن الجنوبي الشرقي هو الذي فيه الحجر الأسود فما، لما يبتدأ الإنسان الطواف يقف هنا تجاه الحجر الأسود ويمشي منطلقا إلى جهة الشمال فيمر بهذا الركن هذا الركن الشامي الأول وهذا الركن الشامي الثاني، هذا الركن اليماني الثاني لأن الأول هو إلي فيه الحجر الأسود وهذا الثاني إلي بيكون غرب جنوب، معاوية ماذا فعل؟ لما وقف مبتدأ الطواف عند الحجر الأسود قبل الحجر وهذا سنة، لما جاء إلى الركن الشامي الأول تمسح به تبرك به ثم لما جاء إلى هنا أيضا تمسح به وتبرك به ولما جاء إلى هنا أيضا تمسّح به، بن عباس يلاحظه فأنكر عليه ذلك وقال إن الرسول عليه السلام ما تمسّح إلا بالركنين اليمانيين هذا قبّله وهذا مسحه بيده وهذا لا يشرع تقبيله إنما يشرع التمسح به فقط، شو كان جواب معاوية؟ أنه كل البيت بركة فما فيه شيء مهجور قال له سنة الرسول عليه السلام خير مما تقول يعني ألا يعلم الرسول عليه السلام إلي منه نحن علمنا أداب الطواف والكعبة وسننها وواجباتها وأركانها ألا يعلم هو أنه البيت كله بركة؟ بلا شك هو يعلم، فلماذا قبّل هذا ومسح بيده هذا وترك هذا وهذا ، لأن الله عز وجل هو الذي شرع له ذلك وأعلمه بأنه يشرع هذا تقبيله وهذا التمسح به أما هذا وهذا فلا يشرع تقبيله فلذلك لم يفعل الرسول عليه السلام فلو كان تقبيل الركنين الشاميين يشرع ومن السنة كان الرسول عليه السلام شرع ذلك للأمة فلمّا ترك ذلك كان من السنة علينا ترك ذلك وقد ذكر العلماء السر في ترك الرسول عليه السلام للتمسح بالركنين الشاميين، ما هو السّر؟ قال السر أنه هذولا الركنين الشاميين هذولي مو على وضع إبراهيم عليه السلام، الوصف اللي وصفت لكم إياه الركنين هذول يوجد جدار قدر ارتفاعه متر يشكل نصف دائرة .
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام .
قوس حول الركنين لكن طرفي القوس غير متصلين بها الركنين في فجوة هنا نحو متر تقريبا، فجوة من الركن إلى الطرف الأول من هذا القوس ثم فجوة أخرى في الطرف الثاني بحيث الإنسان يستطيع ... في وسطه هو الذي يسمى بالحجر أو يسمى بالحطيم فالناس حين يطوفون لا يدخلون في ها الفجوة بل يمرون من وراء القوس من وراء الجدار هذا إلي ارتفاعه نحو متر فالرسول صلى الله عليه وسلم قد بيّن لنا ما هو حقيقة هذا المكان الذي أحاط به القوس من الجدار فإنه لما دخل في حجة الوداع، لما دخل الكعبة وصلى فيها أرادت السيدة عائشة رضي الله عنها أن تدخل الكعبة وتصلي فيها اتبّاعا للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهذا أيضا حديث جاء عرضا بمناسبة بابنا هذا في اتبّاع الصحابة للرسول عليه السلام، السيدة عائشة شافت النبي صلى الله عليه وسلم دخل جوف الكعبة فأحبت هي أن تفعل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ولكن الدخول إلى بيت الله، إلى الكعبة، إلى جوف الكعبة كان ولا يزال مع الأسف الشديد من أصعب الأمور ذلك لأنه لا يمكن الدخول إليها إلا بدرج، بسلّم لأنه بابه عالي فوق قامة الإنسان ولذلك اليوم من عادتهم بعد موسم الحج بيجي الأمير أو بيجي الملك نفسه، أمور طبعا ليست من الإسلام في شيء، مظاهر ما أنزل الله بها من سلطان فيضعون هذا الدرج للباب فيأتي الأمير أو الملك فيصعد ويدخل ويصلي في جوف الكعبة، يسمح لبعض الوجهاء من الناس أما عامة الناس فيسمح لهم بالدخول إلا مع المقاتلة والمضاربة لبيت الله الحرام، هكذا الآن وضع الكعبة لا يمكن الدخول إليها إلا بسلّم ولا يسمح بالدخول إليها إلا لوجهاء الناس أما الرّعاة وأما عامة الناس فلا يمكنهم أن يدخلوا إلى جوف الكعبة ويقتدوا بالرسول صلى الله عليه وسلم .
هكذا الآن وهكذا كان في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا بدعة من الأمر أي كون أرض الكعبة عالية وباب الكعبة عالي لا يمكن الصعود إليها إلا بسلّم هذا خلاف ما كانت الكعبة عليه حينما بناها أبونا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، هكذا وجد الرسول عليه السلام الكعبة حينما صلى فيها فأرادت السيدة عائشة أن تصعد وتدخل تصلي بجوف الكعبة، قال لها عليه السلام صلي في الحجر شو هو الحجر؟ المكان إلي هو بين الركنين الشاميين وبين القوس من الجدار، هذا اسمه الحجر، قال عليه السلام لعائشة صلي في الحجر فإنه من البيت هذا المكان المكشوف الآن والذي أحيط بهذا القوس من الجدار هو من البيت فليه راح تتعبي حالك إنت وتطلعي إلى فوق ... الزحام وتفوتي تصلي في الكعبة لا تتعبي حالك، صلي في ها المكان المكشوف السّهل الوصول إليه فإنه من البيت وإن قومك لمّا قصرت بهم النفقة أخرجوا هذا الحجر من الكعبة ولولا أن قومك حديثو عهد لهدمت الكعبة ولبنيتها على أساس إبراهيم عليه السلام ، يعني أدخلت المكان المكشوف إلي أحيط بهذا القوس من الجدار ضميته إلى الكعبة لأنه هو أصله من الكعبة، المشركون حينما هدم البيت في زمان قبل بعثة الرسول عليه السلام، أصابه حريق فلم يستطيعوا أن يعيدوا بناء الكعبة على أساس إبراهيم عليه السلام أي بأن يضموا الحجر إلى جوف الكعبة فأخرجوا الحجر عن الكعبة فصارت الكعبة قسمين، قسم مبني مكعب وقسم خارج الكعبة وهو الحجر المحاط بهذا القوس من الجدار ولولا أن قومك حديثو عهد بالشرك لهدمت الكعبة ولبنيتها على أساس إبراهيم عليه السلام أي أدخلت الحجر إلى الكعبة ولجعلت له أو لها بابين وجعلتهما مع الأرض، الارتفاع هذا كله يذهب به عليه السلام ويقضي عليه ولجعلتهما من الأرض بابا يدخلون منه وبابا يخرجون منه ، هذا تنظيم أراده الرسول عليه السلام ليسهل على الناس الدخول إلى الكعبة والصلاة فيها ثم الخروج منها من الباب الآخر وهذا هو من التنظيمات التي يمشي عليها الناس اليوم في بناء بيوتهم فضلا عن قصور كبيرة لكن الرسول عليه السلام لم يهدم الكعبة ولم يفعل الذي أراده للناس من التيسير بأن يجعل للكعبة بابين مع الأرض بابا يدخلون منه وبابا يخرجون منه، لماذ ا؟ خشية أن يتأثر بعض ضعفاء الإيمان بعملية الهدم فيقول هؤلاء إيه ما خلى لنا شيء إلا هدمها لنا وخيرها لنا حتى الكعبة ما خلاها على ما وجدنا عليها آباءنا وأجدادنا هدمها لنا فالرسول عليه السلام كان عنده طبعا إحساس وكان عنده انتباه شديد وحسبنا أنه يوحى إليه من السماء فكان يلاحظ عواطف الناس ويلاحظ وساوس الناس فيداريهم إلى حدود كبيرة جدا من ذلك أنه أبطى بناء الكعبة على ما وجده عليه وقسم كبير منها خارج الكعبة، لماذا ؟ حتى لا يتضعضع إيمان بعض الناس فيما لو هدم الكعبة وجدد بنيانها وجعل لها بابين، بابا يدخلون منه وبابا يخرجون منه .
إذا عرفنا هذا وهو ثابت في الصحيحين فالرسول عليه السلام لم يستلم هذين الركنين لأنه ليس ليس هذان الركنان من بناء إبراهيم عليه السلام، الركنان لازم يكونوا عند الجدار عند القوس من الحجر فكانت الحكمة التشريعية تقتضي ترك مس الركنين الشاميين هذول لأنه ليسوا مما بناه إبراهيم عليه السلام بخلاف، نعم هذا السبب، بخلاف الركنين اليمانيين فهما على وضع إبراهيم عليه السلام لا سيما والأول فيه الحجر الأسود فعمر بن الخطاب حينما وقف ليقبّل الحجر الأسود قال " إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك " هذا الحديث فيه ضرب مثل كبير جدا لنا من ناحيتين، ناحية إيجابية التي تثبت أن المؤمن خاضع متبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن يحكّم عقله والناحية السلبية أيضا متبع للرسول عليه السلام في الأشياء التي تركها ولم يفعلها فهو تابع متبع للرسول عليه السلام أتم الاتباع فعلا وتركا، رأى عمر نبيه يقبل الحجر والحجر لا يضر ولا ينفع فقبله وهو يعلم أنه حجر لا يضر ولا ينفع ، لماذا قبله ؟ لأنه يعلم أن الرسول معصوم عن الخطأ وأنه إذا فعل فعلا فإنما هو بوحي السماء وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ولماذا لا يقبل هذين الركنين الشماليين؟ لأنه رأى الرسول عليه السلام لا يقبلهما لماذا لا يمسهما ؟ لأنه رأى الرسول عليه السلام لا يمسهما .
هذا هو مثال المؤمن المتبع تماما فعلا وتركا قبل الرسول عليه السلام الحجر فهو يقبله، ترك الرسول عليه السلام تقبيل الركن اليماني الثاني ما قبله الرسول عليه السلام فلا يشرع تقبيله خلاف ما يفعله كثير من الحجاج اليوم بسبب جهلهم بالسنة فهم إذا أتوا إلى الركن اليماني هالي هو هذا قبّلوه أيضا مع أن السنة فقط لمسه باليد أما الركنان الشاميان فلا يمسحان باليد ولا يقبّلان بالفم، لماذا لأن الرسول عليه السلام لم يفعل ذلك فإذًا " ولولا أني رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم يقبّلك ما قبلتك " هذا هو نهج كل مسلم سلفي يريد أن يعمل كما كان السلف الصالح أن يفعل ما فعلوا وأن يترك ما تركوا .
المصحف ما قبله السّلف الصالح فلا يشرع لنا تقبيله، إذا قال إنسان شو علينا قبلناه ؟ بيكون هذا الكلام كله ضايع معه، شو عليه لو قبل عمر شيئا ما قبله الرسول عليه السلام من أركان الكعبة الأخرى؟ عليه أنه خالف الرسول صلى الله عليه وسلم .
المخالفة للرسول لا تكون فقط بالزنا والسرقة بل بالتعبد والتقرب إلى الله بشيء لم يشرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هذا مخالفة للرسول عليه السلام وحديث عمر هذا بين أيدينا أكبر مثال على ذلك فاحفظوا هذه الكلمة عن عمر ولا تظنوا أنه هي فقط أنه تشرع لنا تقبيل الحجر الأسود، لا هي تضع لنا قاعدة ومنهج في الانطلاق في هذه الأعمال التي يفعلها الناس أو يتركونها .
نحن إما أن نفعل أو نترك ومبدأ الفعل والترك هو سنة الرسول عليه السلام، ما فعله فعلنا وما تركه تركناه .
فإذا تركنا تقبيل المصحف وجئنا إلى تقبيل ثوب الرجل العالم أو التمسح ببدن الشيخ إلي خطب الخطبة ونزل من الخطبة يوم الجمعة وبيجوه الناس ويتبركوا فيه ويتمسحوا فيه، هل كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يفعلون هذا مع أنه عليه السلام وهو أطهر إنسان وجد على الأرض، الجواب لا، إذًا من هؤلاء الذين يتمسح بهم الناس ويتبركون بهم، هذا بدعة من جملة البدع التي ينص كلام عمر على ذلك، لولا أني رأيت رسول الله يقبّلك ما قبّلتك، نقرب هذا لولا أني رأيت رسول الله فعل هذا ما فعلته، لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ كذا ما قرأت وهكذا بقى تستطيعون أن تقولوا أن هذه الزيادات قبل الأذان وبعد الأذان وبين يدي الإقامة وبعد الإقامة، بين يدي الإقامة الصلاة مما يسمونه الترقية يوم الجمعة وما أشبه ذلك، كل هذه الأشياء لم يفعلها الرسول عليه الصلاة والسلام، فهل نفعل ذلك نحن؟ لا لأن عمر علمنا فقال " لولا أني رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم يقبّلك ما قبلتك " فإذا علمنا أن الرسول ما فعل شيئا فنحن لا نفعله لأن عمر لولم يعمل أن الرسول قبل ما كان يقبّل لذلك وجدناه قبل ما قبل الرسول وترك ما ترك تقبيله الرسول صلى الله عليه وسلم .
الفتاوى المشابهة
- هل يجوز التبرك بمس الحجرة النبوية بحجة محبة... - ابن عثيمين
- وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا حماد بن... - ابن عثيمين
- هل الأفضل تقبيل القرآن الكريم أم الحجر الأسو... - ابن عثيمين
- ما الحكمة في تقبيل الحجر الأسود ؟ - ابن عثيمين
- فوائد حديث عمر في تقبيل الحجر الأسود - ابن عثيمين
- تقبيل الحجر الأسود - اللجنة الدائمة
- حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- شرح أثر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : " إني... - الالباني
- وعن عابس بن ربيعة قال رأيت عمر بن الخطاب رضي ا... - الالباني