تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما رأيكم في التوسع في إطلاق كلمة الشهيد ؟ - الالبانيالسائل : معنى شهيد أو استشهد في سبيل الله؟الشيخ : الشهيد في الإسلام يا إخواننا الكرام له حالتان، إما أن تكون شهادته حقيقية وإما أن تكون شهادته حُكمية ول...
العالم
طريقة البحث
ما رأيكم في التوسع في إطلاق كلمة الشهيد ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : معنى شهيد أو استشهد في سبيل الله؟

الشيخ : الشهيد في الإسلام يا إخواننا الكرام له حالتان، إما أن تكون شهادته حقيقية وإما أن تكون شهادته حُكمية وليست حقيقية.
الشهادة شهادتان الشهادة الأولى هو القتيل من المسلمين يقع شهيدا في المعركة وهو يقاتل في سبيل الله فهذا هو الشهيد حقيقة وهذا له أحكام معروفة في الإسلام فهو لا يُغْسل ولا يكفّن ويُدفن في ثيابه التي تضمّخت بالدماء الزكية ويُدفن في المكان الذي وقع في صريعا، هذه أحكام خاصة بالشهيد في المعركة.
ثم هناك شهادة حكميّة ولا يترتّب من وراءها شيء من هذه الأحكام المتعلقة بالشهادة أو الشهيد الحقيقي، هذا النوع من الشهادة وهي الشهادة الحكمية إنما تؤخذ بطبيعة الحال من ما حكم الشارع الحكيم بأن من اتصف بكذا فهو شهيد، مثلا يقول الرسول صلى الله عليه وأله وسلم من مات دون ماله فهو شهيد ومن مات دون دمه فهو شهيد ومن مات دون أرضه فهو شهيد من قتله بطنه فهو شهيد من قتل بالغرق أو الهدم فهو شهيد من قتل بداء السل فهو شهيد المرأة الجمعاء تموت في نفاسها فهي شهيدة هذه بعض النماذج مما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أطلق عليه اسم شهيد ومع ذلك فالعلماء مجمعون على أن هذا الإطلاق لا يُعطيه فضيلة الشهيد حقيقةً الذي مات في المعركة وإنما هو من باب التقريب في الفضل يعني هؤلاء الذين أطلق عليهم الرسول عليهم السلام أنهم أو أن كل واحد منهم شهيد له فضل لا يساويه في ذلك سائر الناس الذين لا يموتون في حالة من هذه الأحوال.
ألسنتكم، جاهدوا المشركين بأنفسكم وأموالكم وألسنتكم فهذا الذي يؤلّف المقالات أو يطبع الرسالات في الرد على الكفار المشركين، هذا نوع من الجهاد بلا شك، هذا الذي يُساعد هؤلاء بماله فهو أيضا نوع من الجهاد في سبيل الله عز وجل لكن لا يُسمّى شرعا إذا مات والحالة هذه إنه شهيد ذلك لأن الشهادة حكم شرعيّ لا يجوز إطلاقه على كل من جاهد في سبيل الله نوعا من أنواع الجهاد وإنما هو الوقوف مع النص.
نحن نضرب لكم مثلا برجل قلّما ولدت النساء مثله في الجهاد بالمعنى العام ألا وهو شيخ الإسلام ابن تيمية ويكفيكم أنه مات في السجن محبوسا ظلما وعدوانا لأنه كان يصدع بالحق ولا تأخذه في الله لومة لائم، فأرونا أي كتاب من كتب علماء المسلمين الذي يُترجمون لهذا الرجل ويبيّنون أنه كان أمة واحدة وصفوه بابن تيمية الشهيد، الشهيد ابن تيمية.
الحق والحق أقول إن هذه الكلمة أصبحت اليوم مُبتذلة إلى درجة نَضحك نحن من بعض الناس أنه رجلا قتل أخر ظلما وبغيا وعدوانا فيأتي أخر فيقتل القاتل وإذا بهذا القاتل الذي صار قتيلا وأخذ جزاءه في الدنيا حينما يُحمل على النعش وعلى الرؤوس، تسمع الناس يقولون والشهيد حبيب الله فأصبحت الشهادة كلمة مبذولة، عندنا في سوريا كان شاعت قصة رجل في الحرب مع اليهود اسمه جورج جمال يمكن سمعتم باسمه، هذا رجل نصراني وأصبح بين الناس حتى المسلمين لجهلهم وضلالهم وبُعدهم عن الإسلام، الشهيد جورج جمال وحتى أطلق اسمه على مدرسة ولافتة كبيرة مدرسة الشهيد جورج جمال.
ما الذي سوّغ هذا الانحراف البالغ في إطلاق هذا الاسم حتى على الكافر؟ تساهلنا نحن في استعمال هذه الكلمة حتى أدخلنا فيها أو تحتها أي معنى له يعني منزلته في الإسلام، هذا لا يجوز إسلاميا يجب أن نقف كما قال تعالى وتلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون .
فنحن إذًا خاصة الكلام لا نُطْلق لقب أو اسم الشهيد إلا على ما جاء في السنّة بأنه شهيد مهما كان عمله عظيما كما ضربنا لكم مثلا بهذا الرجل العظيم ألا وهو شيخ الإسلام ابن تيمية الذي مات وهو سجين، لا نقول عنه إنه شهيد وإن كنا نريد أن نُطْلق هذه الكلمة على بعض الناس من الأبطال الذي أبلوْا بلاء حسنا في سبيل خدمة الإسلام ومحاربة أعداء الإسلام لقلنا الشهيد ابن تيمية ولكن حاشا لله أن نعظّم الناس بألفاظ ما جاء الإذن لنا في شريعة الله عز وجل أن نستعلمها وفي ذلك عبرة لمن يعتبر وذكرى لمن يتذكّر.

Webiste