السائل : ... والصلاة والسلام على رسول الأنام ، محمد عليه الصلاة والسلام ، في مساء الأربعاء 27 ربيع أول 1408 ، الموافق : 18 / 11 / 1987 التقينا مع فضيلة شيخنا العلامة المحدث الفقيه شيخنا الكبير محمد ناصر الدين الألباني أطال الله بعمره وأحسن عمله ، حول أسئلة حول موضوع من أهم مواضيع الساعة في الساحة الإسلامية ؛ ألا وهو موضوع الجهاد في أفغانستان ، فنبدأ في السؤال الأول طرح السؤال الأول على فضيلة الشَّيخ :
ما حكم الجهاد في أفغانستان ؟

الشيخ : الذي أعتقده وأدين الله به وأفتيتُ به أكثر من مرَّة أن الجهاد في أفغانستان هو فرض عين على كلِّ مستطيع ، وما يقوله البعض من أنه فرض كفاية هذا إنما يصح ويصدق إذا حصلت الكفاية ؛ بمعنى إذا كان الذين حضروا عددًا وعدَّةً يكفي بأن يقوموا بردِّ صَولة العدو عن أرض ... كلنا يعلم أن قوَّة روسيا عددًا وعُددًا لا تساوي ما يحضر الآن من أفراد المسلمين وعدَّتهم جزء من ألوف مؤلَّفة مما عند الروس ؛ لذلك نحن نقول بأنه يجب وجوبًا عينيًّا على كلِّ مَن يستطيع أن يجاهد هناك في سبيل الله ؛ حتى إذا ضاقت الأرض بما رحبت من المجاهدين عددًا وعُدَّة حينئذٍ نقول : حصل الكفاية ، ويصبح مَن شاء ذهب لأنُّو فرض كفائي ، أما الآن ابتداءً فهو فرض عين ؛ لأنُّو لا أحد يقول خاصَّة الذين شاهدوا المعارك هناك أنه يكفينا ما نحن فيه ، فإذا ما حصل هذا - وأرجو أن يحصل - حين ذلك يصحَّ أن يُقال بأن الذهاب إلى هناك تطوُّع ؛ أي : ليس بفرض عين ، إنما هو فرض كفاية .