تم نسخ النصتم نسخ العنوان
هل يبدأ باليمين أو بالكبير في المجالس ؟ - الالبانيالسائل : جرت العادة أن يبدأ في التقديم للكبير في المجالس سواء للشرب أو .الشيخ : نعم .السائل : غيرها وذكر ابن حجر في الفتح أنه هناك إسنادا للرسول صلى الل...
العالم
طريقة البحث
هل يبدأ باليمين أو بالكبير في المجالس ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : جرت العادة أن يبدأ في التقديم للكبير في المجالس سواء للشرب أو .

الشيخ : نعم .

السائل : غيرها وذكر ابن حجر في الفتح أنه هناك إسنادا للرسول صلى الله عليه وسلم إسنادا قواه كان إذا استقى قال ابدؤوا بالكبير، فهل هذا الأثر صحيح أم يبدأ باليمين ؟

الشيخ : ... هذا الأثر من حيث السند لا نوافق الحافظ ابن حجر على تقويته لأنه لأن فيه رجلا اسمه مجارد بن سعيد وقد ضعّفه نفس بن حجر في كتابه " التقريب " بقوله " ليس بالقوي " فتقويته لإسناد هذا الحديث ينافي قوله في أحد رواته " ليس بالقوي " هذا أولا وثانيا هذا الحديث مع ضعف سنده كما بيّنا يخالف حديث في الصحيحين المروي من طريقين أحدهما من رواية أنس بن مالك والأخرى من الطريقين طريق سهل بن سعد الساعدي وكل ولك منهما روى القصة الآتية وهي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استسقى فأتي بقعب كأس كبير فيه لبن قد شيب بماء فشرب وعن يمينه ابن عباس أو في رواية من الروايتين أعرابي وعن يساره أبو بكر وفي رواية الأشياخ من قريش فلمّا شرب وبقي في الكأس فضلة التفت إليّ من عن يمينه ابن عباس أو ذاك الأعرابي فقال أتأذن أن أعطي أبا بكر قال والله يا رسول الله لا أوثر أحد على فضلة شرابك فأعطاه وقال الأيمن فالأيمن وفي رواية أخرى الأيمنون فالأيمنون فالأيمنون انتهى الحديث .
فقه الحديث يتوهم كثير من الناس أن بدء الساقي للرسول هو تأكيد لذاك الحديث الذي بيّنا ضعف إسناده أنه أمر عليه السلام بالبدء في السقيا بكبير القوم وليس كذلك، والسبب أن في هذا الحديث الصحيح من رواية الصحابيين المشار إليهما آنفا ابن عباس، سهل بن سعد وأنس فيه التصريح بأن النبي عليه السلام استسقى أي طلب السقيا فإذًا إنما بدأ الساقي به لأنه كان طالبا ولو أن هنا طفل صغير طلب الشراب من الماء وبدئ به لا أحد يقول أنه السنة أن نبدأ بالطفل الصغير لكن السنة أن نبدأ بالساقي فالساقي أن نبدأ بالطالب للسقيا فهذا الطالب يبدأ به سواء كان كبيرا أو صغيرا، فالذين يقولون أن هذا الحديث فيه دليل على أن الساقي يبدأ بكبير القوم في الحقيقة أنهم ما وقفوا على هاتين الروايتين التي فيهما التصريح بمن كل منهما بقوله استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتي بقعب فيه لبن قد شيب بماء إلى آخره، والسبب أن هذه الرواية قد وردت مختصرة في بعض الروايات حتى في الصحيحين وهي أوتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقعب فيه لبن قد شيب بماء إلى آخر الحديث فلما نظروا إلى هذه الرواية ساعدتهم على أن يفهموا أنه إنما بدئ به لأنه كبير القوم ولكن لما جاءت الرواية الأخرى استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي كما يقولون اليوم في لغة العصر الحاضر " وضعت النقاط على الحروف " وبيّنت السبب في بدء الساقي به عليه الصلاة والسلام وذلك لأنه كان هو الطالب، هذا أولا وشيء آخر ومهم جدا في الموضوع يأكد أن البدء به عليه السلام ليس لأنه كان كبير القوم وهو كبير قطعا وإنما لأنه كان السّاقي، يُدل هذا ويؤكده أن الرسول عليه السلام لمّا شرب .
الآن السّاقي الذي قدم القعب والكأس إلى يد النبي صلى الله عليه وسلم انتهت مهمته، لمّا أصبح الكأس في يد الرسول عليه السلام أصبح الآن هو السّاقي فحينما نظر عن يمينه وجد ابن عباس وعن يساره أبا بكر لو كان الرسول عليه السلام ربنا عز وجل شرع له أن يبدأ السّاقي بكبير القوم لما كان به من حاجة أن يستأذن ابن عباس الصغير السن في أقل من الرابعة عشر، لمّا كان به حاجة أن يستأذنه لأنه كبير القوم هنا فكان يقدم إليه لكن من الواضح من قوله في نفس الحديث الأيمن فالأيمن أن الشرع يقدّم من كان على يمين السّاقي صغيرا كان أم كبيرا ذلك لأن الرسول عليه السلام الآن هو السّاقي فلمَ لم يبدأ بكبير القوم وهو أبو بكر؟ ذلك لأنه يقرر في نفس القصة أن الشرع يقول الأيمن فالأيمن ولمّا كان أوحي إليه بهذا المعنى استاذن ابن عباس لأنه الأحق فإن أذن الأحق جاز تقديم الآخر الذي هو أثره على نفسه لكن هو رجل يعرف مصلحة مصلحة نفسه الدينية يقول والله يا رسول الله لا أوثر أحدا على فضلة شرابك فلم يسع الرسول عليه السلام شرعا إلا أن يعطي ذلك وعمر في المجلس يراقب الوضع ومن الناحية العاطفية وكلنا نعيش في كثير من الأحيان هذه العواطف كيف سيعطي الرسول عليه السلام من هو أصغر القوم لكن الرسول نفذ الشرع وألحق ذلك بقوله الأيمن فالأيمن وفي الرواية الأخرى الأيمنون فالأيمنون هذان حديثان يؤكدان أن السّنة المطردة أن يبدأ الساقي بمن عن يمينه وهكذا، هذا من الناحية الشرعية أما من الناحية الاجتماعية فالإسلام من كماله أنه لا يكلف الناس التكلّف ولا يكلفهم التحرج و و إلخ فنحن مثلا إذا جلسنا جلسة عادية، لا جلسة مدرس يتوسط المكان لتسميع الناس فدخل هذا الدّاخل وهو السّاقي من أين له أن يعرف من هو أسنّ القوم ومن هو أجلّ القوم ومن هو أفضل القوم، هذا يمكن لو كان ابن خلدون زمانه ما راح يستطيع في كل مجلس يجي يحكم أنه فلان هو الأحق حتى يبدأ به لذلك جاء الإسلام باليسر فقال للسّاقي أي مجلس حضرت ابدأ عن يمينك وانتهت المشكلة، هذا هو الذي يلتقي بمثل قوله تعالى وما أنا بالمتكلفين وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأمتي براء من التكلف وأنتم لا بد أنكم تشعرون معي كم يتحرج بعض الناس في بعض المجالس الشكلية أو الرسمية أنه يبدأ بالشيخ الفلاني وإلا القاضي الفلاني يا ترى الأمير الفلاني وإلا الأمير الفلاني فحسم هذا الموضوع الشارع الحكيم لكي لا يصير في نفوس بعض الناس أنه بدأ بفلان قبلي الأيمن فالأيمن وقضي الأمر الذي فيه تستفتيان .

السائل : ... .

الشيخ : نعم .

السائل : كان جاء في حديث السؤال .

الشيخ : إيش هو؟
سائل آخر : لحظة أنت موضوعك، سؤال أخر يسأل هل التسوك يكون باليمين أو بالشمال ؟

السائل : لا لا لا .
سائل آخر : أه .

السائل : البدء بالكبير بالنسبة للسؤال ؟

الشيخ : إيه هذا صحيح وصريح .

السائل : أيوه يعني جاء في أحاديث ..

الشيخ : نعم نعم هذا في السواك كذلك لكن في السقيا جاء الحديث كما سمعت الأيمن فالأيمن نعم .

Webiste