تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ماذا تقول في الدولة التي تحكم بما أنزل الله وف... - الالبانيالسائل : يقول ماذا تقول في الدولة التي تحكم بما أنزل الله وفيها أخطاء ومعاصي ظاهرة ودولة تحكم بالدستور المستورد وأيهم كافر ؟ هكذا يقول هو . الشيخ : لعلن...
العالم
طريقة البحث
ماذا تقول في الدولة التي تحكم بما أنزل الله وفيها أخطاء ومعاصي ظاهرة ودولة تحكم بالدستور المستورد وأيهم كافر ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : يقول ماذا تقول في الدولة التي تحكم بما أنزل الله وفيها أخطاء ومعاصي ظاهرة ودولة تحكم بالدستور المستورد وأيهم كافر ؟ هكذا يقول هو .

الشيخ : لعلنا تكلمنا في جلسة سابقة عن الكفر أو الشرك وأنه قسمان أحدهما كفر اعتقادي والآخر كفر عملي والكفر الاعتقادي له علاقة بعقيدة الإنسان فكل من استحل بقلبه وتبنى نظاما أو قانونا أو شريعة لم يأت بها الله تبارك وتعالى ولم يشرعها لعباده فهذا كفره كفر ردة ،كفره كفر اعتقادي أي صاحبه لا يكون مسلما لأنه تبنى واعتقد بقلبه خلاف شريعة ربه وأما من تبنى شريعة الله تبارك وتعالى نظاما وحكما فهذا مسلم له ما لنا وعليه ما علينا ومما له علينا ما جاء في الحديث الصحيح من حديث تميم الداري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وسلم الدين النصيحة ، الدين النصيحة ، الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله ؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم فمن كان يتبنى الإسلام دينا ونظاما وقانونا ورأينا فيه ما لا يخلوا منه حاكم من التقصير أو من الخطأ أو نحو ذلك فواجبنا أن نناصحه وأن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ما استطعنا إلى ذلك سبيلا والحاكم الأول الذي تبنى غير الإسلام دستورا ونظاما فالواجب على من كان تحت رايته أن يرحل وأن يهاجر منه إلى بلدة يسود فيها الحكم بالإسلام وهذا أيضا في حدود القاعدة العامة وهي الاستطاعة فاتقوا الله ما استطعتم وكما قال عليه السلام ما أمرتكم من شيء فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فاجتنبوه .

السائل : طيب وإن كان لا يستحل يعني إن كان يرى أن ذلك الحكم مضطر إليه وهو مؤمن أن الحكم ما أنزل الله هو الواجب ... .

الشيخ : ... ما أرى الآن أن نعيد البحث السابق بتفصيله خشية الملل ... لا سيما فيما يبدو أسئلة وإخواننا أيضا الآخرون عندهم أسئلة ... .

السائل : توضيح أحسن ولو إشارة ؟

الشيخ : نحن نقول كل من يتبنى غير الإسلام عقيدة فكفره كفر ردة وكل من يتبنى الإسلام عقيدة سواء كان حاكما أو محكوما فهذا مسلم كما ذكرت آنفا ولكن هذا الحاكم أو المحكوم إذا خالف شيئا بما جاء به الإسلام فهذه المخالفة تعتبر معصية ولا تعتبر كفرا مهما كان اقتراف المعاصي أو مهما كانت معصيته كبيرة ما دام أنه لا يستحل تلك المعصية بقلبه أي لا يقول هذا الشيء الذي أرتكبه ليس معصية وإيش حرام وإيش حلال لا يقول هذا ، إذا قال هذا فقد كفر وارتد عن دينه وعلى هذا يجب أن نفرق بين الكفر الذي هو كفر ردة وبين الكفر الذي هو كفر معصية كفر الردة له علاقة بالقلب يخالف قلبه شريعة الله وكفر المعصية قلبه مع شريعة الله ولكن عمله مع هواه وإلا لكان كل من عصى الله عز وجل كافرا كفر ردة وهذا ما لا يقوله مسلم .
ومن هذا القبيل النفاق ، من قبيل الكفر النفاق وهذا أيضا مما يخفى على كثير من الناس اليوم النفاق كالكفر منه نفاق اعتقادي ومنه نفاق عملي ونحن حينما نتذكر هذه الحقيقة يسهل علينا أن نفهم بعض أحاديث الشريعة وبدون ذلك يظل طالب العلم حيران ، مثلا الحديث المشهور آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان آية المنافق كيف نفهم هذا الاسم هنا في هذا الحديث المنافق أهو كما جاء في القرآن الكريم إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار هل نقول إن من وعد فأخلف هو في الدرك الأسفل من النار قد يقول هذا من يجهل الحقائق الشرعية في المسميات الشرعية .
المنافق قد يكون نفاقه عمليا وقد يكون نفاقه اعتقاديا أنتم تعلمون أن من قال الله عز وجل فيهم إنهم في الدرك الأسفل من النار هم الذين يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام هؤلاء من حيث ما وقر في قلوبهم كفار لأنهم أضمروا في قلوبهم الكفر بما أنزل الله لكن فيما يظهرون للناس يظهرون الإسلام فهم يصلون معهم ويصومون معهم ويتظاهرون بأحكام الإسلام لكن هم في قلوبهم كفارا فسموا منافقين لأنه يظهر خلاف ما يبطن لكن الذي يظهره حسن جميل وهو الإسلام والذي يبطنه ويضمره في قلبه هو الكفر العظيم هذا كفره كفر مخلد في النار وصاحبه في الدرك الأسفل من النار ، هل كذلك المنافق الذي ذكر في هذا الحديث وفي غيره كمثل قوله عليه السلام من مات ولم يغزُ ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق هل هذا هو النفاق الذي أهله في الدرك الأسفل من النار في هذا الحديث والذي قبله ؟ الجواب لا، إذا كيف نفهم الحديث حديثنا هذا آية المنافق هذا المنافق نفاقه علمي كالكفر العلمي أي إنه يعمل خلاف اعتقاده المسلم يؤمن في قرارة قلبه أن الكذب حرام لا يجوز هكذا في قلبه لكن ماذا يفعل يفعل خلاف ما أضمر المنافق الكافر المرتد هو أيضا أظهر خلاف ما أضمر لكن ذاك أضمر شرا وأظهر خيرا أما المنافق المسلم فأضمر خيرا وأظهر شرا اعتقد خيرا وعمل شرا اعتقد أن الكذب حرام وأن المخاصمة حرام لكنه هو يخالف عقيدته فمن حيث تخالف عمل المسلم مع عقيدته من حيث خالف عمل المسلم غير الصالح مع عقيدته الصالحة ... منافقا فيشترك مع المنافق الكافر المرتد من حيث أن ظاهر عمله خلاف باطن ... فإذا آية المنافق ثلاث نستطيع أن نقول الآن ... نفاق اعتقادي حيث يبطن الكفر ويظهر الإسلام هذا في الدرك الأسفل من النار أما المسلم الذي يبطن الإيمان بكل ما جاء من عند الله عز وجل ولكنه يخالف بعمله قوله فهذا سماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منافقا، إذا فالحاكم والمحكوم لا فرق في ذلك أبدا كل من كانت عقيدته سليمة ولكن وقع في شيء من أعماله ما يخالف به شريعته فهذا كفره كفر عملي ونفاقه نفاق عملي وأما من يظهر الإسلام ويبطن الكفر يظهر الإسلام كلاما ثم يتبنى ... هذا وهو في قرارة قلبه لا يطعن في الإسلام ... وما شابه ذلك فشتان بين هذا الذي هو الكافر ومنافق مخلد في الدرك الأسفل من النار وبين من آمن بما أنزل الله ولكنه خالف الله عز وجل في قليل أو كثير من أعماله فهو بذلك عاص وليس بكافر كفر ردة هذا ما يمكن أن يقال بمناسبة هذا السؤال .

السائل : سؤال قريب منه هل يجوز أن يطلق على الفرق الموجودة في العصر الحاضر مثل القاديانية والشيعة وغيرهم وكذلك الذين يدعون إلى الإسلام ولكن بطرق مختلفة عن طريقة أهل السلف أنهم من أهل النار الذين يشملهم الحديث افترقت ... إلى آخره ؟

الشيخ : لا شك أن نعم ... .

Webiste