تم نسخ النصتم نسخ العنوان
بيان الشيخ أن الانتماء إلى القرون المفضلة إنما... - الالبانيالشيخ : فحينما ينتمي مسلم إلى هذه القرون إلى هذا السلف الصالح فهو قد انتمى إلى العصمة التي صانها الله عز وجل أن تنحرف عن الإسلام يمينا ويسارا وليس كذلك ...
العالم
طريقة البحث
بيان الشيخ أن الانتماء إلى القرون المفضلة إنماهو انتماء إلى العصمة
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : فحينما ينتمي مسلم إلى هذه القرون إلى هذا السلف الصالح فهو قد انتمى إلى العصمة التي صانها الله عز وجل أن تنحرف عن الإسلام يمينا ويسارا وليس كذلك أي شخص أو أي جماعة مهما كان شأنها علما وصلاحا وتقوى ومهما كان عددها كثيرا فهذه الجماعة التي تنتمي إلى شخص أو إلى جماعة من العلماء لم نُخبر ولم نُعلن أنها معصومة عن الخطأ لأن العصمة إنما هي بالنسبة للأفراد للأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ثم للجماعة التي أجمعت وشهد لها الرسول عليه الصلاة والسلام بأنها على العصمة، يجب أن نُفرق بين الأفراد وبين العصر الذي يكون مجموع من فيه يُمثلون ذلك العهد فاجتماع هؤلاء جميعا على شيء فيه العصمة أما إذا تفرد بعضهم بشيء ما فلا يكون في ذلك العصمة لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما قال لا تجتمع أمتي على ضلالة ولم يقل لا يجتمع بعض أفراد أمتي على ضلالة فهذا الفرق هو الذي سيخبركم وسيجعلكم على يقين أن الانتماء إلى السلف الصالح هو أمر حتمي جدا لكل مسلم يريد أن يكون في عصمة من الانحراف عن كتاب الله وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على عكس يكون من انتمى إلى شخص أو إلى جماعة مهما بلغ عددهم لكن هذه الجماعة لا تُمثل السلف الصالح لا في القرن الأول ولا في القرن الثاني ولا في القرن الثالث، أنا أضرب لكم مثلا واضحا جدا ولا حياء في الحق أبدا ولا محاباة، لا أتصور أن مسلما مهما بلغت به العصبية المذهبية أو الحزبية لا أتصور مسلما يقول أنا بريء مما كان عليه السلف الصالح والسبب وهو ما ذكرناه آنفا أن هؤلاء معصومون عن أن يُجمعوا على الخطأ بشهادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكن لو قال قائل ما أنا أتبرأ من مذهب فلان ومذهب فلان بلا شك فيه صواب وخطأ وفيه حق وضلال فحينما يتبرأ مسلم ما من مذهب رجل ما فهو لم يتبرّأ من الإسلام وإنما تبرّأ من هذا الشخص لأن فيه انحرافا ولو بدون قصد عن ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا وسنة فإذًا نحن حريصون كل الحرص على التمسّك بهذا الانتساب راضين من الله عز وجل أن يجعلنا حقيقة وعملا على منهج السلف الصالح كما تكلمنا عن ذلك في الأمس القريب فإذًا الاسم ليس فيه هذا الاسم بخاصة ليس فيه أي انحراف عن الشرع ولا سيّما إذا كان مقرونا بالالتزام بما كان عليه السلف الصالح، هذا قريب جدا مما لو قال قائل لأحد إخواننا هؤلاء السلفيين ما مذهبك ؟ يقول ليس لي مذهب، يقول ما بيصير لا بد ما يكون لك مذهب فلما يحصره ويضيق عليه يقول أنا مذهبي محمدي يعني منسوبا إلى محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه لا أحد يستطيع أن ينكر عليه هذا الانتساب ولا هذا الاسم وإن كان لم يجرأ ... من الناس أن يقول المسلم أنا محمدي وإنما يقول هذا في بلاد الكفر والضلال حيث لا يعرفون عن الإسلام شيئا فحينما يقول أنا محمدي يعني يفهم هذا الأوروبي أنه مسلم لكن لو جرى مثل هذا التعبير بين مسلمين اثنين بدأ الأول يسأله ما مذهبك؟ يعني هل أنت حنفي أو مالكي أو شافعي أو حنبلي؟ يقول أنا لا مذهب لي يعني ليس لي إمام واحد أحصر عقيدتي وفكري ومذهبي في اتبّاع كل ما يقوله، ليس لي مذهب في هذا فلما يلح عليه يعتصم بالعصمة الوثقى فيقول أنا مذهبي ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ... محمدي من يجرؤ من المسلمين أن ينكر أو يُنكر هذه النسبة بحجة أنه هذه النسبة محدثة وجديدة وغير معروفة سابقة، نقول حقّا إن هذه النسبة لم تكن معروفة في الزمن الأول، في زمن السّلف الصالح، القرن الأول والثاني والثالث وقرون متأخرة لم يكن هذا كما هو الشأن في كون هناك مذهب حنفي ومذهب شافعي ومالكي وحنبلي كل هذه الأسماء لم تكن معروفة في الزمن الأول ذلك لأنه لم يكن في ذلك الزمن مذهب يحكم على طائقة من المسلمين إلا مذهب رسول الله صلوات الله وسلامه عليه أي إلا الكتاب والسنة ولكن فيما بعد لما غلب التقليد على جماهير المسلمين بل غلب عليهم التعصب كل منهم لإمام من أئمة المسلمين هذا التعصّب هو الذي حملهم أن ينتموا إلى مذاهب أربعة فهذا يقول أنا حنفي، ما معنى هذه النسبة ؟ يعني أنا تابع لأبي حنيفة، أبو حنيفة رحمه الله إمام من أئمة المسلمين لكن هل هو معصوم ؟ الجواب من جميع المسلمين ليس معصوما وذاك ينتمي إلى الإمام مالك فيقول أنا مالكي معنى هذه النسبة أنه ينتمي إلى إمام وإلى رجل من علماء المسلمين ولكنه غير معصوم أيضا والثالث يقول أنا شافعي والشافعي مثل الحنفي ومالك أيضا هو غير معصوم وكذلك نقول من يقول أنا مذهبي حنبلي فهو ينتسب إلى الإمام أحمد بن حنبل رحمهم الله جميعا فكل من ينتسب إلى إمام من أئمة المسلمين إنما ينتسب إلى من لم يوصف بالعصمة بل وُصف بأنه لا عصمة حيث قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي أخرجه البخاري وغيره مما هو معروف لديكم ألا وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد .

Webiste