تم نسخ النصتم نسخ العنوان
أنا أضع أموالي في البنك و لا آخذ الفائدة وإنما... - الالبانيالشيخ : سؤال يقول أنا أضع المال في البنك مع فائدة لكن أنا لا أستفيد من هذه الفائدة وإنما أقوم بالتبرّع بها إلى جهات خير فهل يجوز ذلك وماذا ... ؟أقول الذ...
العالم
طريقة البحث
أنا أضع أموالي في البنك و لا آخذ الفائدة وإنما أتبرع بها في جهات الخير فهل يجوز ذلك ؟ وكلمة حول الربا وخطورتها .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : سؤال يقول أنا أضع المال في البنك مع فائدة لكن أنا لا أستفيد من هذه الفائدة وإنما أقوم بالتبرّع بها إلى جهات خير فهل يجوز ذلك وماذا ... ؟
أقول الذي ننصح دائما وأبدا في بلاد الإسلام وفي بلاد الكفر أنه لا يجوز للمسلم أن يودع ماله في البنك وهذه مسألة أعرف أنها قد تُشكل على بعض المسلمين ولكن الحق أحق أن يقال وأحق أن يُتبع لأن المسلم ليس مجرّد دعوى لا يظهر أثرها في شخص المسلم، المسلم مبتلى أي مكلّف بأحكام ليختبر الله عز وجل بها عباده ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم وليعلمن الله الذين صدقوا و ليعلمن الكاذبين فهذا الإختبار يجب أن يضعه كل مسلم بين عينيه، من هذا الإختبار أن المسلم قد يكون عنده شيء من المال فيخشى عليه الضياع أو السرقة أو غير ذلك من العوارض، فيجد لنفسه عذرا في أن يودعه في البنك محافظة عليه، هذا من الناحية الاقتصادية، أمر جائز بل واجب ولكن الإقتصاد يجب أن يقوم في الإسلام على قواعد الإسلام وعلى أسسه، لو كان هناك إسلام حاكم أو مسلم يحكم بالكتاب في بلاد الإسلام لم يكن هناك بنوك ولكن لما تساهل المسلمون في التمسك بدينهم جاءتهم البنوك لأنها وجدت ... وجدت ناسا من المسلمين ... بإيداع أموالهم في البنوك ولذلك عمّرت البنوك بأموال المسلمين أنفسهم وهم لا يعلمون أو يعلمون ويتجاهلون مبدأ عظيما من مبادئ الإسلام نص عليه القرأن فقال وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان وفصّل النبي صلى الله عليه وأله وسلم وبيّن أن هذه الأية كما شأنه في كثير من الأي فقال مثلا لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه لعن الله أكل الربا واضح لأنه يأكل أموال الناس بالباطل فماذا المؤكل لعن الله آكل الربا وموكله ذلك لأنه لولاه لم يكن الآتي ولا تعاونوا على الإثم والعدوان لولا النقطة هذه لما كان ... لذلك كان الأمر منوط بكليهما معا لذلك قال عليه السلام لعن الله آكل الربا وموكله وكذلك قال وكاتبه وشاهديه رلعن هنا أربعة أجناس الآكل ابتداء ثم الأنواع الثلاثة من المؤكل والكاتبه والشاهدين لأنهم تعاونوا مع ... على ما حرّم الله عز وجل أشدّ التحريم واعتبره من الكبائر قال عليه السلام أكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور وجاء في حديث أخر والربا والسحر فهذا الربا من أكبر الكبار لذلك لعن آكله والمعين له على أكله بدء من المطعم والكاتب والشاهدين.
إذًا المسلم حينما يكون على علم بمثل تلك الأية ومثل هذا الحديث الذي يفيد أن أكل الربا من الكبائر لأن اللعن هو ... صاحبه من الكبائر، كذلك المطعم حينما يكون المسلم على علم بمثل هذه النصوص وليس يكفي العلم بل لا بد من أن يقترن مع العلم الإيمان.
فحينما يكون المؤمن المسلم على علم بمثل هذا الحديث وإيمان صادق به أنا لا أتصوّر مسلما يودع ماله في البنك إطلاقا ولو أنه لا يستفيد من فائدة هذا المال كما جاء في السؤال لأنه عاون البنك القائم على معصية الله ورسوله فمن هذه النقطة يكفي أن تكون رادعة له عن إيداع الناس في البنك فإننا نجد كثيرا من المسلمين وبعض الكتّاب الإسلاميين لا يعرّجون على النقطة هذه وإنما يأتون رأسا إلى معالجة الفائدة، وتختلف أنظارهم فيها فمن قائل أنه لا يجوز أن يأخذها لأنها ربا، ومن قائل أنه يأخذها ولا يستفيد فائدة تختص به وإنما ينفقها على المصالح العامة.
أما أصل المسألة وهو إيداع المال في البنك أنه معصية كبيرة فهذا قليل من الناس من يدندن حوله، والطائفة التي أشرت إليها التي تقول بأن هذه الفائدة أن يأخذها المودع للمال في البنك أولى من أن يدعها للبنك فيستفيدون منها لأن تركها لهم إعانة لهم، فأقول أنا سبحان الله الإعانة بدأت من ساعة أوْدع هذا المودع ماله في البنك، فلماذا لا ينظرون إلى هذه العلة من أول الأمر فيقال للمسلم ويُنصح لا تودع مالك في البنك لأن هذا الإيداع ... لهذا البنك القائم على معصية الله وإنما يقولون هذه القولة ثم يأتي الإستفادة من الفائدة فيعلّلون، أنا ذكرت هذه الفائدة من البنك فيه إعانة لهم لكن الإعانة بدأت من ساعة أودع هذا المال في البنك، لذلك أنا أقول بعدما سمعتم من النصوص كتابا وسنة لا يجوز إيداع المال في البنك إطلاقا، وما يقال بمثل هذه المناسبة يا أخي وين نضعوا المال؟ يعني تركناه في الدار ... وإن حملناه معنا أيضا ربما ... عليه وعلى صاحبه وإلى غير ذلك من التعلات، أقول من المؤسف أسفا شديد أن المسلمين اليوم يعيشون حياة مادية مطلقة كأنه فلا فرق بينهم وبين أمثال هؤلاء الكفار الذين يعيشون هذا الوهم و ...
المسلم يختلف عن الكافر في النواحي الإيمانية وإن كان بعض الكفار عندهم نواحي إيمانية ولكنها في الحقيقة هي كسراب بقعية يحسبه الظمآن ماء، أما المسلم فليس كذلك المسلم، فالمسلم مثلا عنده نص قي القرأن الكريم ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب الكافر، المؤمن فضلا عن الملحد منهم ليس عندهم مثل هذا النص إطلاقا ولئن كان فهو لا يؤمن به كما يدل عليه حياتهم المادية المطلقة، أما المسلم فالمفروض أن يكون مستحضرا دائما وأبدا لمثل هذا النص ولو بمعناه على الأقل لكنه ليس من ال، مكلف أن يحفظ كل مسلم أيات القرأن الكريم.
لذلك فأول ما ... بهذه العلة الأنية أنه إذا ما وضعنا المال في البنك ... كذا وكذا، أين إيمانك بالأية السابقة ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب الغرض أن هذه التعليلات التي ابتلى بها الشباب المسلم لا تتفق مع إيمانه في شيء أبدا، فيجب عليه أن يتذكّر إيمانه وأن يحيى معه وألا يفصل بين إيمانه وبين حياته كما هو شأن الكفّار الذين يعيشون حياتين متناقضتين.
وبهذه المناسبة ... أن أضرب لكم مثلا كيف يعيش هؤلاء الكفّار، اجتمعت مرة مع رجل مبشّر نصراني هناك في دمشق فجرى حديث في عقيدته وفي عقيدة المسلمين، فبدأت أنا أذكّر بما في الكتاب المقدّس زعموا عندهم من متناقضات، فقلت إنه قد جاء في التوراة بأن الله عز وجل لمّا أخرج أدم من الجنة وأخرج أيضا الحيّة التي تلبّس إبليس بها فوسوس إلى أدم فكانت سبب خروج أدم من الجنّة.
قال الله زعموا في التوراة ... الحية عقوبة لها على ... فقلت لهذا المبشّر هل تعتقد أن الحيّة تعيش على أكل التراب من الناحية العلميّة؟ قال لا، قلت كيف توفّق بين الناحية العلمية التي تنفي هذا النص وبين إيمانك بهذا النص؟ قال كل شيء لحاله، من الناحية الإيمانية نؤمن بأن الحيّة تعيش على التراب، ومن الناحية العلمية نعتقد أن التراب ليس طعاما لها، فلا يشعر هو من أي غضاضة وبأي تحرّج وبأي تناقض بين الإيمان بنص التوراة وبين إيمانه بالعلم ... أهكذا يعيش المسلم؟ المسلم يؤمن بأن الربا من أكبر الكبائر فكيف يودع ماله في البنك؟ هل يجوز أن يقول أنا لا آكل الربا لأنه يوكل فيجب أن لا نفرق بين الآكل وبين المُطْعِم، هذا ما أريد أن أذكّر الأن هذا السائل وأمثاله، لا يجوز إيداع المال في البنك إطلاقا وإن سبق أن اغتر ببعض الفتاوى المرخصة لإيداع المال في البنك ثم أراد أن يتوب فليتمثّل قوله تعالى فإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تُظلمون لا نعود إلى القول إيش؟ ... صاحب البنك راح يستفيد من هذا المال ... أنت لست مسؤولا عنه، أنت انج بنفسك بل الإنسان على نفسه بصيرة أم لم ينبأ بما صحف موسى وإبراهيم الذي وفى ألا تزر وازرة وزر أخرى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى .

السائل : ... .

Webiste