تم نسخ النصتم نسخ العنوان
هل خدمة المرأة في الدار واجبة أم مستحبة ؟ - الالبانيأبو اسحق : طب يا شيخ بالنسبة لخدمة المرأة في الدار واجبة ولا مستحبة ؟ الشيخ :   الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ ع...
العالم
طريقة البحث
هل خدمة المرأة في الدار واجبة أم مستحبة ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
أبو اسحق : طب يا شيخ بالنسبة لخدمة المرأة في الدار واجبة ولا مستحبة ؟

الشيخ : الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا ، وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَة فيجب على المرأة أن تخدم زوجها مقابل قيامه هو بالواجبات التي فرضها الله عز وجل عليه من الإنفاق والسكن ونحو ذلك ، فلا يجوز أن يقال ان حق الرجل فقط منها الاستمتاع بها لأن هذا أمر مشترك بين الزوجين ، فكما هو يستمتع بها فهي تستمتع به ، فهنا صار الاثنين راس براس ، استويا ، فمقابل النفقة التي يقوم بها الرجل يجب على المرأة أن تقوم بخدمته ، ولا شك أن هذه الخدمة هي في حدود الطاقة والاستطاعة و لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا أما أن يصل الأمر إلى أن يقال - وقد قيل فعلا مع الأسف - أنه لا يجب عليها أن تقدم له كأس ماء
أحد الحضور : الله أكبر ، زوجة ايه دى !
يضحك الجميع

الشيخ : ولا أن تهيىء له الفراش ، وما أدرى من سيهيئ له الفراش ؟ سبحان الله ، هذه الآية واضحة جدا لأن الرجل له حق على المرأة غير حق الاستمتاع ولذلك نجد سيرة الصحابة مع النساء وسيرة النساء مع رجالهن ، أنهن كن يخدمن أزواجهن حتى بحمل النوى على رؤوسهن ، وليس هذا فقط فقد جاء في صحيح البخاري : أن السيدة فاطمة بنت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم جاءت الى أبيها تشكو اليه أن في يديها أثر من الرحى وهي تطحن في الدار وأنها تطلب منه خادما ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام ألا ادلك ما هو خير لك من خادم : تسبحين الله عند النوم ثلاثا وثلاثين الى آخر الحديث ، لو كان لا يجب عليها وهي بنت سيد البشر صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم أن تخدم زوجها لرجع إلى زوجها ليقول له عَلَيْهِ الصلاة والَسَلَام : حسبك ، لا تكلف زوجك أن تخدمك وهذه اثار الخدمة فى يديها ، لكنه تحمل ذلك لأنه هو الذى أنزل عليه تلك الاية الكريمة وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَة ، فالآية مع السنة العملية التي كان عليها الصحابة مع أزواجهن وهن مع أزواجهن ، كل ذلك يدل على أن المرأة يجب عليها أن تخدم زوجها وفي حدود ما قلنا من الاستطاعة . نعم
أبو اسحق : لكن بعض الناس يا شيخنا يقول أن سكوت النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم هل يدخل في دعوى الوجوب يعنى أنه سكت؟

الشيخ : نحن ما قلنا الحجة فقط هذا ، نحن نقول الحياة العملية هي تفسير للآية السابقة ، العمل وحده لا يكون دليلا بطبيعة الحال على الوجوب ، لكن لو جاء تفسيرا لنص في القرآن أو في السنة فحينذاك يدل على الوجوب .
أبو اسحق : طيب بعض الناس يقول لو كانت المرأة تُخدم في بيت أبيها بخادم يجب على زوجها -حتى وإن كان فقيرا- أن يأتي لها بخادم هذا صحيح ؟

الشيخ : نقول هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ، هذا طبعا ليس بصحيح ، لأنه كل قول يُدعى وليس عليه دليل من كتاب الله ولا من حديث رسول الله فهو بطبيعة الحال ساقط و بلا اعتبار ، كيف وما سبق من البيان يكفى انه لا يجب على الرجل أن يأتي بالخادم إلى زوجته ، ومع ذلك فنحن نقول إدخال الخادم إلى دار الزوجة سواء كان ذكرا أو أنثى ففي ذلك تعريض لأحد الزوجين للفتنة ، لأن الخادم إن كان امرأة فالفتنة قد تقع للرجل ، وإن كان رجلا فالفتنة قد تقع فى المرأة . ولذلك فإن من المخاسر التي يتعرض لها العالم الإسلامي بسبب تركه الجهاد أولا ، ثم بسبب انجراف كثير من الكتاب المسلمين إلى تبني تحريم الرقيق ثانيا ، فهم خسروا حلا لمشكلة الزوجة التي قد تحتاج إلى من يخدمها ، فهو الزوج حينما يكون في مجتمع إسلامي حقا ، وترفع فيه راية الجهاد فى سبيل الله ونقل الدعوة من دار الإسلام إلى دار الكفر ، هناك سيقع للمسلمين اسرى من الرجال ومن النساء ، ويصبح الكثير منهم أرقاء للمسلمين ، ففي هذه الحالة يستطيع الرجل ان يدخل إلى داره سرية تحل له من جهة ، وتخدم زوجه من جهة أخرى . نعم

السائل : بعض الفقهاء في هذه المسألة قالوا : إذا طلبت المرأة إرضاع طفلها من الزوج وجب عليه أن يعطيها . فما دليلهم ؟

الشيخ : هذا كما سبق لا دليل عليه ، بل هذا نابع من النبع العكر المخالف لما سبق من الآية وهدى السلف الصالح ، حتى قال بعضهم - أزيدك وربما لا اقدم إليك علما ، وإن قدمت إليك علما فلا أقدم إليك علما نافعا - يضحك الجميع - لأن بعضهم قال يجب على الرجل أن يشترى الدخان للمرأة التي تدخن .
يضحك الجميع

السائل : قبل مدة حصلت مشكلة وللأسف الشديد كان المتبني لها زميل وشيخ فمرضت زوجته ، فإذا به يناقشني أن الزوجة إذا مرضت ليس مداوتها عليه احتجاجا لقول الفقهاء ، فقلت أعطنى الدليل ، الزوجة إذا مرضت فمداوتها عليك ، وإذا أنجبت فإرضاعها عليها ، يعنى الزوجان متكافلان متضامنان فى الحياة

الشيخ : هو هذا ، تمام ، الزوجان هما بلا شك متعاونان ، كل عليه حق . نعم .

Webiste