كلام الشيخ على معنى التوكل الصحيح في الإسلام.
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : إنهم يفهمون التوكل بخلاف المعنى الشرعي له حيث أنهم يفهمون التوكل بمعنى التواكل وشتان بين التوكل والتواكل .
التوكل جاء ذكره في العديد من الآيات ومنها قوله تبارك وتعالى وإذا عزمت فتوكل على الله فالتوكل على الله يكون بعد أن يتّخذ المسلم الأسباب التي توصله عادة إلى ما يبتغيه ... مثلا الذي يريد من الأرض أن تثمر له الثمر اليانع وأن تنبت له الحب الكثير لا بد أن يخدمها بكل أنواع الخدمات التي تتطلبها الأرض عادة من حرث و زرع و تنقية و سقي ونحو ذلك فإذا هو فعل ذلك يتوكل على الله عز وجل ولا يتوكل على أسبابه لأن هذه الأسباب قد تتأخر فلابدّ من أن يقرنها مع التوكل على الله تبارك وتعالى أما أن يقول الإنسان إن كان الله عز وجل كتب لي أن آكل من هذه الأرض من ثمرها ومن حبها فسآكل سواء خدمتها أو لم أخدمها فهو في الواقع يخادع نفسه ونفسر التوكل بخلاف المعنى الحقيقي المراد منه ومن هذا العكس الذي يقعون فيه فهم حينما يفسرون التوكل بهذا المعنى لا يعدمون أن يركنوا إلى بعض النصوص التي يدعمون بها تفسيرهم لكنهم في الوقت نفسه حينما يدعمون ما يذهبون إليه من تفسير التوكل بالتواكل قد أصيبوا أيضا بانعكاس في فهمهم لبعض تلك النصوص، من ذلك أنهم يحتجون بقوله عليه الصلاة والسلام لإن توكّلتم على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا و تروح بطانا ففهموا الحديث مقلوبا هذا الله يرزق الطير لكنهم غفلوا عن النص وما فيه من التفريق بين الغدو و الرواح حيث قال عليه الصلاة و السلام لإن توكلتم على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا ما قال تصبح خماصا في أعشاشها ثم تمسي بطانا يعني ممتلئة البطون وهي في أعشاشها وإنما قال عليه السلام تغدوا أي تبكر بالإنطلاق وراء السعي للرزق فترجع وقد امتلأت بطونها .
إذًا هذا الحديث لا يؤيد هؤلاء المتصوّفة الذين يفسّرون التوكل بمعنى التواكل أي بمعنى الكسل وعدم الأخذ بالأسباب بل إن هذا الحديث يؤيد معنى الآية السابقة فإذا عزمت فتوكل على الله اعزم وتوكل كما قال اعقلها وتوكل وهو حينما جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو على ناقته قال يا رسول الله أعقلها ؟ أقيدها أربطاها أم أتوكل على الله ؟ قال لا اعقل وتوكل أي اجمع بين السبب والتوكل على الله تبارك وتعالى وهذا الموقف أي الجمع بين السبب و التوكل على الله هو موقف المسلم وضده على طرفي نقيض هؤلاء المتصوفة مثلا يدعون الأخذ بالأسباب ويتوكلون على الله بزعمهم فهؤلاء أخذوا بالشيء وأعرضوا عن شيء، عكسهم اليوم جماهير المسلمين بجهلهم أما المتصوفة فانحرافهم في مذهبهم أما جماهير المسلمين اليوم فهم يتكلون على الأسباب متأثرين في ذلك بالمذهب المادي الأوروبي فنحن نعلم يقينا اليوم أن الأوروبيين اليوم لا يكادون يذكرون الله إطلاق وإنما عمدتهم على علومهم على عقولهم على أبدانهم و أخذهم بالأسباب فهؤلاء في طرف والمتواكلة من المتصوفة في طرف وكلاهما على طرفي نقيض والحق بينهما والحق الجمع بين الأخذ بكلّ طرف من الطرفين الذين أخذ كل منهما بطرف وأعرض عن الطرف الآخر ذلك أن نأخذ بالأسباب ونتوكل على رب الأرباب هذا كله مما نستوحيه من هذا الحديث الذي نحن بصدد التعليق عليه .
التوكل جاء ذكره في العديد من الآيات ومنها قوله تبارك وتعالى وإذا عزمت فتوكل على الله فالتوكل على الله يكون بعد أن يتّخذ المسلم الأسباب التي توصله عادة إلى ما يبتغيه ... مثلا الذي يريد من الأرض أن تثمر له الثمر اليانع وأن تنبت له الحب الكثير لا بد أن يخدمها بكل أنواع الخدمات التي تتطلبها الأرض عادة من حرث و زرع و تنقية و سقي ونحو ذلك فإذا هو فعل ذلك يتوكل على الله عز وجل ولا يتوكل على أسبابه لأن هذه الأسباب قد تتأخر فلابدّ من أن يقرنها مع التوكل على الله تبارك وتعالى أما أن يقول الإنسان إن كان الله عز وجل كتب لي أن آكل من هذه الأرض من ثمرها ومن حبها فسآكل سواء خدمتها أو لم أخدمها فهو في الواقع يخادع نفسه ونفسر التوكل بخلاف المعنى الحقيقي المراد منه ومن هذا العكس الذي يقعون فيه فهم حينما يفسرون التوكل بهذا المعنى لا يعدمون أن يركنوا إلى بعض النصوص التي يدعمون بها تفسيرهم لكنهم في الوقت نفسه حينما يدعمون ما يذهبون إليه من تفسير التوكل بالتواكل قد أصيبوا أيضا بانعكاس في فهمهم لبعض تلك النصوص، من ذلك أنهم يحتجون بقوله عليه الصلاة والسلام لإن توكّلتم على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا و تروح بطانا ففهموا الحديث مقلوبا هذا الله يرزق الطير لكنهم غفلوا عن النص وما فيه من التفريق بين الغدو و الرواح حيث قال عليه الصلاة و السلام لإن توكلتم على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا ما قال تصبح خماصا في أعشاشها ثم تمسي بطانا يعني ممتلئة البطون وهي في أعشاشها وإنما قال عليه السلام تغدوا أي تبكر بالإنطلاق وراء السعي للرزق فترجع وقد امتلأت بطونها .
إذًا هذا الحديث لا يؤيد هؤلاء المتصوّفة الذين يفسّرون التوكل بمعنى التواكل أي بمعنى الكسل وعدم الأخذ بالأسباب بل إن هذا الحديث يؤيد معنى الآية السابقة فإذا عزمت فتوكل على الله اعزم وتوكل كما قال اعقلها وتوكل وهو حينما جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو على ناقته قال يا رسول الله أعقلها ؟ أقيدها أربطاها أم أتوكل على الله ؟ قال لا اعقل وتوكل أي اجمع بين السبب والتوكل على الله تبارك وتعالى وهذا الموقف أي الجمع بين السبب و التوكل على الله هو موقف المسلم وضده على طرفي نقيض هؤلاء المتصوفة مثلا يدعون الأخذ بالأسباب ويتوكلون على الله بزعمهم فهؤلاء أخذوا بالشيء وأعرضوا عن شيء، عكسهم اليوم جماهير المسلمين بجهلهم أما المتصوفة فانحرافهم في مذهبهم أما جماهير المسلمين اليوم فهم يتكلون على الأسباب متأثرين في ذلك بالمذهب المادي الأوروبي فنحن نعلم يقينا اليوم أن الأوروبيين اليوم لا يكادون يذكرون الله إطلاق وإنما عمدتهم على علومهم على عقولهم على أبدانهم و أخذهم بالأسباب فهؤلاء في طرف والمتواكلة من المتصوفة في طرف وكلاهما على طرفي نقيض والحق بينهما والحق الجمع بين الأخذ بكلّ طرف من الطرفين الذين أخذ كل منهما بطرف وأعرض عن الطرف الآخر ذلك أن نأخذ بالأسباب ونتوكل على رب الأرباب هذا كله مما نستوحيه من هذا الحديث الذي نحن بصدد التعليق عليه .
الفتاوى المشابهة
- بيان أهمية التوكل . - ابن عثيمين
- التوكل على الله عقيدة في القلب - الفوزان
- حقيقة التوكل على الله - اللجنة الدائمة
- حكم الجمع بين فعل الأسباب والتوكل على الله - الفوزان
- الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله - اللجنة الدائمة
- التوكل المشروع والتوكل الممنوع - ابن عثيمين
- بيان انحراف الصوفية، والماديين عن مفهوم التوكل. - الالباني
- الكلام على التوكل. - ابن عثيمين
- معنى التوكل على الله - ابن باز
- تتمة شرح الحديث السابق حديث ابن عمر رقم ( 388... - الالباني
- كلام الشيخ على معنى التوكل الصحيح في الإسلام. - الالباني