تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف في كتابه الآدب المفردباب الذي ي... - الالبانيالشيخ : ... من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله  يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته و...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف في كتابه الآدب المفردباب الذي يصبر على أذى الناس ..... عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « المؤمن الذي يخالط الناس ، ويصبر على أذاهم ، خير من الذي لا يخالط الناس ، ولا يصبر على أذاهم »
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : ... من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقو الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما أما بعد فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
قال المؤلف رحمه الله " لا بالذي يصبر على أذى الناس " رواه بإسناد صحيح عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم هذا الحديث يبين أن المسلم خير له أن يعاشر الناس وأن يعاملهم وأن يخالطهم لأن في هذه المعاشرة وفي هذه المخالطة خير له ولمن يخالطه ذلك لأن المخالِط إما أن يكون في حاجة إلى علم فهو مخالطته للناس يستفيد مما عندهم لا سيما إذا هؤلاء الناس من أهل العلم والفضل والخلق الحسن وإن كان هو من هؤلاء أي من أهل العلم والفضل والخلق الحسن فأولى به أن يكون منفعة لغيره من هؤلاء الناس الذين يخالطهم ويعاشرهم والحقيقة أن هذا الحديث فيه ردّ على اتجاه يتجهه بعض الطوائف الإسلامية منذ سنين طويلة ألا وهم أولئك الذين يعرفون بالصّوفية فإن هؤلاء الصوفية عرفوا من بين كل الجماعات أو الطوائف الإسلامية بأنهم منزوون على أنفسهم ويقبعون في زواياهم وفي بيوت كانوا يسمونها بهذه الأسماء خاصة ... وزوايا بل غَلا بعضهم حتى خرج عن مساكنة الناس مطلقا حتى في هذه الزوايا والتكايا فكان أحدهم يخرج يعيش مع الوحوش في الصحارى والبراري والقفار كل ذلك تهرّبا منهم من مخالطة الناس ذلك بأنهم يعتقدون أن هذه المخالطة لا تأتيهم بخير وإنما تجلب إليهم الشر ولذلك كانوا يؤثرون أن يعيشوا خارج البنيان ولهم في ذلك قصص وقصص كثيرة وكثيرة جدا سيقت في كتب الرقائق وكتب كرامات الأولياء والصالحين زعموا . فهذا الحديث فيه رد صريح على هؤلاء الناس والإسلام لم يبعثه ربنا تبارك وتعالى ليعيش في صف واحد وإنما أنزل الله عز وجل دينه وبعث رسله لتكون هناك أمة يعيش بعضها مع بعض ويتعاون بعضهم مع بعض على الخير ويتناهون عن المنكر كما قال عز وجل كنتم خير أمة أخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر فالرجل الذي يعيش لوحده ولا يعيش بين بني جنسه ليس لديه مجال أن يتّصف بهذه الصّفة الخيرية التي وصف الله عز وجل بها هذه الأمة و كان من أبرز صفاتها تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر فالذي يعيش في الصحاري والبراري والقفار لا يجد أحدا يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر لا يجد أحدا يعلمه شيئا مما علمه الله إن كان على علم وإن كان على جهل فلا يجد أحدا يتعلم منه مما علمه الله تبارك وتعالى لذلك يعيش طيلة حياته قفرا كالأراضي التي يعيش فيها قفرا من العلم قفرا من الخلق ومن المعونة والليونة التي ينبغي على مثله أن يتصف بها على اعتبار أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم وصف المؤمن بصفات كثيرة منها أنه قال المؤمن هين لين ، وهذه الصفة كونه هينا لينا لا يمكن أن ينطبع بها ذلك الإنسان الذي يعيش في الصحارى لذلك جاء في كثير من الأحاديث الصحيحة ... فيها الرسول عليه السلام الأعراب الذين يعيشون في الصحارى ولا يعيشون في المدن بأنهم قساة القلوب غلاظ الأكباد فلا جرم أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلم نهى في بعض الأحاديث الأعرابي الذي هاجر من بداوته إلى مدينة إلى الحضارة نهاه أن يعود إلى ما كان عليه من البداوة لذلك قال عليه الصلاة و السلام تأكيدا لهذا المعنى الذي ندندن حوله من بدا جفا من بدا أي من سكن البادية يعني من عاش عيشة البدو من بدا جفا أي صارت طبيعته جافية غليظة فكيف يترك المسلم المجتمع الإسلامي وهو لا يخالطهم ولا يعاشرهم ويعيش وحده كما ذكرنا خارج المدن في البراري والصحارى حينئذ يغلظ طبعه ويقل علمه وتصبح الأمور الطبيعية عنده معكوسة ومقلوبة . من آثار هذا العكس في هذا القلب

Webiste