تم نسخ النصتم نسخ العنوان
جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان... - الالبانيالسائل : ذكرت يا شيخ ... حديثا صحيحا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلحظ في الصلاة يمينا وشمالا دون أن ... فكيف نوفق بين هذا الحديث وبين أن النظر يكون ...
العالم
طريقة البحث
جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلحظ في الصلاة يمينا وشمالا فكيف يجمع بينه وبين ما ورد عنه عليه الصلاة والسلام من أن النظر في الصلاة يكون إلى موضع السجود ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : ذكرت يا شيخ ... حديثا صحيحا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلحظ في الصلاة يمينا وشمالا دون أن ... فكيف نوفق بين هذا الحديث وبين أن النظر يكون ... المصلي أمام، في محل سجوده هل هذا الحديث ... للنبي صلى الله عليه وسلم أو فعله صلى الله عليه وسلم ؟

الشيخ : لا شك أن اللحظ يمينا ويسارا منه عليه السلام لا يكون من باب العبث وإنما يكون من باب مراعاة المصلحة وفي سنن أبي داود حديث بإسناد صحيح عن سعد بن الحنظلية أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان في سفر فأرسل فارسا طليعة وقام يصلي بأصحابه فكان يلتفت ببصره ينظر إلى الشعب الذي يفترض أن يأتي الفارس منه فهذا اللحظ هو أشبه ما يكون بما رواه البخاري في صحيحه تعليقا أن عمر بن الخطاب كان يقول إني لأجهّز الجيش وأنا أصلي بلا شك أنه هو في الصلاة يفكر في شيء ليس من صلب الصلاة لكن هو من الدين الذي جاء بالصلاة وهذه النقطة بالذات ينبغي أن تعطينا فقها جديدا طالما غفل عنه الغافلون، هذا الفقه هو أن الصلاة لا يشترط أن تكون دائما أبدا عبارة عن ذكر وتلاوة القرآن وخشوع وتدبر بل لا ينافي كل هذه لأشياء التي هي مشروعة بل الصلاة عادة قائمة عليها هذا لا ينافي أبدا أن يقع من المصلي شيء آخر ليس بسبيل ما سبق ذكره ولكن ليس أيضا من طريق العبث المنهي عنه في الصلاة فهذا مثال قول عمر " إني لأجهز جيشي في الصلاة " ذلك بأن تجهيز الجيش في الصلاة هو من الإسلام، فإذا هو لما شغل فكره وعقله لترتيب الجيش الذي يعده لمجابهة العدو لم ننشغل بتوافه الأمور بل بما يحض عليه الإسلام ويأمر به خاصة وهو القائد الأعلى باعتباره خليفة المسلمين .
من هذا القبيل أيضا ما كان السؤال عنه أن الرسول كان يلحظ يمينا ويسارا لمصلحة وأتيتكم بالشاهد حديث سعد بن الحنظلية فهو يراقب متى يأتي هذه الطليعة التي أرسلها لكشف الأعداء ومواقفهم ومواقعهم إلخ ومن هذا القبيل أيضا والأمثلة كثيرة وما سأذكره معروف في ظني لديكم أن الرسول صلى الله عليه وسلم دخل ذات يوم في الصلاة و أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم على عاتقيه فكان يصلي بالناس ويقرأ بالناس قائما فإذا هم بالركوع أخذها و وضعها على الأرض وضعا رفيقا و ركع وسجد ثم إذا قام من الركعة الثانية أعادها مكانها هذا أيضا ليس من العمل المتعلق مباشرة بالصلاة لكن هذا عمل يحض عليه الإسلام وهو من باب الرفق بالأطفال الصغار والعناية بهم ومن هذا القبيل أيضا ذلك الحديث العظيم الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سجد يوما بين ظهراني صلاة العصر سجدة أطالها على خلاف عادته عليه السلام حتى توهم أحد المصلين أن الرسول مات لأنه ليس من عادته هذه الإطالة البالغة، هو بلا شك عليه السلام كان سجوده قريبا من قيامه وكان من سنته التعديل بين الأركان كما هو معروف لكن تلك السجدة كانت أطول وأطول من المعهود بكثير مما حمل بعض المصلين ليطمئن على النبي الكريم رفع رأسه من السجود يطل على الرسول عليه السلام يطمئنّ وإذا به يرى أمرا عجبا يرى الرسول ساجدا وساجد سجود الأقوياء كما تعلمون من التفريج والإعتماد على الكفية دون الذراعين هذا يدل على أن الساجد هذا صاحي و قوي تماما لكنه في الوقت نفسه يرى الحسن أو الحسين قد ركبا ظهره عليه السلام حينئذ اكتشف السر واطمأن القلب وعاد إلى سجوده كما كان فلما سلم الرسول عليه السلام من صلاته قالوا له يا رسول الله لقد سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها فقال عليه السلام هذا من أدبه وتواضعه إن ابني هذا كان قد ارتحلني ، ارتحلني باللغة العربية الفصحى يعني اتخذني راحلة يعني جمل، فركب مثل ما يركب الراكب راحلته أي جمله إن ابني هذا كان قد ارتحلني فكرهت أن أعجله يا الله انزل مش وقته الآن كما يفعل الناس عادة تركه عليه السلام راكبا ظهره صلى الله عليه وسلم حتى كان هو الذي مل وهذا يذكرنا بحديث عائشة لما لعبت الحبشة بالحراب في المسجد فوقفت تنظر إليهم و رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترها وقد وضعت ذقنه على منكبه وهو عليه السلام يقول لها أشبعتي فتقول لا كلما قال لها أشبعتي تقول لا هي تقول عن نفسها كلما قال لها أشبعتي تقول لا قالت حتى كنت أنا التي مللت كذلك الحسن والحسين الرسول عليه السلام من عنايته بتأديب الأطفال وتربيتهم ومراعاة طفولتهم أيضا ولو في الصلاة ما أنزله عن ظهره حتى كان هو الذي مل و رفع الرسول عليه السلام رأسه من السجود إذًا هذه الأمور كلها هي ليست عادة من الصلاة ولكنها إذا جاءت مناسبتها كان حكمها حكم الصلاة من حيث أنها أمور مشروعة في الإسلام فإذًا إذا قرأنا حديثا أن الرسول كان يلمح وينظر يمينا ويسارا فمباشرة يجب أن يتبادر إلى ذهننا أن ذلك لم يكن من العبث حاشاه وإنما كان من باب المصلحة . هذه المصلحة قد تكون لها علاقة بالصلاة مباشرة أو لها علاقة بالإسلام بصورة عامة علما بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أوتي معجزة خص بها ليس فقط دون الناس عامة الناس بل دون الأنبياء والرسل كلهم وهو أنه كان ينظر من خلفه كما ينظر من أمامه ولذلك كان من قوله عليه السلام أتموا الركوع والسجود ولا تسبقوني بالركوع والسجود فإني أراكم من خلفي كما أراكم من أمامي فإذا ما الحكمة من أن الرسول أعطي هذه المعجزة أن يرى الرجل من خلفه ليصلح من شؤونه ها الي بيسبقوا ها الي يرفع رأسه قبل منه باختصار بعد هذا الشرح والتطويل التفاته عليه السلام يمينا ويسارا في الصلاة أحيانا هو لفائدة تعود على المسلمين أنفسهم ... .

Webiste