تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قياس فاسد ورأي كاسد قياس الاختلاط في الجامعات... - الالبانيالسائل :  جزاك الله خيراً يا شيخ  أنكر بعض الإخوان عندنا في الكويت على مسألة الإختلاط على المسئولين في الجامعة  فقالوا هذا حرَمُ الله فيه يعني رجال ونسا...
العالم
طريقة البحث
قياس فاسد ورأي كاسد قياس الاختلاط في الجامعات على الاختلاط في المسجد الحرام بمكة .
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : جزاك الله خيراً يا شيخ أنكر بعض الإخوان عندنا في الكويت على مسألة الإختلاط على المسئولين في الجامعة فقالوا هذا حرَمُ الله فيه يعني رجال ونساء فما الرد على ذلك ؟

الشيخ : من قال حرَمُ الله

السائل : بيت الله يا شيخ

الشيخ : آه كيف قالوا

السائل : قالوا هذا حَرَمُ حرم بيت الله الحرم المكي يوجد فيه اختلاط بين النساء والرجال .

الشيخ : آآه هذا حرم الله تعني مكة يعني امم

السائل : نعم يا شيخ .

الشيخ : إيه فقاسوا الإختلاط هناك على الإختلاط في الجامعة ؟

السائل : نعم يا شيخ .

الشيخ : الله المستعان لكني أنا أريد أن أسأل مَن الذين يقولون مثل هذا الكلام هل هم من أهل العلم أم هم من أهل الجهل كما أظن فإن كان الأمر كما أظن فما ينبغي لطلاب العلم أن يهتموا بنعيق كل ناعق لأن هذا الباب لا يكاد ينتهي كلما خطر في بال أحدهم خاطرة وهو أجهل من أبي جهل فنحن نعتدّ به ونرفع كلامه من أرضه ونُقيم له وزناً ومناقشة ومحاضرة و و إلى آخره فالذي أريد أن أذكره قبل الإجابة عن مثل هذا السؤال هو أن نهتم بالشخص الذي يُلقي مثل هذا السؤال فإن كان له وزن في العلم في العالم الإسلامي وقد يكون قوله صواباً وقد يكون خطأً وقد يكون مِن زلاتِ العلماء وكما يُقال " زلة العالِم زلة العالَم " هذا ينبغي الاهتمام به والتساؤل عن حقيقة أمر قوله فالآن قبل أن أُجيب أعيد السؤال مَن الذي يقول هذا الكلام

السائل : المسئولين يا شيخ في الجامعة .

الشيخ : هل هم علماء ؟

السائل : لا يا شيخ .

الشيخ : طيب المسئولون في الجامعة يا جماعة هؤلاء موظفون وموظفون في مركز لا تُراعى فيه الأحكام الشرعية ولذلك فما ينبغي لنا أن نباليهم أية مبالاة .ومع ذلك فنحن لابد من أن نجيب على هذا لأنني أعلم أن بعضاً أو كثيراً من طلاب العلم من طلاب العلم وقد لا يكونون موظفين في الجامعات يرون جواز الإختلاط في الجامعة في سبيل طلب العلم زعموا , ولهذا فأنا سأجيب عن هذا السؤال وفي تضاعيف الإجابة عليه أجيبُ عن ما يستحق الجواب عنه وهو ما أشرتُ إليه أن بعض طلاب العلم يجيزون الدراسة في الجامعات المختلطة . فأقول أولاً ابن حزم رحمه الله كما تعلمون له كلمات يُضرب بها المثل وتُحكى وتُنقل وإن كان فيها شيء من الغلواء والشدة والتنطع في بعض الأحيان أنتم تعلمون مثلاً أنه يُنكر الدليل الرابع من الأدلة الأربعة ألا وهو القياس ينكره جملةً وتفصيلاً في كتبه العلمية كالإحكام في أصول الأحكام وإن كان هو أحياناً يقع رغم أنفه في القياس الذي أنكره والشاهد أنه حينما يرد على خصومه القائلين بالقياس ويأتي بقياس لهم ويحاول إبطاله يقول هنا الشاهد يقول هذا قياس والقياس كله باطل هذا مذهبه لا نوافقه عليه . لكن الشاهد قال و لو كان منه حق لكان هذا منه عين الباطل

السائل : الله أكبر

الشيخ : أنا أقول هذا القياس أفسد قياس على وجه الأرض ليه ؟ لسببين اثنين , أولاً يُسمّى الإختلاط الواقع في الجامعات بين الشباب المتحلّل والشابات المتبرجات على نساء قصدن البيت الحرام للحج أو العمرة ونادراً ما ترى فيهن متبرجات , لذلك أنا أقول لو كان هذا الإختلاط الذي قيس عليه وهو الإختلاط في مكة لو كان جائزاً شرعاً وهو غير جائز كما سيأتي بيانه فهو من أفسد القياس على وجه الأرض وهو كما يقول ابن حزم كما نقلت آنفاً لو كان منه حق لكان هذا منه عين الباطل ليه ؟ لأنهم يقيسون هذا القياس الجامعي المتحلّل على هذا الإختلاط الموجود في مكة المحتشم . هذا أولاً , ثانياً ليس من الجائز إختلاط النساء بالرجال في الحج أو في العمرة أو في أي مكان من الأمكنة حتى لو كانت من بيوت الله عز وجل ألا وهي التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم خير البقاع المساجد وشر البقاع الأسواق الإختلاط الذي يقع في مكة وفي المسجد الحرام من بعض النسوة هذا غير جائز شرعاً إذن هم يقيسون ما ليس بجائز على ما ليس بجائز فمن يقول بهذا الكلام ليس من أهل العلم بل من أهل الدين ؟ الإختلاط الآن يبدأ الرد على بعض الطلبة وقد يكونون عندكم في الكويت وفي غير الكويت ممن يجيزون الإختلاط في الجامعة زعموا لتحصيل العلم الطب مثلاً والصيدلة ونحو ذلك لبعض النساء نقول القياس الأولوي يُبطل هذا الإختلاط الجامعي القياس الأولوي الذي قد يقول به ابن حزم كما أشرتُ إليه آنفاً القياس الأولوي هو ما تُشير إليه الآية الكريمة وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا ... إلى آخر الآية فلا تقل لهما أف هذا منهي عنه بنص الآية تُرى ألا يَنهى القرآن الكريم الولدَ أن يضرب أحد أبويه بكفٍ إذا نهاه أن يقابلهما بأفٍ ألا ينهاه أن يضربهما بكف ؟ هذا اسمه إيش ؟ قياس أولوي لأن هذا أشد إيذاءً الاختلاط في الجامعة في سبيل طلب العلم أولاً نحن نقول هذا العلم ليس من الفروض العينية وإنما هو من الفروض الكفائية إذا قام به البعض سقط عن الباقين فلو لم تنتم امرأة بل وشاب إلى الجامعة لطلب العلم فهو ليس بعاصٍ لأنه لم يدع طلب علم هو فرض عين عليه فكيف إذا طلب هذا العلم الذي هو من فروض الكفاية ويقع في ما هو محرم من الإختلاط ما هو دليل التحريم ؟ هنا بيت القصيد كما يقال إن من مفاسد هذا العصر وهذا الذي جعلني أسيء فهم عبارتك الأولى لما ذكرت الحرَم سبق إلى وَهَلي أن بعض الناس اليوم يسمون ساحة الجامعة بالحرَم حرم الجامعة لابد أن يكون عندكم علم بهذا وهذا من الإعتداء على الأحكام الشرعية لأنهم يشبهون حرم الجامعة بحرم المساجد الثلاثة المحترمة التي لها فضيلة خاصة المهم من هنا بدأ الشر من هذه التسمية ومن هنا جاء ذلك القياس الباطل الإختلاط في حرم الجامعة مثل الإختلاط في المسجد الحرام كلنا يعلم ما أشرت إليه آنفاً من قوله صلى الله عليه وسلم خير البقاع المساجد مع ذلك حرّم الشارع الحكيم اختلاط النساء بالرجال في خير البقاع وفي يعني أحسن حالة يكون فيها المسلم والمسلمة من حيث البعد عن ما حرّم الله ألا وهي الوقوف بين يدي الله للمناجاة مع ذلك فقد قال عليه الصلاة والسلام خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها سبحان الله لقد شرع الشارع الحكيم سبحانه وتعالى من الذرائع و الوسائل لإبعاد الشر عن الجنسين حتى في حالة قيامهم للصلاة وقد لا يعلم الكثير من طلاب العلم فضلاً عن عامة المسلمين أن سبب هذا التشريع أي وشر صفوف الرجال آخرها وشر صفوف النساء أولها قد لا يعلم الكثير السبب في ذلك السبب أنه كان هناك رجل من أصحاب الرسول عليه السلام يحضر المسجد ويُصلي لكنه كان يتعمّد الصلاة في الصف الأخير لم ؟ لأنه كانت هناك امرأة جميلة تُصلي في الصف الأول فكان إذا سجد نظر هكذا تحت إبطه إليها

السائل : رضي الله عنه .

الشيخ : رضي الله عنه , بحق هذا لأنه صحابي و لعلكم تذكرون وأنا ما أذكر هذا في سبيل أن تفعلوا كما كانوا يفعلون لكن أذكر لتعلموا أننا ليس مثلهم في الفضل وأن الله عز وجل يحاسب الإنسان على حسب كثرة الحسنات تجاه السيئات فمن غلبت حسناته سيئاته كان من الناجين والعكس بالعكس وأكبر وأكبر فضيلة تتسنى لناس هم أصحاب الرسول عليه السلام الذين صحبوه وسمعوا قوله ورأوه و رأوا أفعاله أحياناً وتعبدوا كما رأوه يتعبد إلى آخره الشاهد أن هذا الرجل صحابي وفعل فعلته هذه وأنزلَ الله عز وجل في حقه وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ المتقدمين الذين يطبقون إيش خير صفوف الرجال أولها والمستأخرين الذين يطبقون وشر صفوف الرجال آخرها قلت نحن نذكر هذا فقط لمعرفة هذا الحكم من أن الشارع الحكيم شرع هذا الفصل بين النساء والرجال لأن النفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي فإذا كان هذا الصحابي الجليل افتتن في المسجد في الحرم بحق يعني وفي خير البقاع فماذا نقول نحن عن أنفسنا إذا كنا في الجامعات ومثل ما يقول عندنا في سوريا " خليط مليط " لا نستطيع أن نبرأ أبداً أنفسنا من أن نصاب بعدوى شديدة جداً لأولئك الذين يدرسون في الجامعات سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً ومثل هذا الرجل مثلاً من أصحاب الرسول الذين لا ينبغي لنا أن نقيس أنفسنا عليهم ذلك الرجل الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونحن ما نفعل هذا اليوم نفعل فعلته لكن لا نفعل فعل توبته قد نفعل فعلته ونرتكب الذنب الذي ارتكبه لكن ما نباشر إلى تعاطي وسائل التوبة فوراً كما فعل هذا الرجل هذا الرجل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله دخلتُ حائطاً في المدينة و وجدتُ فيه امرأة فما تركت شيئاً يصنعه الرجل مع زوجته إلا فعلته معها إلا أني لم أجامعها الله أكبر قال عليه السلام هل صليت معنا قال نعم فأنزل الله عز وجل إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ لا شك أنه صلاة هذا الرجل ليست كصلاتنا من أين نأخذ هذا النفي للشك لأنه صحابي وإذا قلنا أنه صحابي فلا نعني أنه نبي يعني معصوم لا . هذا كالأول كلاهما إرتكبا مخالفة لكن هذا الثاني جاء إلى الرسول عليه السلام يذكرُ ما فعل يتطلب التوبة أو طريق التوبة والتطهر فقال له عليه السلام هل صليت معنا قال نعم وأنزل الله عز وجل إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ أي الصلاة كما نعلم جميعاً في أحاديث كثيرة الصلاة ما بين الصلاة و الصلاة مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر والأحاديث في هذا المعنى كثيرة وكثيرة جداً الشاهد النبي صلى الله عليه وسلم جعل فاصلاً في خير البقاع بين النساء وبين الرجال وهذا اسمه من باب سد الذريعة . باب سد الذرائع هذا باب عظيم جداً في الإسلام جاءت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية تترى تأييداً لهذه القاعدة فهؤلاء الذين قالوا أو قاسوا ذلك القياس الباطل أو أولئك الشباب الذين عندهم شيء من العلم و يجيزون طلب العلم في الجامعة التي يختلط فيها الحابل بالنابل كما يُقال هؤلاء إما أنهم لا يعلمون هذه القاعدة الثابتة في الكتاب والسنة وهي قاعدة سد الذريعة ونحن الآن ذكرنا دليلاً من أدلتها وهو فصل الرسول عليه السلام بين الرجال والنساء في الصلاة وليس هذا الفصل فقط بل جعل خير صفوف كما علمتم خير صفوف الرجال أولها خير صفوف النساء آخرها وذلك لإبعاد الجنسين بعضهم عن بعض في خير البقاع لا شك أن الجامعات لو كانت تتبنى الإسلام منهجاً في كل نواحي الجامعة لا شك أنها ليست خير البقاع , خير البقاع المساجد , فكيف هم لا يتبنون زمام الإسلام فيما يخططون وفيما يدرسون في الجامعة شيء آخر أيضاً فيما يتعلق بنفس الموضوع في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم من الصلاة مكث هنيةً مكث هنيةً قال الراوي فكنا نُرى أنه إنما يفعل ذلك لكي ينصرف النساء قبل الرجال لكي ينصرف النساء من خير البقاع قبل الرجال حتى ما يصير اختلاط حين الخروج من الحرم حقاً أي المسجد من تمام هذا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذكر في غير ما حديث أن النساء ليس لهم حق في وسط الطريق وإنما لهن حافات الطرق فكانت إحداهن أين تربية النساء في عهد الرسول أين تربية النساء في عهدنا اليوم ؟؟ إلي بتزاحم الرجال بمنكبها وتمشي ولا كمشية الرجال فكانت المرأة في عهد الرسول عليه السلام بسبب هذا التوجيه النبوي الكريم جلبابها يتماسّ مع الجدار فهي تأخذ طرف الطريق تماماً بحيث أنه ثوبها يحتك بالجدار إن كان يميناً أو يساراً لأن وسط الطريق إنما هو للرجال فمع وجود قاعدة سد الذريعة في الإسلام ومع وجود هذه الأحاديث التي فيها تحقيق هذه القاعدة في خير البقاع كيف يمكن أن يقال أن الإختلاط في غير خير البقاع يجوز هذا الحقيقة من مصائب هذا الزمن في استحلال ما حرّم الله عز و جل ويجب أن تعلموا أو على الأقل أن تتذكروا أن المحرمات في الإسلام على قسمين قسم محرّم لذاته وهذا قد لا يُناقش فيه حتى كثير من أهل الريب و الشك أنه حرام وقسم آخر ما حُرِّم لذاته وإنما حُرِم لأنه يُؤدي إلى المحرم في ذاته المحرّم الأول والأمثلة على هذا كثيرة وكثيرة جداً وحسبنا الآن ما له علاقة مباشرة بموضوع الإختلاط ألا وهو قوله عليه السلام كتب على ابن آدم حظه من الزنى فهو مدركه لا محالة العين تزني وزناها النظر واليد تزني وزناها البطش -وفي رواية - اللمس والرجل تزني وزناها المشي والفرج -أو قبل هذا في رواية في سنن أبي داوود - والفم يزني وزناه القُبَل والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه الفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه هذا هو المحرم لذاته وما قبله محرم خشية أن يوصِل إلى المحرم لذاته وهذا الحديث صريح في ذلك ومن هذا الحديث آخذ شاعر مصر في زمانه شوقي حينما قال " نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء " هذا اللقاء هو المحرم ولكن هذا اللقاء عادةً لا يمكن أن يقع إلا بمقدمات ولذلك تُعطى أحكام النتيجة للمقدمات التي توصل إلى تلك النتيجة والتي هي محرمة فكل وسيلة تؤدي إلى محرم فهي محرمة وكل وسيلة تؤدي إلى مباح فهي مباحة إذا كانت الوسيلة مباحة تؤدي إلى مباح فهي مباح وهكذا إذن عرفنا الجواب والرد على الفريقين الفريق الذين قالوا قاسوا الاختلاط الجامعة على الإختلاط المسجد الحرام والفريق الآخر الذين إن شاء الله ما وقعوا في مثل هذا القياس الباطل لكنهم وقعوا في الباطل حينما أباحوا ما حرمه الله في خير البقاع ألا وهي المساجد وبهذا يتم الجواب إن شاء الله .

السائل : جزاك الله خير

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

السائل : يا شيخ

الشيخ : نعم

Webiste