كلام الشيخ عن أهل السنة في ردهم على المعتزلة القدرية وكذلك في ردهم على من ضعف أحاديث نزول عيسى وخروج المهدي .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : نعود إلى مسألة القدر وهي مشكلة المشاكل في الواقع من يوم وجدت المعتزلة إلى اليوم , المعتزلة يقولون إذا قلنا إن الله عز وجل قدر على الإنسان الإيمان والكفر والخير والشر فهذا معناه أنه مجبور لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا , إذا ما المخرج عندهم ؟ لا قدر , إذا ماذا نقول في الآيات التي أثبت القدر , نأولها بمعنى الذي سمعته العلم , لكن ما استفادوا شيئا من هذا الإنكار , لأنه لا فرق بين كل المؤمنين الذين يؤمنون بالعلم الإلهي وبين أكثر المؤمنين أيضا بالقدر الإلهي , من حيث المشكلة التي أوردها المعتزلة لا فرق بين العقيدتين عقيدة الإيمان بالعلم الإلهي الأزلي والإيمان بالقدر الإلهي , لا فرق من حيث المشكلة , ما هي المشكلة .؟ قالوا إذا قلنا إن الله قدر وكتب الإيمان والكفر والخير والشر لزم منه الجبر , كذلك نقول نحن لا شك ولا ريب عند كل المؤمنين بالقدر الإلهي أنه وفق العلم الإلهي , كذلك الكتابة الإلاهية على مراحلها المتعددة كما شرح ذلك الإمام ابن القيم في كتابه العظيم المسمى إيش .؟ في الحكمة والقدر والتعليل نعم شفاء الغليل , نعم أحسنت , فهناك مراحل للكتاب كل هذه الكتاب , الكتابة الأولى والأخيرة التي والولد في بطن أمه بطبيعة الحال على وفق إيش .؟ العلم الإلهي فإذن الإشكال الذي أوردوه لا يزال قائما , بمعنى حذفنا الآن من أذهاننا ما حذفوه هم من عقائدهم , وهو القدر الإلهي طوينا عنه الصفحة مؤقتا , كذلك الكتابة الإلهية , ولنتفق معهم هناك العلم أو هم يتفقون معنا , طيب سبق في العلم الإلهي أن فلانا سيكفر , هل يمكن أن يتغير العلم الإلهي .؟ طبعا لا .
السائل : لا يتغير .
الشيخ : طيب الكتابة الإلهية تتغير .؟ لا , القدر الإلهي يتغير .؟ لا , طيب ما الذي استفدتموه من قولكم لا قدر , واضح .؟ إذا يجب الإيمان بكل ما جاء من العلم والكتابة والقدر وتأويل ذلك بما يتفق مع الأدلة الأخرى . نعم .
السائل : السلام عليكم ورحمة وبركاته .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته , أي نعم يا سيدي كنا وصل بنا الحديث إلى .؟
السائل : المعتزلة .
الشيخ : أيوه , فما استفادوا شيئا من إنكارهم القدر بحجة أنه إذا كان القدر لا يتغير فإذن صار المكلف مجبورا , نقول لهم هل العلم الإلهي يتغير .؟ سيكون نعم العلم الإلهي ما يتغير , فسيكون من جوابهم أنه لا يتغير , إذا هل سبق في العلم الإلهي أن فلان سعيد فلان شقي , فمن قولهم أنه أحاط بكل شيء علما , إذا لا يتغير , فما جوابكم عن العلم الإلهي الذي لا يتغير فهو جوابنا عن القدر الإلهي الذي لا يتغير , هذا كما لا يخفاكم جواب جدلي , لكنه حق , لكن عندي جواب آخر .
ما سبق في العلم الإلهي أو في القدر الإلهي هو بلا شك يوافق ما سيقع , لا يختلف قيد شعرة , وإذا كان الأمر كذلك فنحن نرد على كل من الفريقين المعتزلة وخصومهم الجبرية , الجواب يشمل الفريقين معا , ثم نعود على الجبرية بتفصيل لا يحتاجه المعتزلة , إنهم معنا في أن العلم الإلهي يعرف الوقائع على حقائقها الجلية , ونحن نعلم من واقع المكلفين أن أعمالهم وحياتهم فيها ما هم مختارون ضرورة وما هم مجبورون أيضا , نبدأ بعمل القلب , عمل القلب مجبورون فيه , لأنه من خلق الله الذي ليس للبشر فيه خيارا , ولذلك إذا شاء الله عز وجل عطل هذه الحركة بإماتة صاحبها , كذلك نقول في كون زيد من الناس طويل آخر قصير بدين نحيف و و إلى آخر ما هنالك , هنا يصدق قوله تعالى : وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحانه وتعالى عما يشركون لكن هناك أمور أخرى تتعلق بهذا الإنسان المجبور من هذه الزاوية , هناك أمور أخرى تصدر منه باختياره , الآن أنا أتكلم وأنتم تصغون , وأحيانا تتكلمون أيضا معنا , هل أنتم يا معشر المعتزلة ـ الجبرية لهم خطاب آخر قلنا آنفا ـ أنتم معشر المعتزلة تقولون أننا نحن الآن في هذا الكلام مختارون أم مجبرون .؟ سيكون من قولهم مختارون , طيب في الحالة الأولى أو الأمثلة الأخرى مختارون أم مجبورون .؟ يعني في كون حركات القلب وهذا الإنسان طويل وآخر قصير وأبض وأسمر وأسود إلى آخره , مختارون أم مجبورون .؟ ما يستطيعوا أن يقولوا مختارون , هذا هو , إذا هذا الواقع بقسميه بصورتيه سبق في علم الله عز وجل , سبق في علم الله عز وجل , فالعلم يشملهما الصورتين , ننزل الآن إلى ما أنكرتم من القدر , القدر يشملهما أيضا لأننا قلنا أن القدر الإلهي وفق العلم الإلهي , فما في اختلاف بينهما من حيث أنه يكتشفان الواقع على حقيقته قبل وقوعه , فمن هذه الحيثية القدر مطابق للعلم الإلهي , إذا أين الإشكال إذا كان ما قدره الله من القسم الأول وأنا لا أسأل عنه , لأني لا إرادة لي , كون واحد أسود فاحم قد يعير الأبيض بسواد بشرته مثلا , لكن لا يعير لأن هذا خلق الله فأروني ماذا خلق اللذين من دونه , لكن أنا إذا انحرفت أو شتمت أعير لماذا .؟ لأنه من القسم الآخر , فيه إرادة , فإذن ما هو الأشكال في إنكاركم القدر والقدر يكتشف الواقع بقسميه , نحن آنفا ضربنا القسم الأول لأنه واضح لا جدل فيه إطلاقا وهو مفهوم لدى الجميع.
الآن نضرب مثلا في أعمالنا نحن التي تصدر من جوارحنا , إنسان رمى عصفورا فأصاب إنسانا فقتله , هذا قتل خطأ لكن بفعل إيش .؟ الإنسان مش فعل الإلهي مباشرة كما هو القسم الأول , هذا مقدر , عفوا لا أقول للمعتزلة مقدر سبق في العلم الإلهي هذا العمل ولا لا .؟ ولذلك كان من العدل الإلهي أنه لم يؤاخذه في الآخرة لأنه قتل خطأ , طيب كذلك نحن نقول نحن المؤمنين بالقدر الإلهي , القدر الإلهي سجل علي هذا الخطأ هذا القتل خطأ , ولذلك ما يؤاخذني , لكن إنسان آخر فنقول : إنسان آخر أيوة وفي ليلة لا قمر فيها ترصد خصما له , وتهيأ لقتله فرماه بالبندقية أو طعنه بخنجره , هل يستوي هذا وذاك ؟ لا يستويان مثلا , هذا متعمد , وكما يقولون في القضاء اليوم عن سابق تصميم وإصرار , كلاهما الصورتان سبقتا في العلم الإلهي بلا شك , لأنه أحاط بكل شيء علما , فما المانع يا معتزلة أن يكون هذا العلم الإلهي سجل في اللوح المحفوظ فكان قدرا , القدر إذن يحيط بالواقع على حقيقته , إن كان جبرا لا مؤاخذة , وإن كان اختيارا فهنا المؤاخذة , فلماذا تخشون من القول بالقدر , واضح هذا الجواب .؟ هذا الجواب ملزم للإيمان بالقدر , كذلك الجواب الأول , لكن ذاك جواب جدلي وهذا مؤكد لذاك الجواب , على هذا يجب أن تعالج كل العقائد الإسلامية الصحيحة , منها قضية نزول عيسى عليه السلام أشكل الأمر على السيد رشيد رضا رحمه الله تعالى , ومنه استقينا نحن هذا المنهج السلفي والحديثي , وأشكل على كثير من علماء الأزهر كشلتوت وأمثاله , أنكروا عقيدة نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان , لماذا .؟ قالوا لأن كثيرا من الناس ادعوا العيسوية , وهذا غلام أحمد القادياني , كثير منهم ادعوا المهدوية , وجاركم هناك في السودان المهدوي هذا معروف , وفي التاريخ الإسلامي كثير ممن ادعى العيسوية وادعى المهدوية إذا سدا لباب هذه الدعوات الباطلة نريح الناس من عقيدة نزول عيسى عليه السلام وخروج المهدي , هذا خطأ ومعالجة الخطأ بخطأ مثله وشر منه , أنا قلت في بعض ما كتبت ردا على أمثال هؤلاء , أنا أخشى ما أخشى أن يأتي يوم يعالج فيه بعضهم الإلهية فينكرها , لأن الفراعنة ما انتهوا بعد , فبعضهم يدعي الألوهية فلنريح الناس من هذه الدعوة , فهي أبطل الباطل , ما فيه ألوهية انتهت المشكلة , هل هذا هي المعالجة الصحيحة .؟
نحن نقول أخيرا نزول عيسى عقيدة صحيحة , آمن بها السلف وتبعهم الخلف على هدى من ربهم , لكن ليس في هذه الأحاديث ولا في أحاديث المهدي عليهما السلام أن على المسلمين أن لا يعملوا بإسلامهم ولعزة دينهم حتى ينزل عيسى ويخرج المهدي , لا يوجد في هذه الأحاديث كلها ما يشعر بهذا الفهم الخاطئ الذي وقع في بعض المسلمين , ولذلك أنكر بعض المصلحين هذه الأحاديث من شان يزيحوا العثرة بزعمهم من طريق عقبة المسلمين , وما في فائدة لينزل عيسى ويخرج المهدي , هذا فهم خطأ كما فهم الجبريون من القدر ووافقهم المعتزلة ثم أنكروا الجبر , وأنكروا معه القدر , ما دام لا يوجد في الأحاديث الصحيحة التي نزلت في عيسى عليه السلام وفي خروج المهدي ما يشعرنا بالتواكل على مجيئهما , إذن يجب علينا أن نعمل , لأن عيسى إن نزل وجد الأرض مهيأة لقائد يقودهم , وإذا نزل عيسى عليه السلام والمسلمون كما هم اليوم , أنا أقول هذا الكلام مؤمنا به , سوف لا يستطيع عيسى أن يجمع المسلمين في لحظة , في يوم وليلة يجمع المسلمين ـ الصالحين منهم بطبيعة الحال ـ حول قيادته لأنه سوف لا يكون في اعتقادي أحزم وأقدر على جمع قلوب الناس حوله من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , وهو لبث في قومه عشرين سنة حتى استطاع أن أوجد هذه النواة التي غذاها الله عز وجل بقوته وعلمه ثم امتدت ظِلالها كما تعلمون في التاريخ الإسلامي .
فإذا عيسى عليه السلام يجب أن لا نتصور أنه ينزل إلا والأرض قد هيأت له لقبوله , إذن ينبغي أن نفهم أحاديث النزول والخروج , لأنها تحض المسلمين على العمل لإعادة الإسلام إلى مجده الغابر , لا أن ينتظروا عيسى والمهدي ليعيد لهم المجد الغابر , إذا آمنا هكذا فما المشكلة من أحاديث عيسى وخروج المهدي .؟ لا إشكال أبدا , دائما المشاكل تأتي من سوء فهم النصوص , وهذه الحقيقة نقطة مهمة جدا من قبل العالم الإسلامي من حيث أنهم أساؤوا فهم بعض النصوص فأساؤوا فهم نصوص أخرى , ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا جميعا وإياكم للفهم الصحيح عن الله ورسوله.
السائل : لا يتغير .
الشيخ : طيب الكتابة الإلهية تتغير .؟ لا , القدر الإلهي يتغير .؟ لا , طيب ما الذي استفدتموه من قولكم لا قدر , واضح .؟ إذا يجب الإيمان بكل ما جاء من العلم والكتابة والقدر وتأويل ذلك بما يتفق مع الأدلة الأخرى . نعم .
السائل : السلام عليكم ورحمة وبركاته .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته , أي نعم يا سيدي كنا وصل بنا الحديث إلى .؟
السائل : المعتزلة .
الشيخ : أيوه , فما استفادوا شيئا من إنكارهم القدر بحجة أنه إذا كان القدر لا يتغير فإذن صار المكلف مجبورا , نقول لهم هل العلم الإلهي يتغير .؟ سيكون نعم العلم الإلهي ما يتغير , فسيكون من جوابهم أنه لا يتغير , إذا هل سبق في العلم الإلهي أن فلان سعيد فلان شقي , فمن قولهم أنه أحاط بكل شيء علما , إذا لا يتغير , فما جوابكم عن العلم الإلهي الذي لا يتغير فهو جوابنا عن القدر الإلهي الذي لا يتغير , هذا كما لا يخفاكم جواب جدلي , لكنه حق , لكن عندي جواب آخر .
ما سبق في العلم الإلهي أو في القدر الإلهي هو بلا شك يوافق ما سيقع , لا يختلف قيد شعرة , وإذا كان الأمر كذلك فنحن نرد على كل من الفريقين المعتزلة وخصومهم الجبرية , الجواب يشمل الفريقين معا , ثم نعود على الجبرية بتفصيل لا يحتاجه المعتزلة , إنهم معنا في أن العلم الإلهي يعرف الوقائع على حقائقها الجلية , ونحن نعلم من واقع المكلفين أن أعمالهم وحياتهم فيها ما هم مختارون ضرورة وما هم مجبورون أيضا , نبدأ بعمل القلب , عمل القلب مجبورون فيه , لأنه من خلق الله الذي ليس للبشر فيه خيارا , ولذلك إذا شاء الله عز وجل عطل هذه الحركة بإماتة صاحبها , كذلك نقول في كون زيد من الناس طويل آخر قصير بدين نحيف و و إلى آخر ما هنالك , هنا يصدق قوله تعالى : وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحانه وتعالى عما يشركون لكن هناك أمور أخرى تتعلق بهذا الإنسان المجبور من هذه الزاوية , هناك أمور أخرى تصدر منه باختياره , الآن أنا أتكلم وأنتم تصغون , وأحيانا تتكلمون أيضا معنا , هل أنتم يا معشر المعتزلة ـ الجبرية لهم خطاب آخر قلنا آنفا ـ أنتم معشر المعتزلة تقولون أننا نحن الآن في هذا الكلام مختارون أم مجبرون .؟ سيكون من قولهم مختارون , طيب في الحالة الأولى أو الأمثلة الأخرى مختارون أم مجبورون .؟ يعني في كون حركات القلب وهذا الإنسان طويل وآخر قصير وأبض وأسمر وأسود إلى آخره , مختارون أم مجبورون .؟ ما يستطيعوا أن يقولوا مختارون , هذا هو , إذا هذا الواقع بقسميه بصورتيه سبق في علم الله عز وجل , سبق في علم الله عز وجل , فالعلم يشملهما الصورتين , ننزل الآن إلى ما أنكرتم من القدر , القدر يشملهما أيضا لأننا قلنا أن القدر الإلهي وفق العلم الإلهي , فما في اختلاف بينهما من حيث أنه يكتشفان الواقع على حقيقته قبل وقوعه , فمن هذه الحيثية القدر مطابق للعلم الإلهي , إذا أين الإشكال إذا كان ما قدره الله من القسم الأول وأنا لا أسأل عنه , لأني لا إرادة لي , كون واحد أسود فاحم قد يعير الأبيض بسواد بشرته مثلا , لكن لا يعير لأن هذا خلق الله فأروني ماذا خلق اللذين من دونه , لكن أنا إذا انحرفت أو شتمت أعير لماذا .؟ لأنه من القسم الآخر , فيه إرادة , فإذن ما هو الأشكال في إنكاركم القدر والقدر يكتشف الواقع بقسميه , نحن آنفا ضربنا القسم الأول لأنه واضح لا جدل فيه إطلاقا وهو مفهوم لدى الجميع.
الآن نضرب مثلا في أعمالنا نحن التي تصدر من جوارحنا , إنسان رمى عصفورا فأصاب إنسانا فقتله , هذا قتل خطأ لكن بفعل إيش .؟ الإنسان مش فعل الإلهي مباشرة كما هو القسم الأول , هذا مقدر , عفوا لا أقول للمعتزلة مقدر سبق في العلم الإلهي هذا العمل ولا لا .؟ ولذلك كان من العدل الإلهي أنه لم يؤاخذه في الآخرة لأنه قتل خطأ , طيب كذلك نحن نقول نحن المؤمنين بالقدر الإلهي , القدر الإلهي سجل علي هذا الخطأ هذا القتل خطأ , ولذلك ما يؤاخذني , لكن إنسان آخر فنقول : إنسان آخر أيوة وفي ليلة لا قمر فيها ترصد خصما له , وتهيأ لقتله فرماه بالبندقية أو طعنه بخنجره , هل يستوي هذا وذاك ؟ لا يستويان مثلا , هذا متعمد , وكما يقولون في القضاء اليوم عن سابق تصميم وإصرار , كلاهما الصورتان سبقتا في العلم الإلهي بلا شك , لأنه أحاط بكل شيء علما , فما المانع يا معتزلة أن يكون هذا العلم الإلهي سجل في اللوح المحفوظ فكان قدرا , القدر إذن يحيط بالواقع على حقيقته , إن كان جبرا لا مؤاخذة , وإن كان اختيارا فهنا المؤاخذة , فلماذا تخشون من القول بالقدر , واضح هذا الجواب .؟ هذا الجواب ملزم للإيمان بالقدر , كذلك الجواب الأول , لكن ذاك جواب جدلي وهذا مؤكد لذاك الجواب , على هذا يجب أن تعالج كل العقائد الإسلامية الصحيحة , منها قضية نزول عيسى عليه السلام أشكل الأمر على السيد رشيد رضا رحمه الله تعالى , ومنه استقينا نحن هذا المنهج السلفي والحديثي , وأشكل على كثير من علماء الأزهر كشلتوت وأمثاله , أنكروا عقيدة نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان , لماذا .؟ قالوا لأن كثيرا من الناس ادعوا العيسوية , وهذا غلام أحمد القادياني , كثير منهم ادعوا المهدوية , وجاركم هناك في السودان المهدوي هذا معروف , وفي التاريخ الإسلامي كثير ممن ادعى العيسوية وادعى المهدوية إذا سدا لباب هذه الدعوات الباطلة نريح الناس من عقيدة نزول عيسى عليه السلام وخروج المهدي , هذا خطأ ومعالجة الخطأ بخطأ مثله وشر منه , أنا قلت في بعض ما كتبت ردا على أمثال هؤلاء , أنا أخشى ما أخشى أن يأتي يوم يعالج فيه بعضهم الإلهية فينكرها , لأن الفراعنة ما انتهوا بعد , فبعضهم يدعي الألوهية فلنريح الناس من هذه الدعوة , فهي أبطل الباطل , ما فيه ألوهية انتهت المشكلة , هل هذا هي المعالجة الصحيحة .؟
نحن نقول أخيرا نزول عيسى عقيدة صحيحة , آمن بها السلف وتبعهم الخلف على هدى من ربهم , لكن ليس في هذه الأحاديث ولا في أحاديث المهدي عليهما السلام أن على المسلمين أن لا يعملوا بإسلامهم ولعزة دينهم حتى ينزل عيسى ويخرج المهدي , لا يوجد في هذه الأحاديث كلها ما يشعر بهذا الفهم الخاطئ الذي وقع في بعض المسلمين , ولذلك أنكر بعض المصلحين هذه الأحاديث من شان يزيحوا العثرة بزعمهم من طريق عقبة المسلمين , وما في فائدة لينزل عيسى ويخرج المهدي , هذا فهم خطأ كما فهم الجبريون من القدر ووافقهم المعتزلة ثم أنكروا الجبر , وأنكروا معه القدر , ما دام لا يوجد في الأحاديث الصحيحة التي نزلت في عيسى عليه السلام وفي خروج المهدي ما يشعرنا بالتواكل على مجيئهما , إذن يجب علينا أن نعمل , لأن عيسى إن نزل وجد الأرض مهيأة لقائد يقودهم , وإذا نزل عيسى عليه السلام والمسلمون كما هم اليوم , أنا أقول هذا الكلام مؤمنا به , سوف لا يستطيع عيسى أن يجمع المسلمين في لحظة , في يوم وليلة يجمع المسلمين ـ الصالحين منهم بطبيعة الحال ـ حول قيادته لأنه سوف لا يكون في اعتقادي أحزم وأقدر على جمع قلوب الناس حوله من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , وهو لبث في قومه عشرين سنة حتى استطاع أن أوجد هذه النواة التي غذاها الله عز وجل بقوته وعلمه ثم امتدت ظِلالها كما تعلمون في التاريخ الإسلامي .
فإذا عيسى عليه السلام يجب أن لا نتصور أنه ينزل إلا والأرض قد هيأت له لقبوله , إذن ينبغي أن نفهم أحاديث النزول والخروج , لأنها تحض المسلمين على العمل لإعادة الإسلام إلى مجده الغابر , لا أن ينتظروا عيسى والمهدي ليعيد لهم المجد الغابر , إذا آمنا هكذا فما المشكلة من أحاديث عيسى وخروج المهدي .؟ لا إشكال أبدا , دائما المشاكل تأتي من سوء فهم النصوص , وهذه الحقيقة نقطة مهمة جدا من قبل العالم الإسلامي من حيث أنهم أساؤوا فهم بعض النصوص فأساؤوا فهم نصوص أخرى , ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا جميعا وإياكم للفهم الصحيح عن الله ورسوله.
الفتاوى المشابهة
- ذكر شيء من أخبار المهدي ونزول عيسى عليه السلام - الالباني
- بعض الأدلة على نزول عيسى عليه السلام - ابن باز
- كلام عيسى في المهد - اللجنة الدائمة
- تتمة كلام السؤال السابق في خروج المهدي ونزول ع... - الالباني
- حديث الشيخ عن المعتزلة في إيمانهم بالقدر. - الالباني
- الرد على المعتزلة و الجبرية في مسائل القدر . - الالباني
- هل ثبت في الأحاديث الصحيحة نزول نبي الله عيسى... - الالباني
- الرد على المعتزلة و الجبرية في القدر وبيان معن... - الالباني
- ما هو حكم العمل لاستئناف الحياة الإسلامية مع م... - الالباني
- الرد على إنكار رشيد رضا وشلتوت نزول عيسى عليه... - الالباني
- كلام الشيخ عن أهل السنة في ردهم على المعتزلة ا... - الالباني