تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما هو حكم العمل لاستئناف الحياة الإسلامية مع م... - الالبانيالحلبي : يقول السائل ما هو حكم الشرع في العمل لاستئناف الحياة الإسلامية مع معرفة السبيل الأمثل لتحقيق ذلك علما أن هناك أحاديث يفهمها البعض على أنها تعني...
العالم
طريقة البحث
ما هو حكم العمل لاستئناف الحياة الإسلامية مع معرفة السبيل الأمثل ؟ ( علماً بأن هناك أحاديث يفهم منها البعض القعود عن هذا العمل وهي أحاديث المهدي ونزول عيسى عليه السلام ) .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الحلبي : يقول السائل ما هو حكم الشرع في العمل لاستئناف الحياة الإسلامية مع معرفة السبيل الأمثل لتحقيق ذلك علما أن هناك أحاديث يفهمها البعض على أنها تعني القعود عن هذا العمل وهي أحاديث المهدي فما هو رأيكم في ذلك ؟

الشيخ : لقد كتبنا أكثر من مرة حول أحاديث المهدي عليه السلام ومواقف علماء العصر وهذا الزمان فإنهم مختلفون في ذلك أشد الاختلاف ؛ أما العلماء الذين لا يزالون يتمسكون بما قام عليه الدليل من الكتاب والسنة الصحيحة فهم لا يزالون يعتقدون والحمد لله بأن خروج المهدي حق لاريب فيه ولكن لا بد بهذه المناسبة من التذكير أن هناك شخصا آخر لا بد من خروجه وسيلتقي مع المهدي وهو عيسى عليه الصلاة والسلام فإن عيسى عليه السلام أحاديثه أقوى من أحاديث المهدي وإن كان كل من أحاديث الرجلين يلتقيان في الصحة إلا أن أحاديث عيسى عليه السلام أصح من أحاديث المهدي كما لا يخفى ذلك على أهل العلم بالحديث ؛ لأنه من المتفق بين أهل الحديث أن أحاديث عيسى متواترة بلغت علم اليقين أحاديث المهدي عليه الصلاة والسلام يوجد هناك خلاف بين بعض العلماء هل بلغت هذه المرتبة أم لا ؛ وأنا لا يهمني في الوصول إلى هذه المرتبة وإن كنت أميل إليها أي أن أحاديث المهدي أيضا وصلت إلى هذه المرتبة ولكن يكفي المسلم أن يعلم أن أحاديث المهدي صحيحة وأن علماء المسلمين توارثوا خلفا عن سلف الاعتقاد بخروج المهدي وبنزول عيسى عليهما السلام إذا قلت هذا لأن السؤال ذكر المهدي وكان الأولى أن يذكر عيسى لأن أحاديث عيسى أقوى ؛ فلذلك هذا السؤال فتح لي باب التطرق لأحاديث عيسى عليه الصلاة والسلام قلنا إن هذه العقيدة حق لا ريب فيها ، بعض العلماء في العصر الحاضر ممن لا يهتمون بدراسات العلماء السابقين سواء ما كان منها متعلقا بتصحيح الأحاديث أو ما كان منها متعلقا بتصحيح العقائد المبنية على الأحاديث ؛ فكثير من علماء العصر الحاضر ينكرون خروج المهدي بل غلا بعضهم فأنكروا أيضا نزول عيسى عليه الصلاة والسلام لا أريد الخوض بتفصيل في هذه المسألة إلا بمقدار ما لا بد من تقديمه جوابا عن هذا السؤال ، كثير من المعاصرين الذين يدعون الإصلاح وجدوا عامة المسلمين يتكئون في العمل الإسلامي وبعبارة أوضح في ترك العمل للإسلام يقولون ما في فائدة للعمل إلا حينما يخرج المهدي أو ينزل عيسى عليه السلام ، هكذا يعتقد كثير من الناس أي وصلوا إلى مرتبة اليأس التي لا يجوز للمسلم أن يقع فيها لأن لا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون في القرآن الكريم ، فلما وجد بعض المصلحين هذا اليأس مسيطرا على جماهير المسلمين وجدوا أن سبب هذا اليأس هو إيمانهم بنزول عيسى وخروج المهدي فظنوا أن الإصلاح يكون بإنكار هاتين العقيدتين الصحيحتين بأن يقولوا للناس يا جماعة اعملوا ، فعقيدة عيسى عليه السلام ما هي ثابتة بطريق اليقين وهم مخطئون أشد الخطأ ، اعملوا فإن خروج المهدي هذا عقيدة شيعية وهي غير صحيحة كذلك هم في ذلك مخطئون ؛ فقلنا مرارا وتكرارا وكتبنا شيئا من هذا المعنى في بعض المؤلفات قلنا لا يكون الإصلاح على هذا المنوال وعلى هذا المنهاج في إنكار الأحاديث الصحيحة وما بنى عليها من عقيدة لأن هذا المنهج الاستمرار عليه سيؤدي بأصحابه إلى الاعتزال الماضي قديما ذلك لأن المعتزلة أنكروا ما هو أخطر من عقيدة عيسى عليه السلام والمهدي ، ما الذي أنكروه ؟ أنكروا القدر فقالوا لا قدر ، مع أن القدر ثابت في الكتاب والسنة وهي عقيدة كما تعلمون جميعا أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالقدر خيره وشره قالت المعتزلة لا قدر ؛ فنحن إذا درسنا ما الذي حمل المعتزلة وهم بطبيعة الحال ليسوا كفارا ، ليسوا مرتدين عن دين الإسلام ؛ كل ما نستطيع أن نقول عنهم أنهم مسلمون ضالون لأنهم أنكروا حقائق شرعية منها انكارهم للقدر الإلهي ؛ لكننا إذا درسنا السر في إنكارهم للقدر الإلهي وجدناه كإنكار بعض المعاصرين اليوم لعقيدة خروج المهدي ونزول عيسى عليه السلام ؛ كيف ؟ وجدوا أن كثيرا من المسلمين فهموا من عقيدة القدر أنها تعني الجبر وأن الإنسان ليس مخيرا في طاعته لله أو في معصيته إياه وهم بلا شك وجدوا نصوصا في الكتاب والسنة وذلك مقتضى العقل الصحيح السليم أنه لا يجتمع في الإنسان جبر وتكليف ضدان لا يجتمعان ، المعتزلة نظروا فقالوا إذا، إذا كان معنى القدر الجبر فلا يمكن ربنا عز وجل يجبر الإنسان على المعاصي وبعدين أيش يعذبه ، إذا هذه العقيدة عقيدة باطلة ؛ نحن نلتقي مع المعتزلة في قولهم بأن الجبر عقيدة باطلة كما نلتقي مع أولئك المصلحين بأن الاتكال على خروج المهدي ونزول عيسى وعدم العمل للإسلام أيضا عقيدة باطلة ولكننا لا نلتقي لا مع هؤلاء ولا مع أولئك المعتزلة فيما أنكروا من عقائد صحيحة ثبتت بعضها في الكتاب والسنة وبعضها بالأحاديث الصحيحة المتواترة ؛ فالمعتزلة تأولوا الآيات التي تنص على القدر كما تأولوا الأحاديث بل وأنكروا بعضها حينما لا يسعهم تأويلها فوقعوا في القدر وهو إنكار القدر الإلهي الذي ثبت في القرآن والسنة كما ذكرنا ، فنقول نحن للمعتزلة كما نقول لهؤلاء المصلحين اليوم " ما هكذا يا سعد تورد الإبل " ، ما هكذا يا جماعة يكون الإصلاح ، لا يكون الإصلاح بإنكار حقائق شرعية وإنما يكون الإصلاح بتفهيم المسلمين الفهم الصحيح بتلك النصوص سواء ما كان منها قائما على إثبات القدر أو ما كان منها قائما على إثبات نزول عيسى وخروج المهدي عليهما السلام ، فنقول إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مكث في قومه ثلاث وعشرين سنة وهو يدعوهم ليلا نهارا حتى استطاع أن يضع النواة للخلافة الإسلامية في المدينة المنورة ؛ فنحن علينا معشر المسلمين أن لا ننتظر ما بشرنا بمجيئه من المهدي أو عيسى علينا أن نعمل لأن الواقع الآن نشعر نحن تماما أن هناك جماعات من المسلمين متفرقون في العالم الإسلامي ، هم ينتظرون قائدا يأخذ بأيديهم ويجاهد بهم أعداء الإسلام في كل زمان وفي كل مكان ، فهم ينقصهم هذا الإنسان المصلح القائد ؛ لكن تصوروا معي الآن إذا جاء هذا المبشر به وهو المهدي أو عيسى وأخذ يصلح بين المسلمين كما يفعل اليوم المصلحون المتفرقون في العالم الإسلامي فكم سيظل في عمله في الإصلاح هذه ؟ سينقضي حياته إلا إن كان له حياة تشبه حياة نوح عليه السلام ، وهذا لم نبشر به ستنقضي حياته في إصلاح المسلمين تفهيمهم الإسلام الصحيح وحملهم على العمل بالإسلام الصحيح ، اليوم مثلا نحن نعلم يقينا أن من آفة العالم الإسلامي هو الانكباب على الدنيا ومن آثار هذا الانكباب استحلال ما حرم الله عز وجل من الربا بأدنى الحيل فضلا عن غير ذلك من المحرمات . أبمثل هؤلاء الناس ، يمكن إذا خرج المهدي أو نزول عيسى عليه السلام أن يجاهد به الكفار أو بهم الكفار ؟ الجواب لا ، إذا على المسلمين كافة في كل بلاد الإسلام أن يعملوا بفهم الإسلام أولا فهما صحيحا وأن يطبقوه في ذوات أنفسهم وفي أهاليهم وذراريهم ثانيا حتى إذا جاء المهدي أو نزل عيسى وجد القوم ليسوا بحاجة إلى إصلاح ، ما أفسده هذا الزمن الطويل ...

Webiste