ما حكم من أكل أو شرب ناسياً وهو صائم ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : في ناس بقول انه اللي بوكل بغير رمضان نوافل ناسي المرأة تسد يعني المرأة لما تفطر في رمضان أيام ؟
الشيخ : تقصدي بتسد يعني تقضيه.
السائل : الأيام التي أفطرها في رمضان المعدودة؟
الشيخ : أنت تحكي عن النفل؟
السائل : غير النفل تقضيها، المرأة تقضي أيام المعدودة اللي أفطرتها في رمضان، فأكلت هي ناسية فقالوا: أنها تفطر؟
الشيخ : ما فيه فرق بين صوم رمضان أو قضاء رمضان، او صيام. لا فرق هنا بين شخص سواءً كان ذكرًا أو كان أنثى، بصوم رمضان أو يقضى ما فته من رمضان أو يصوم صيام نفل إذا أكل أو شرب ناسيًا فإنما أطعمه الله وسقاه ولا قضاء عليه، عرفت أنه ما فيه فرق ؟
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ...
السائل : سمعت لك شريطًا تقول فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع أصل الحجر الطبي المعروف الآن، واستشهدت بحديث ؟
الشيخ : ايوه حديث الطاعون.
السائل : استشهدت بحديث ابن عباس؟
الشيخ : حديث الطاعون ما سؤالك ؟
السائل : سؤالي يا شيخ أنه هل الأمر بعدم القدوم وعدم الخروج من الأرض هو من أجل ماذا ؟
الشيخ : وإلا؟ من أجل المحافظة على سلامة الإنسان وسلامة المجتمع من عدوى الطاعون، ولعلك من الناس الذين لا يؤمنون بالعدوى؟
السائل : لا لا، أؤمن بالعدوى.
الشيخ : كويس إذًا ما إشكالك في الموضوع؟
السائل : أن الحديث معلل يا شيخ ؟
الشيخ : معلل بماذا ؟
السائل : قال عبد الرحمن بن عوف: أنه قال: وأنتم إذا سمعتم به بأرضٍ فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرضٍ وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه، أي أن العلة معلقة بالفرار، يعني الذي يخرج غير فار من الطاعون ليس مخالفًا لهذا الحديث.
الشيخ : لكن بارك الله فيك أولًا قلت عبد الرحمن بن عوف يقول، وهذا ليس من قوله، وإنما هو من قول نبيه، هذا أولًا.
وثانيًا فرارًا منها منه هذا لماذا يفر منه؟ لأنه يخشى أن يصاب، فإذا خرج وكان مصابًا وانتقل إلى البلدة الأخرى ماذا يفعل أو ماذا تكون نتيجة فراره؟
السائل : نقل المرض معه .
الشيخ : وهل هذا يجوز؟ والرسول يقول: فر من المجذوم فرارك من الأسد
الشيخ : ماشي واضح ...
السائل : واضح .
الشيخ : أتم الحديث ؟
السائل : انتهى الحديث فقال عمر: الحمد لله.
الشيخ : لا الحديث أخي له جملة أخرى قد تكون في أوله في بعض الروايات وقد تكون في آخره.
السائل : نعم في رواية أخرى يقول عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها أخبرته أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فأخبرها نبي الله صلى الله عليه وسلم : أنه كان عذابًا يبعثه الله على من يشاء، فجعله الله رحمةً للمؤمنين، فليس من عبدٍ يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرًا يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتبه الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد .
الشيخ : اي هذا حديث صحيح لكن ما هذا الذي عنيته؟ ألا تعلم أن هناك جملة أخرى تقابل الجملة التي تلوتها وأسمعتنا إياها وهي ومن كان في أرضٍ ليس فيها طاعون فلا يدخل إلى الأرض التي فيها الطاعون ، ألا تذكر هذا ؟
السائل : نعم موجود في لفظ الحديث .
الشيخ : وهذا الذي أقوله لك فلماذا لا تقرأه؟
السائل : إذا سمعتم به بأرضٍ لا تقدموا عليها . ؟
الشيخ : لماذا؟
السائل : هذا حتى لا تصابوا بالمرض.
الشيخ : فإذًا ، لا يجوز الدخول إلى الأرض المصابة خشية أن يصاب الداخل ولا يجوز لمن كان في الأرض المصابة أن يخرج خشية أن ينقل الداء إلى الأرض التي ليس فيها الداء.
السائل : طيب يا شيخ الآن قول من يقول: إن العلة في التوكل هل هذا قوله صحيح ؟
الشيخ : هذا صحيح ولكن لا ينافي ما قلناه بارك الله فيك، لا ينافي لأنه حينما يرى المقيم في الأرض التي فيها الطاعون يرى الناس يتساقطون بين يديه أفرادًا وجماعاتٍ بلا شك لا يصبر على هذه المنظر الذي يهدده بالموت القريب إلا من كان متوكلاً على الله حق التوكل، فهذا ما ينافي التوكل ولا ينافي أيضًا أنه النهي عن الخروج من أرض الطاعون لحكمة بحكمةٍ طبية كما أشعرتنا بذلك الزيادة التي لفت النظر إليها.
السائل : طيب يا شيخ الآن لو كان هذا غير مصابٍ في أرضٍ انتشر فيها الطاعون؟
الشيخ : ما يدريه أنه غير مصاب ؟
السائل : فلنفرض أنه مصاب.
الشيخ : الله يهديك أنت تتكلم عن الذي لم يصب.
السائل : نعم يا شيخ لكن أنا قصدي أخذ العلاج، بغض النظر هل هو مصاب أم لا؟ لكن القصد في أرضٍ انتشر فيها الطاعون هل هذا ينافي التوكل ؟
الشيخ : ايش هو الذي ينافي أو لا ؟ أخذ الدواء ؟
السائل : ما سمعتك.
الشيخ : أسألك أنت أولًا قلت إذا فرضنا أنه غير مصاب بالداء ثم لما لفت نظرك بقولي وما يدرينا أنه لم يصب عدلت عن ذلك الكلام إلى القول بأنه مصاب، طيب فأنت الآن تريد أن تقول عن هذا المصاب هل يأخذ الدواء أم لا؟
السائل : أنا أريد أن أقول يا شيخ .
الشيخ : يا شيخ الله يهديك لا تضيع وقتي أنا أسالك قل نعم أو لا ؟
السائل : نعم، وماذا تريد أن تفصل علي؟ أنت تريد أن تقول: هذا المصاب يجوز له أن يتعالج ويأخذ الدواء أم لا؟ تريد هذا؟
السائل : أريد هذا.
الشيخ : فلماذا تريد أن تقول كلامًا غير أن تقول نعم أريد هذا؟ هذا لا ينافي التوكل، لأن التوكل لا ينافي الأخذ بالأسباب، فإذا كان يغلب على الظن أن أخذ العلاج لمنع ضرر الطاعون أنه يشفى فهذا لا ينافي التوكل على الله أبدًا، كما لا ينافي أخذ أي علاج بأي مرضٍ أو لأي داء.
السائل : نحن ندرس عند أحد المشايخ هنا فاليوم أشكلت علينا هذه المسألة والحقيقة بحثت عنها فأحببت أني استأنس برأيك يا شيخ.
الشيخ : جزاك الله خير وقد أنبأتك برأيي فإذا بقي عندك إشكال فاطرحه ولا يهمك، لكن لا تأخذ وتعطي في كلام لا طائل تحته، فإذا سألتك سؤالًا قل نعم أو لا، أما أن تقول أنا أريد كذا وكذا وأنا أغنيتك عن أن تقول كذا وكذا بسؤال تريد هذا أم لا ؟ تقول: نعم تقول: لا، بقي شيء عندك؟
السائل : بقي إشكال واحد بس .
الشيخ : تفضل .
السائل : الآن نحن اليوم كنا نقرأ في هذا الحديث فقال لنا شيخنا أن العلة أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعدم الخروج ..التوكل على الله عز وجل ، فلو أن إنسانًا خرج من أرضه غير فارٍ منها، من الأرض التي انتشر فيها الطاعون غير فارٍ منها فلا ينطبق عليه النهي، فورد علينا إشكال لو أنه على قوله هذا أن العلة هو التوكل، لو أنه بلع شيئا تناول دواءً لدرأ الطاعون هل يعد فارًا أم لا أريدك أن تجيبني على هذا بهذا الفهم ؟
الشيخ : وقد فعلت، وهذا الذي نصحتك ألا تتكلم كثيرًا قد فعلت وأجبت بأن أخذ العلاج الذي يغلب على الظن أن فيه الشفاء لا ينافي التوكل هنا ولا في أي داءٍ يصاب به المسلم يأخذ عليه دواءً، قد أجبت فماذا تريد مني؟
السائل : أريد منك أن تحلل قضية الفرار يا شيخ؟
الشيخ : يا شيخ بارك الله فيك قد بينت لك أن الفرار تعبيره في الحديث بأنه يعني ينافي التوكل لا ينافي أن يكون هناك علة أخرى، أي لا ينافي أن يكون الشارع الحكيم أمر من كان في الأرض الموبوءة بالطاعون أمره بالتوكل على الله لا ينفي أن يكون هذا الأمر بالتوكل على الله شيءٌ آخر يدل عليه دليلٌ آخر ألا وهو تمام الحديث الذي دندنا حوله آنفًا.
السائل : نعم .
الشيخ : وضح لك الجواب أم لا ؟
السائل : وضح وجزاك الله خيرا .
الشيخ : وإياك يا أخي .
السائل : الطاعون يا شيخ هو وباءٌ عام أم وباءٌ خاص؟
الشيخ : لا يمكن أن يكون وباءً عامًا كما يقال في بعض روايات المفسرين أن طوفان نوح عليه السلام كان عامًا، لا يمكن أن يكون الطاعون كذلك وإلا لما بقي على وجه الأرض حيٌ، وإنما قد يستشري أحيانًا فيعم ويسيطر على دولةٍ وأخرى وأخرى لكن ستبقى هناك بمشيئة الله عز وجل وتصرفه في تسيير الطاعون كما يشاء ستبقى هناك بلادٌ أخرى نظيفةً منه لأن الله عز وجل لم يأذن بعد بالقضاء على سكان الأرض وإنما يكون ذلك كما تعلم في آخر الساعة حينما يرسل الريح الطيبة فتقبض أرواح المؤمنين، ثم لا يبقى في الأرض إلا شرار الخلق وعليهم تقوم الساعة، إذًا فلا منافاة بين التعبير المذكور في الحديث وبين أن يكون هذا التعبير ضمنه تعبير طبي كما دل على ذلك أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أو نهيه بعدم الدخول إلى الأرض التي فيها الطاعون، لماذا لا يقال هنا أيضًا فليدخل وليتوكل على الله، كما جاء في حديث الترمذي أن مجذومًا أي أن رجل مصاب بداء الجذام جلس يأكل مع الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له: كل ثقةً بالله وتوكلاً عليه ، هذا لو صح لجاز أن نقول أنه يجوز للسليم أن يخالط المريض المصاب بداءٍ يعدي بأمر الله عز وجل يمكن أن يخالفه توكلاً على الله في هذا الحديث لو صح، ولكن الحديث أولًا ضعيفٌ ثم هو بظاهره لما في حديث مسلمٍ في صحيحه الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجلٌ مصابٌ بداء الجذام ليبايعه على الإسلام فقال له: ارجع فإن قد بايعناك ، ولم يبايعه باليد كما هي السنة وضح لك إن شاء الله .
السائل : وعلى ذكر الطاعون هل يدخل في الحردل والايدز والأمراض التي تنتشر أو هو خاص؟
الشيخ : وصف خاص.
السائل : يعني ما يدخل فيه هذه الأوبة التي قلتها مؤخرًا ؟
الشيخ : لا، هي كما جاء في الحديث غدة كغدة البعير .
السائل : ثبت في الحديث هذا الوصف يا شيخ ؟
الشيخ : نعم، ورد في حديث طبعًا غير الحديث هذا الذي جاء في الصحيحين، جاء هذا صحيحًا في غيرما من كتب السنة، أما أنا الآن لا أستحضر ومن السهل بالنسبة لمثلك أن يراجع مثلاً بعض الكتب الجامعة للسنة كــــ"مشكاة المصابيح" ونحو ذلك.
السائل : جزاك الله خيرا يا شيخ .
الشيخ : وإياك يا أخي .
الشيخ : تقصدي بتسد يعني تقضيه.
السائل : الأيام التي أفطرها في رمضان المعدودة؟
الشيخ : أنت تحكي عن النفل؟
السائل : غير النفل تقضيها، المرأة تقضي أيام المعدودة اللي أفطرتها في رمضان، فأكلت هي ناسية فقالوا: أنها تفطر؟
الشيخ : ما فيه فرق بين صوم رمضان أو قضاء رمضان، او صيام. لا فرق هنا بين شخص سواءً كان ذكرًا أو كان أنثى، بصوم رمضان أو يقضى ما فته من رمضان أو يصوم صيام نفل إذا أكل أو شرب ناسيًا فإنما أطعمه الله وسقاه ولا قضاء عليه، عرفت أنه ما فيه فرق ؟
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ...
السائل : سمعت لك شريطًا تقول فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع أصل الحجر الطبي المعروف الآن، واستشهدت بحديث ؟
الشيخ : ايوه حديث الطاعون.
السائل : استشهدت بحديث ابن عباس؟
الشيخ : حديث الطاعون ما سؤالك ؟
السائل : سؤالي يا شيخ أنه هل الأمر بعدم القدوم وعدم الخروج من الأرض هو من أجل ماذا ؟
الشيخ : وإلا؟ من أجل المحافظة على سلامة الإنسان وسلامة المجتمع من عدوى الطاعون، ولعلك من الناس الذين لا يؤمنون بالعدوى؟
السائل : لا لا، أؤمن بالعدوى.
الشيخ : كويس إذًا ما إشكالك في الموضوع؟
السائل : أن الحديث معلل يا شيخ ؟
الشيخ : معلل بماذا ؟
السائل : قال عبد الرحمن بن عوف: أنه قال: وأنتم إذا سمعتم به بأرضٍ فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرضٍ وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه، أي أن العلة معلقة بالفرار، يعني الذي يخرج غير فار من الطاعون ليس مخالفًا لهذا الحديث.
الشيخ : لكن بارك الله فيك أولًا قلت عبد الرحمن بن عوف يقول، وهذا ليس من قوله، وإنما هو من قول نبيه، هذا أولًا.
وثانيًا فرارًا منها منه هذا لماذا يفر منه؟ لأنه يخشى أن يصاب، فإذا خرج وكان مصابًا وانتقل إلى البلدة الأخرى ماذا يفعل أو ماذا تكون نتيجة فراره؟
السائل : نقل المرض معه .
الشيخ : وهل هذا يجوز؟ والرسول يقول: فر من المجذوم فرارك من الأسد
الشيخ : ماشي واضح ...
السائل : واضح .
الشيخ : أتم الحديث ؟
السائل : انتهى الحديث فقال عمر: الحمد لله.
الشيخ : لا الحديث أخي له جملة أخرى قد تكون في أوله في بعض الروايات وقد تكون في آخره.
السائل : نعم في رواية أخرى يقول عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها أخبرته أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فأخبرها نبي الله صلى الله عليه وسلم : أنه كان عذابًا يبعثه الله على من يشاء، فجعله الله رحمةً للمؤمنين، فليس من عبدٍ يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرًا يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتبه الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد .
الشيخ : اي هذا حديث صحيح لكن ما هذا الذي عنيته؟ ألا تعلم أن هناك جملة أخرى تقابل الجملة التي تلوتها وأسمعتنا إياها وهي ومن كان في أرضٍ ليس فيها طاعون فلا يدخل إلى الأرض التي فيها الطاعون ، ألا تذكر هذا ؟
السائل : نعم موجود في لفظ الحديث .
الشيخ : وهذا الذي أقوله لك فلماذا لا تقرأه؟
السائل : إذا سمعتم به بأرضٍ لا تقدموا عليها . ؟
الشيخ : لماذا؟
السائل : هذا حتى لا تصابوا بالمرض.
الشيخ : فإذًا ، لا يجوز الدخول إلى الأرض المصابة خشية أن يصاب الداخل ولا يجوز لمن كان في الأرض المصابة أن يخرج خشية أن ينقل الداء إلى الأرض التي ليس فيها الداء.
السائل : طيب يا شيخ الآن قول من يقول: إن العلة في التوكل هل هذا قوله صحيح ؟
الشيخ : هذا صحيح ولكن لا ينافي ما قلناه بارك الله فيك، لا ينافي لأنه حينما يرى المقيم في الأرض التي فيها الطاعون يرى الناس يتساقطون بين يديه أفرادًا وجماعاتٍ بلا شك لا يصبر على هذه المنظر الذي يهدده بالموت القريب إلا من كان متوكلاً على الله حق التوكل، فهذا ما ينافي التوكل ولا ينافي أيضًا أنه النهي عن الخروج من أرض الطاعون لحكمة بحكمةٍ طبية كما أشعرتنا بذلك الزيادة التي لفت النظر إليها.
السائل : طيب يا شيخ الآن لو كان هذا غير مصابٍ في أرضٍ انتشر فيها الطاعون؟
الشيخ : ما يدريه أنه غير مصاب ؟
السائل : فلنفرض أنه مصاب.
الشيخ : الله يهديك أنت تتكلم عن الذي لم يصب.
السائل : نعم يا شيخ لكن أنا قصدي أخذ العلاج، بغض النظر هل هو مصاب أم لا؟ لكن القصد في أرضٍ انتشر فيها الطاعون هل هذا ينافي التوكل ؟
الشيخ : ايش هو الذي ينافي أو لا ؟ أخذ الدواء ؟
السائل : ما سمعتك.
الشيخ : أسألك أنت أولًا قلت إذا فرضنا أنه غير مصاب بالداء ثم لما لفت نظرك بقولي وما يدرينا أنه لم يصب عدلت عن ذلك الكلام إلى القول بأنه مصاب، طيب فأنت الآن تريد أن تقول عن هذا المصاب هل يأخذ الدواء أم لا؟
السائل : أنا أريد أن أقول يا شيخ .
الشيخ : يا شيخ الله يهديك لا تضيع وقتي أنا أسالك قل نعم أو لا ؟
السائل : نعم، وماذا تريد أن تفصل علي؟ أنت تريد أن تقول: هذا المصاب يجوز له أن يتعالج ويأخذ الدواء أم لا؟ تريد هذا؟
السائل : أريد هذا.
الشيخ : فلماذا تريد أن تقول كلامًا غير أن تقول نعم أريد هذا؟ هذا لا ينافي التوكل، لأن التوكل لا ينافي الأخذ بالأسباب، فإذا كان يغلب على الظن أن أخذ العلاج لمنع ضرر الطاعون أنه يشفى فهذا لا ينافي التوكل على الله أبدًا، كما لا ينافي أخذ أي علاج بأي مرضٍ أو لأي داء.
السائل : نحن ندرس عند أحد المشايخ هنا فاليوم أشكلت علينا هذه المسألة والحقيقة بحثت عنها فأحببت أني استأنس برأيك يا شيخ.
الشيخ : جزاك الله خير وقد أنبأتك برأيي فإذا بقي عندك إشكال فاطرحه ولا يهمك، لكن لا تأخذ وتعطي في كلام لا طائل تحته، فإذا سألتك سؤالًا قل نعم أو لا، أما أن تقول أنا أريد كذا وكذا وأنا أغنيتك عن أن تقول كذا وكذا بسؤال تريد هذا أم لا ؟ تقول: نعم تقول: لا، بقي شيء عندك؟
السائل : بقي إشكال واحد بس .
الشيخ : تفضل .
السائل : الآن نحن اليوم كنا نقرأ في هذا الحديث فقال لنا شيخنا أن العلة أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعدم الخروج ..التوكل على الله عز وجل ، فلو أن إنسانًا خرج من أرضه غير فارٍ منها، من الأرض التي انتشر فيها الطاعون غير فارٍ منها فلا ينطبق عليه النهي، فورد علينا إشكال لو أنه على قوله هذا أن العلة هو التوكل، لو أنه بلع شيئا تناول دواءً لدرأ الطاعون هل يعد فارًا أم لا أريدك أن تجيبني على هذا بهذا الفهم ؟
الشيخ : وقد فعلت، وهذا الذي نصحتك ألا تتكلم كثيرًا قد فعلت وأجبت بأن أخذ العلاج الذي يغلب على الظن أن فيه الشفاء لا ينافي التوكل هنا ولا في أي داءٍ يصاب به المسلم يأخذ عليه دواءً، قد أجبت فماذا تريد مني؟
السائل : أريد منك أن تحلل قضية الفرار يا شيخ؟
الشيخ : يا شيخ بارك الله فيك قد بينت لك أن الفرار تعبيره في الحديث بأنه يعني ينافي التوكل لا ينافي أن يكون هناك علة أخرى، أي لا ينافي أن يكون الشارع الحكيم أمر من كان في الأرض الموبوءة بالطاعون أمره بالتوكل على الله لا ينفي أن يكون هذا الأمر بالتوكل على الله شيءٌ آخر يدل عليه دليلٌ آخر ألا وهو تمام الحديث الذي دندنا حوله آنفًا.
السائل : نعم .
الشيخ : وضح لك الجواب أم لا ؟
السائل : وضح وجزاك الله خيرا .
الشيخ : وإياك يا أخي .
السائل : الطاعون يا شيخ هو وباءٌ عام أم وباءٌ خاص؟
الشيخ : لا يمكن أن يكون وباءً عامًا كما يقال في بعض روايات المفسرين أن طوفان نوح عليه السلام كان عامًا، لا يمكن أن يكون الطاعون كذلك وإلا لما بقي على وجه الأرض حيٌ، وإنما قد يستشري أحيانًا فيعم ويسيطر على دولةٍ وأخرى وأخرى لكن ستبقى هناك بمشيئة الله عز وجل وتصرفه في تسيير الطاعون كما يشاء ستبقى هناك بلادٌ أخرى نظيفةً منه لأن الله عز وجل لم يأذن بعد بالقضاء على سكان الأرض وإنما يكون ذلك كما تعلم في آخر الساعة حينما يرسل الريح الطيبة فتقبض أرواح المؤمنين، ثم لا يبقى في الأرض إلا شرار الخلق وعليهم تقوم الساعة، إذًا فلا منافاة بين التعبير المذكور في الحديث وبين أن يكون هذا التعبير ضمنه تعبير طبي كما دل على ذلك أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أو نهيه بعدم الدخول إلى الأرض التي فيها الطاعون، لماذا لا يقال هنا أيضًا فليدخل وليتوكل على الله، كما جاء في حديث الترمذي أن مجذومًا أي أن رجل مصاب بداء الجذام جلس يأكل مع الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له: كل ثقةً بالله وتوكلاً عليه ، هذا لو صح لجاز أن نقول أنه يجوز للسليم أن يخالط المريض المصاب بداءٍ يعدي بأمر الله عز وجل يمكن أن يخالفه توكلاً على الله في هذا الحديث لو صح، ولكن الحديث أولًا ضعيفٌ ثم هو بظاهره لما في حديث مسلمٍ في صحيحه الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجلٌ مصابٌ بداء الجذام ليبايعه على الإسلام فقال له: ارجع فإن قد بايعناك ، ولم يبايعه باليد كما هي السنة وضح لك إن شاء الله .
السائل : وعلى ذكر الطاعون هل يدخل في الحردل والايدز والأمراض التي تنتشر أو هو خاص؟
الشيخ : وصف خاص.
السائل : يعني ما يدخل فيه هذه الأوبة التي قلتها مؤخرًا ؟
الشيخ : لا، هي كما جاء في الحديث غدة كغدة البعير .
السائل : ثبت في الحديث هذا الوصف يا شيخ ؟
الشيخ : نعم، ورد في حديث طبعًا غير الحديث هذا الذي جاء في الصحيحين، جاء هذا صحيحًا في غيرما من كتب السنة، أما أنا الآن لا أستحضر ومن السهل بالنسبة لمثلك أن يراجع مثلاً بعض الكتب الجامعة للسنة كــــ"مشكاة المصابيح" ونحو ذلك.
السائل : جزاك الله خيرا يا شيخ .
الشيخ : وإياك يا أخي .
الفتاوى المشابهة
- هل على من رأى صائما يشرب الماء أو يأكل الطعام... - الالباني
- إذا رأيت مسلمًا يشرب ناسيًا وهو صائم هل أذكره؟ - ابن باز
- حكم تنبيه من أكل وشرب ناسيا وهو صائم - الفوزان
- حكم من رأى صائماً يأكل أو يشرب ناسياً - ابن باز
- حكم تذكير الصائم إذا أكل أو شرب ناسيا - ابن عثيمين
- حكم الصائم إذا أكل أو شرب أو جامع ناسيًا - ابن باز
- أكل وشرب الصائم ناسيا - اللجنة الدائمة
- حكم من شرب ناسياً وهو صائم - ابن باز
- حكم من أكل أو شرب ناسيا وهو صائم - الفوزان
- حكم من أكل أو شرب وهو صائم ناسياً - ابن باز
- ما حكم من أكل أو شرب ناسياً وهو صائم ؟ - الالباني