هل مسافة السفر محددة .؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : ينبغي أن نفهم المرض الذي أذن الله عز وجل لمن أصيب به أن يفطر، وأن يقضي يوما آخر فما هو المرض ؟ لا يمكن تحديد المرض بأمور مادية كما تحدد المسافات الأرضية بكيلومترات
ممكن مثلا تقولوا مثل ما عرفنا في خمسين كيلومتر بين هون وبين العقبة لكن كم وكم من أمراض تصيب الشخص الواحد فضلا عن الناس كلهم ، لا يمكن أن يوضع لهم خارطة جديدة يمكن أن تصنف الأمراض فيقال رقم واحد اثنين ثلاثة خمسة عشرة إلى آخره، هذه أمراض تُسوِّغ لمن أصيب بشيء منها أن يفطر، لأنه يكون مريضًا
والأمراض الأخرى، ولو أنها أمراض فمن أُصِيب بشيء منها لا يسوغ له ولا يجوز أن يفطر في رمضان ,لا شيء من هذا أبدًا و كما تعلمون في نفس السياق كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ - أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ، في الأخير يقول ربنا عز وجل: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ يريد الله بكم اليسر، فلو أنَّ الله عز وجل حدَّد مسافة السفر لوقع الناس في حرج، وبخاصة في الأزمنة الأولى، حيث لم تكن هناك الأراضي مخططة من مدينة كذا إلى مدينة كذا في كذا كيلومتر، لم يكن هناك شيء إطلاقًا، فلو أن الله عز وجل حدد مسافة السفر لوقع الناس في حرج، ولأصابهم العنت، والله عز وجل تفضل على عباده حيث كان يستطيع أن يحقق مشيئة من مشيئاته كما قال الله عز وجل: ولو شاء الله لأعنتكم لكن هل شاء الله أن يعنتنا ؟ لا قال: وما جعل عليكم في الدين من حرج إذن لأن هذا الدين الذي اصطفاه الله عز وجل للعالمين واصطفى لتبليغه سيد المرسلين بني على قاعدة وما جعل عليكم في الدين من حرج أي ما جعل علينا من عنت فلو أنه كلفنا لو أراد خاصة العرب الأولين وبصورة أخص منهم البدو اللي عايشين في الصحارى وأرض الله واسعة يريد ينتقل من مخيم إلى مخيم من قبيلة إلى قبيلة شو بيعرفو اديش ها المكان إلى ها المكان لا لذلك يرجع إلى عرف الأقوام الذين يعيشون في الصحراء عرف هؤلاء الأقوام الذين يعيشون في المدن والقرى فما حكم العرف أن هذه المسافة هو سفر فهو سفر وما لا فلا كذلك المرض تماما من أجل هذا ربطت أن المسألة السفر مسالة السفر بالمرض لأن الله عز وجل جمع بينهما في الآية السابقة وكما قلت آنفا أن المرض لا يمكن حصره بخمسين نوع ولا بمائة نوع هذا من جهة ومن جهة أخرى مش ممكن نحصر قوة النوع الواحد من المرض مرض واحد مثلا واحد معه سخونة معه ارتفاع حرارة هذه درجات فمن الذي يحكم وكلما أصاب شخص ما مرض ما لازم يجيب الطبيب ويعير وزن هذا المرض حتى يسمح له بالإفطار في رمضان هذا تكليف بعنت آخر يتبرأ ديننا وإسلامنا منه إذن السفر ما عرف أنه سفر فهو سفر وإلا فليس بسفر فالآن كما يقال: أهل مكة أدرى بشعابها وصاحب الدار أدرى بما فيها حينما يأتي أحدكم من العقبة إلى هنا هل تقولون مسافر؟ أنا لا أعرف لكن إذا كان عرفكم يقول لمن كان في العقبة يقول أنا مسافر إلى القويرة فهو سفر طالت المسافة أو لا وإذا قال: لا أنا رايح على قويرة ما بستعمل لفظة سفر فهو ليس سفرا هذا هو الضابط في الموضوع وإلا وقعتم في إشكالات مش انتم ولا مؤاخذة ما تستطيعون الجواب عليها أكبر عالم في الدنيا ما يستطيع أن يعطيكم جواب إذا ما ربطنا السفر بمسافات كيلو مترات لأن بعض البلاد كالصحارى ضربنا آنفا مثلا صحيح أن الطرقات العامة مخططة وفيه حجارة أو لافتات أو ما شابه ذلك من مثلا القرية أو البلدة الفلانية إلى البلدة الفلانية فيه كذا كيلو متر لكن لما الإنسان يخرج في الصحراء وبخرج في البادية ما فيه هذه القياسات إطلاقا إذن ماذا يفعل هؤلاء المسلمون الذين يعيشون في مثل هذه الصحارى بل ماذا يفعل المسلمون الذين يعيشون في مجاهيل إفريقيا ماذا يفعلون؟ إذا عرفوا يسر الله في دين الله ظهرت لهم حكمة الله في قوله: فمن كان منكم مريضاً أو على سفر أي مطلق سفر مطلق ما يعرف سفر فهو سفر مطلق ما يعرف مرض فهو مرض ويعجبني بهذا الصدد أن الإمام القرطبي صاحب التفسير الجامع لأحكام القرآن ذكر في تفسير هذه الآية فمن كان منكم مريضا أو على سفر ذكر هنا في لفظة المرض أنه على إطلاقه وذكر رواية عن محمد بن سيرين رحمه الله بأنه رؤي يوما في رمضان وهو مفطر ولا يبدو عليه لا أنه مسافر ولا أنه مريض فلما أحدهم سأل لم أنت مفطر ؟ فأراه أصبعه مجروحة ورابطها فهو إذن مريض فإذن هو ترخص برخصة الله عز وجل التي نص عليها في هذه الآية الكريمة إذن محمد بن سيرين وهو من كبار التابعين كما هو معروف ومن علمائهم وفضلائهم ومن المكثرين من الرواية عن محدث الصحابة أبو هريرة رضي الله عنه يكثر عنه جدا من الرواية هذا التابعي العالم الراوي المحدث الجليل فهم الآية فمن كان منكم مريضا على إطلاق فكل من كان مريضا فيجوز له أن يترخص وأن يفطر في رمضان وعلى ذلك نفس الكلام يقال بالنسبة للسفر هذا ما عندي جوابا لهذا السؤال . فهل هناك شيء آخر
السائل : لا بارك الله فيك .
الشيخ : و فيكم بارك .
ممكن مثلا تقولوا مثل ما عرفنا في خمسين كيلومتر بين هون وبين العقبة لكن كم وكم من أمراض تصيب الشخص الواحد فضلا عن الناس كلهم ، لا يمكن أن يوضع لهم خارطة جديدة يمكن أن تصنف الأمراض فيقال رقم واحد اثنين ثلاثة خمسة عشرة إلى آخره، هذه أمراض تُسوِّغ لمن أصيب بشيء منها أن يفطر، لأنه يكون مريضًا
والأمراض الأخرى، ولو أنها أمراض فمن أُصِيب بشيء منها لا يسوغ له ولا يجوز أن يفطر في رمضان ,لا شيء من هذا أبدًا و كما تعلمون في نفس السياق كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ - أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ، في الأخير يقول ربنا عز وجل: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ يريد الله بكم اليسر، فلو أنَّ الله عز وجل حدَّد مسافة السفر لوقع الناس في حرج، وبخاصة في الأزمنة الأولى، حيث لم تكن هناك الأراضي مخططة من مدينة كذا إلى مدينة كذا في كذا كيلومتر، لم يكن هناك شيء إطلاقًا، فلو أن الله عز وجل حدد مسافة السفر لوقع الناس في حرج، ولأصابهم العنت، والله عز وجل تفضل على عباده حيث كان يستطيع أن يحقق مشيئة من مشيئاته كما قال الله عز وجل: ولو شاء الله لأعنتكم لكن هل شاء الله أن يعنتنا ؟ لا قال: وما جعل عليكم في الدين من حرج إذن لأن هذا الدين الذي اصطفاه الله عز وجل للعالمين واصطفى لتبليغه سيد المرسلين بني على قاعدة وما جعل عليكم في الدين من حرج أي ما جعل علينا من عنت فلو أنه كلفنا لو أراد خاصة العرب الأولين وبصورة أخص منهم البدو اللي عايشين في الصحارى وأرض الله واسعة يريد ينتقل من مخيم إلى مخيم من قبيلة إلى قبيلة شو بيعرفو اديش ها المكان إلى ها المكان لا لذلك يرجع إلى عرف الأقوام الذين يعيشون في الصحراء عرف هؤلاء الأقوام الذين يعيشون في المدن والقرى فما حكم العرف أن هذه المسافة هو سفر فهو سفر وما لا فلا كذلك المرض تماما من أجل هذا ربطت أن المسألة السفر مسالة السفر بالمرض لأن الله عز وجل جمع بينهما في الآية السابقة وكما قلت آنفا أن المرض لا يمكن حصره بخمسين نوع ولا بمائة نوع هذا من جهة ومن جهة أخرى مش ممكن نحصر قوة النوع الواحد من المرض مرض واحد مثلا واحد معه سخونة معه ارتفاع حرارة هذه درجات فمن الذي يحكم وكلما أصاب شخص ما مرض ما لازم يجيب الطبيب ويعير وزن هذا المرض حتى يسمح له بالإفطار في رمضان هذا تكليف بعنت آخر يتبرأ ديننا وإسلامنا منه إذن السفر ما عرف أنه سفر فهو سفر وإلا فليس بسفر فالآن كما يقال: أهل مكة أدرى بشعابها وصاحب الدار أدرى بما فيها حينما يأتي أحدكم من العقبة إلى هنا هل تقولون مسافر؟ أنا لا أعرف لكن إذا كان عرفكم يقول لمن كان في العقبة يقول أنا مسافر إلى القويرة فهو سفر طالت المسافة أو لا وإذا قال: لا أنا رايح على قويرة ما بستعمل لفظة سفر فهو ليس سفرا هذا هو الضابط في الموضوع وإلا وقعتم في إشكالات مش انتم ولا مؤاخذة ما تستطيعون الجواب عليها أكبر عالم في الدنيا ما يستطيع أن يعطيكم جواب إذا ما ربطنا السفر بمسافات كيلو مترات لأن بعض البلاد كالصحارى ضربنا آنفا مثلا صحيح أن الطرقات العامة مخططة وفيه حجارة أو لافتات أو ما شابه ذلك من مثلا القرية أو البلدة الفلانية إلى البلدة الفلانية فيه كذا كيلو متر لكن لما الإنسان يخرج في الصحراء وبخرج في البادية ما فيه هذه القياسات إطلاقا إذن ماذا يفعل هؤلاء المسلمون الذين يعيشون في مثل هذه الصحارى بل ماذا يفعل المسلمون الذين يعيشون في مجاهيل إفريقيا ماذا يفعلون؟ إذا عرفوا يسر الله في دين الله ظهرت لهم حكمة الله في قوله: فمن كان منكم مريضاً أو على سفر أي مطلق سفر مطلق ما يعرف سفر فهو سفر مطلق ما يعرف مرض فهو مرض ويعجبني بهذا الصدد أن الإمام القرطبي صاحب التفسير الجامع لأحكام القرآن ذكر في تفسير هذه الآية فمن كان منكم مريضا أو على سفر ذكر هنا في لفظة المرض أنه على إطلاقه وذكر رواية عن محمد بن سيرين رحمه الله بأنه رؤي يوما في رمضان وهو مفطر ولا يبدو عليه لا أنه مسافر ولا أنه مريض فلما أحدهم سأل لم أنت مفطر ؟ فأراه أصبعه مجروحة ورابطها فهو إذن مريض فإذن هو ترخص برخصة الله عز وجل التي نص عليها في هذه الآية الكريمة إذن محمد بن سيرين وهو من كبار التابعين كما هو معروف ومن علمائهم وفضلائهم ومن المكثرين من الرواية عن محدث الصحابة أبو هريرة رضي الله عنه يكثر عنه جدا من الرواية هذا التابعي العالم الراوي المحدث الجليل فهم الآية فمن كان منكم مريضا على إطلاق فكل من كان مريضا فيجوز له أن يترخص وأن يفطر في رمضان وعلى ذلك نفس الكلام يقال بالنسبة للسفر هذا ما عندي جوابا لهذا السؤال . فهل هناك شيء آخر
السائل : لا بارك الله فيك .
الشيخ : و فيكم بارك .
الفتاوى المشابهة
- هل اختصار الزمن في وقتنا هذا يؤثر في مسافة ا... - ابن عثيمين
- ماهي المسافة التي إذا سافرتها المرأة تحتاج ف... - ابن عثيمين
- ضابط مسافة القصر في السفر هو العرف - ابن عثيمين
- مسافة القصر في السفر - اللجنة الدائمة
- ما مسافة القصر في السفر.؟ - ابن عثيمين
- تابع لهل المعتبر في السفر العرف أم المسافة .؟ - ابن عثيمين
- ما يقدر به السفر - ابن عثيمين
- مسافة قصر الصلاة راجعت كتاب * فقه السنة * الظا... - الالباني
- هل المعتبر في السفر العرف أم المسافة .؟ - ابن عثيمين
- ما هي المسافة التي يقصر الصلاة فيها في السفر ؟ - الالباني
- هل مسافة السفر محددة .؟ - الالباني