تم نسخ النصتم نسخ العنوان
إذا عطس المصلي في أثناء الصلاة فهل يقول الحم... - ابن عثيمينالسائل : نعود إلى رسالة السائلة مرعية محمود من ليبيا وتقول إذا عطس المصلي في أثناء الصلاة فهل يقول الحمد لله في حينه أم لا وإذا دخل شخص على مصلي وألقى ع...
العالم
طريقة البحث
إذا عطس المصلي في أثناء الصلاة فهل يقول الحمد لله في حينه أم لا و إذا دخل شخص على مصل و ألقى عليه السلام هل يرد المصلي عليه أم لا ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : نعود إلى رسالة السائلة مرعية محمود من ليبيا وتقول إذا عطس المصلي في أثناء الصلاة فهل يقول الحمد لله في حينه أم لا وإذا دخل شخص على مصلي وألقى عليه السلام هل يرد المصلي عليه أم لا؟

الشيخ : إذا عطس المصلي فإنه يحمد الله لأن ذلك هو السنّة كما في حديث معاوية بن الحكم رضي الله عنه أنه دخل في الصلاة مع النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم فعطس رجل من القوم وهو يصلي فحمد الله فقال له معاوية يرحمك الله فرماه الناس بأبصارهم يعني جعلوا ينظرون إليه منكرين له هذا.

السائل : نعم.

الشيخ : فقال واثكل أمياه يقوله معاوية فجعلوا يضربون على أفخاذهم يسكتونه فسكت فلما سلّم النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم دعاه قال معاوية فبأبي هو وأمي ما رأيت معلّما أحسن تعليما منه، اللهم صلي وسلم عليه، والله ما كهرني ولا نهرني وإنما قال إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرءان أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

السائل : صلى الله عليه وسلم.

الشيخ : ونستفيد من هذا الحديث أن المصلي إذا عطس فليحمد الله لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُنكر على العاطس الذي حمد الله ونستفيد منه أن كلام الجاهل في الصلاة لا يُبطل صلاته لأن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم لم يأمر معاوية بن الحكم أن يُعيد الصلاة ونستفيد من ذلك حسن خلق النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم ومعاملته للجاهلين فإنه صلوات الله وسلامه عليه بحكمته يُعامل كل إنسان بما يستحق فيُعامل الجاهل على حسب جهله فمعاوية رضي الله عنه أخطأ بلا شك حين تكلّم في الصلاة لكنه لا يدري ولو كان يدري ما فعل ولهذا علّمه النبي صلى الله عليه وسلم بدون أن يكهره أو ينهره فينبغي لطالب العلم أو الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يرفُق بالجاهل حسب ما تقتضيه حاله.
وانظر إلى قضية أخرى تشبه هذه القضية وذلك حين جاء رجل فدخل المسجد وكان أعرابيا فتنحى ناحية فجعل يبول في المسجد فزجره الناس وصاحوا به فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزرموه يعني لا تقطعوا عليه بوله خلّوه يبول وينتهي فلما قضى بوله دعاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى أو القذر وإنما هي للصلاة وقراءة القرءان أو كما قال صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم فما كان من الأعرابي إلا أن قال " اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا " فانظر إلى الحكمة في معاملة الجاهل، هذا رجل يبول في أشرف بقعة على الأرض من بعد المسجد الحرام وأمرهم النبي عليه الصلاة والسلام أن يتركوه حتى يقضي بوله ثم كلّمه بهذا اللطف عليه الصلاة والسلام فلكل مقام مقال.
وانظر إلى الرجل الذي رأى عليه النبي صلى الله عليه وسلم خاتما من الذهب فخلعه النبي صلى الله عليه وسلم بيده ورمى به وقال يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيضعها في يده أو كما قال عليه الصلاة والسلام فهذا الرجل عامله الرسول عليه الصلاة والسلام بشيء من الشدة ولعله كان عليه الصلاة والسلام قد أعلن تحريم الذهب على الرجال وعلِم من حال هذا الرجل أنه رضي الله عنه وعفا عنه فعل هذا إما تهاونا أو لتأويل المهم أن الرسول عليه الصلاة والسلام نزعه بيده بشدّة ورمى به وهذا، أحث إخواني طلبة العلم والآمرين بالمعروف والنهي عن المنكر أن يستعملوا الحكمة في إرشاد الناس وينزّلوا كل إنسان منزلته.
ومن ذلك إذا جاء الرجل يستفتي عن شيء فعله وهو حرام لا تعبّس في وجهه ولا تنتهره لأنه جاهل وجاء يستعتب كما هو هدي النبي عليه الصلاة والسلام فالرجل الذي جاء إليه وقال يا رسول الله هلكت قال ما أهلكك؟ قال وقعت على امرأتي في رمضان وأنا صائم وهذه مسألة عظيمة فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى خصال الكفارة يُعتق رقبة إن لم يجد صيام شهرين متتابعين إن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا كلها يقول الرجل لا أجد لا أستطيع وجلس، جلس الرجل فجيء إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم بتمر فقال خذ هذا تصدّق به كفّارة قال أعلى أفقر مني يا رسول الله فوالله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر مني فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه وقال أطعمه أهلك فتأمّل الرسول عليه الصلاة والسلام ما نهره ولا كهره ولا وبّخه بل أعطاه في النهاية تمرا يأكله هو وأهله فلو أننا عاملنا الناس مثل هذه المعاملة لحصل خير كثير ولعرف الناس الإسلام وأهل الإسلام وأنهم أهل خير ودعوة إلى الحق وأن الإسلام دين يُسر والسهولة لكن أحيانا تأخذنا الغيرة فلا نتحمّل إذا رأينا انتهاك حرمات الله فتجد الإنسان يغضب ويتكلّم على صاحبه حتى وإن كان قد جاء مستعتبا لكن هذا خُلُق ينبغي أن يُتخلّى عنه وأن نعامل الناس كما عاملهم النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم.

السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم.

Webiste