تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما هو العلم و من هو العالم ؟ - الالبانيالشيخ :  تفضل السائل :  شيخنا ماهو الحكم في الموظفين الذين يعملون في البنوك الآن ما العلم إذا قلت لهم أنه لا يجوز يقولون أن هناك بعض العلماء الذين أفتوا...
العالم
طريقة البحث
ما هو العلم و من هو العالم ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : تفضل

السائل : شيخنا ماهو الحكم في الموظفين الذين يعملون في البنوك الآن ما العلم إذا قلت لهم أنه لا يجوز يقولون أن هناك بعض العلماء الذين أفتوا بجواز العمل كموظف في البنك لأنه لا دخل له بذلك و جزاكم الله خير

الشيخ : الله المستعان قبل الجواب مباشرة على هذا السؤال أريد أن أذكر إخواننا عن حقيقة العلم ماهو هل العلم قال فلان و قال فلان إن كان العلم كذلك فقد ضاع جماهير المسلمين بين قيل و قال و كثرة السؤال فما هو العلم العلم كما لا يشك في ذلك عالم بالكتاب و السنة إلا ما هو كما قال عز و جل و ما أتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا ذلك لأن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم كما وصفه ربنا عز و جل بحق حينما قال والنجم إذا هوى 1 ما ضل صاحبكم وما غوى 2 وما ينطق عن الهوى 3 إن هو إلا وحي يوحى 4 فهذا هو العلم ما جاء به رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لا شك أن أصل هذا العلم هو القرآن الكريم و لكن القرآن الكريم شاء رب العالمين أن يخفف عن عباده المؤمنين بأن جعله اليوم مكثفا كما يقال اليوم دستورا للشريعة الإسلامية و كلف نبيه عليه الصلاة و السلام بأن يتولى بيان هذا القرآن و هذا ما جاء التصريح به في نفس القرآن حينما قال رب الأنام و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما أنزل إليهم فالبيان هو سنة الرسول عليه السلام و المبيَّن هو القرآن و معنى هذا الكلام و هذا بإجماع المسلمين قاطبة أنه لا مجال لأحد أن يفسر القرآن بغير طريق الرسول عليه السلام فكل من أراد أن يقدم إلى المسلمين تفسيرا للقرآن الكريم من عقله , من لغته العربية , من اجتهاده , من رأيه فهو خاسر مبين و لا سبيل له إلى أن يوفق إلى تفسير القرآن إلا بالاعتماد على بيان الرسول عليه السلام من لم يفعل ذلك لم يؤمن بالقرآن لأن الإيمان بالقرآن يستلزم الإيمان بكل آية بل و بكل كلمة في هذا القرآن الكريم فإذا كان الله يقول مخاطبا الرسول و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم و لا شك أن النبي صلى الله عليه و سلم قد قام بهذا الواجب الذي وكّل إليه و نفذ قول الله عز و جل يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس هذه حقيقة لا تقبل الجدل وهي أن الشريعة قرآن و سنة فمن أعرض عن الأخذ بأحدهما فقد كفر بالآخر و هناك شيء ثالث من الضروري جدا لكل مسلم أراد أن يكون على بينة من ربه أن يتنبه له و أن يؤمن به هذا البيان الذي هو سنة الرسول عليه السلام هذه السنة التي تنقسم في واقع أمرها إلى ثلاثة أقسام و هذا أيضا أمر متفق بين العلماء سنة الرسول عليه السلام قوله و فعله و تقريره ماهو طريق معرفتنا لهذه السنة بأقسامها الثلاثة ؟ هم أصحاب الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و لذلك نخلص إلى النتيجة التالية لا يمكننا أن نفهم القرآن إلا بطريق الرسول عليه السلام و بيانه لا يمكننا أن نصل إلى معرفة طريق الرسول عليه السلام إلا من طريق معرفة ما كان عليه نقلة هذا القرآن و نقلة هذا البيان ألا وهم أصحاب الرسول عليه الصلاة و السلام فإذا فسرنا القرآن بالسنة و هذا واجب كما ذكرت آنفا لكن هل يكفي ذلك ؟ الجواب لا هناك شيء آخر قد نص عليه في الكتاب أيضا و في السنة و هو اتباع سبيل المؤمنين فيما فسروا من كلام الله و بينوا لنا من سنة رسول الله و لذلك قال الله عز و جل في القرآن الكريم و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصيرا هنا حقيقة مؤسفة جدا جدا جدا ألا وهي و إن كنا الآن في زمن نشعر من جهة و الحمد لله أن هناك ما يمسى بالصحوة الإسلامية لكن هذه الصحوة في اعتقادي و اعتقاد كل من يعرف حقيقة الكتاب و السنة و ما عليه السلف الصالح يؤمن بأن هذه الصحوة في أول الصحوة في أول الطريق لم ؟ لأننا منذ أقل نصف قرن من الزمان عشنا بين جيل من الناس كنت لا تسمع فيهم من يقول قال الله قال رسول الله و إنما قال أبو حنيفة قال الإمام مالك قال الشافعي قال أحمد هؤلاء أئمتنا ولكن ليسوا معصومين كنبينا و هم الفرع و الأصل هو الرسول عليه السلام الذي دلنا على الله أما الآن فهذه بشارة عظيمة جدا و هي أننا بدأنا منذ بضع عشرات من السنين نسمع قول قال الله قال رسول الله هذه صحوة هذه بدء الصحوة لكننا نريد أن نسمع شيئا ثالثا ألا وهو قال الله قال رسول الله قال السلف الصالح بدون القول الثالثة و الأخيرة لا يمكن أبدا لعالم مؤمن حقا بما جاء في الكتاب و السنة لا يمكنه أبدا أن يكون على هدى من ربه في تفسيره لكتاب الله و لسنة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إلا إذا لجأ إلى تلقي ذلك عن أصحاب الرسول و سلك سبيل المؤمنين الأوليين و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ما قال الله رأسا نوله ما تولى و إنما عطف على مشاققة الرسول و قال و يتبع غير سبيل المؤمنين هل قال الله و يتبع غير سبيل المؤمنين عبثا ؟حاشا لله عز و جل إذن لماذا هذه الجملة ؟ أليس كان يكفي أن يقول الله و من يشاقق الرسول نوله ما تولى و لو من بعد ما تبين له الهدى كان يكفي لو أردنا الاعتماد فقط على الكتاب و السنة لكن الله عز وجل لحكمة جلية ظاهرة قال و يتبع غير سبيل المؤمنين و الرسول صلى الله عليه و آله و سلم حينما يعض أصحابه يلفت نظرهم و يدندن على مسامعهم مرارا و تكرارا أن يأخذوا بسنته و سنة أصحابه ما قال عليه الصلاة و السلام حين وصف الفرقة الناجية أنها التي تكون على ما كان عليه الرسول فقط و إنما عطف فقال ما أنا عليه و أصحابي ما أنا عليه و أصحابي كذلك في حديث العرباض بن سارية و هو معروف و لا حاجة بأن أسوقه بتمامه و إنما الشاهد منه فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي السر في هذا أنهم هم النقلة الأمنة الذين نقلوا لنا تطبيق النبي صلى الله عليه و آله وسلم لنصوص الكتاب و ألفاظ أحاديثه خذوا مثلا بعض الآيات القرآنية و من أهمها ما يتعلق ببعض الحدود الشرعية قال تعالى و السارق و السارقة فاقطعوا أيديهما السارق لغة لا أحد يستطيع و هو عربي أن يجهل إيش معنى السارق و أن أي إنسان سرق مهما كان هذا الشيء يسيرا و قليلا جدا فهو سارق كذلك اليد فاقطعوا أيديهما أيضا اليد معروفة لكن السارق كما هو معروف له عدة صور يسرق الإبرة يسرق البيضة يسرق الدجاجة يسرق إلى مالا نهاية له كل هذه السرقات بكل أنواعها يقال للسارق سارق فهل كل سارق تقطع يده ؟ الجواب لا من أين لنا من القرآن ، القرآن أطلق قال و السارق لا من بيان الرسول عليه السلام حيث قال لا قطع إلا في ربع دينار فصاعدا لا قطع إلا في ربع دينار فصاعدا إذن من سرق ماهو أقل من ربع دينار لا يجوز قطع يده يكون بغيا و ظلما عليه إذا ما قطع يده هذا واضح لكن الذي يحتاج إلى أكثر من هذا التوضيح أن الله حينما قال فاقطعوا أيديهما نجد اليد تطلق في بعض المرات فيراد بها الذراع إلى المرفقين و نجد أحيانا اليد تطلق فيراد الكفين فقط فيا ترى حينما قال الله عز و جل في هذه الآية فاقطعوا أيديهما ماهي اليد المقصود هنا لغة سواء قطعت يد السارق من عند الرسغ أو من عند المرفق أو من عند الكتف كل ذلك يد و كل من طبق نص هذا القرآن بأي وجه من هذه الوجوه الثلاثة الكف أو الذراع أو اليد كلها عند الكتف لغة طبق النص القرآني يد فاقطعوا أيديهما لكن هل هذا شرع ؟ الجواب لا من أين من تطبيق الرسول لهذا النص القرآني أي حينما قطع يد السارق لم يقطعها من عند الكتف و لا من عند المرفق و إنما من عند الرسغ من أين عرفنا هذا ؟ من الصحابة من هؤلاء النقلة الأمنة هم الذين إذن نقلوا إلينا هذا الإسلام بكل تفاصيله التي أشرنا إليها و لو بكلمة مجملة لذلك يقول الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله في شعره العلمي ، " العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول و بين رأي فقيه
كلا و لاجحد الصفات و نفيها *** حذرا من التعطيل و التشبيه " إذن العلم ماهو قال الله قال رسول الله قال أصحاب رسول الله هذا الذي أردت أن أؤكد على مسامعكم ترداد دائما مع الكتاب و السنة الصحابة هذا إلى الآن قليل من الناس من ينتبه لهذه الضميمة التي أشار إليها ربنا في الآية السابقة و يتبع غير سبيل المؤمنين فسبيل المؤمنين في مثالنا و الأمثلة كثيرة و كثيرة جدا في مثالنا سبيل المؤمنين قطع يد السارق من عند الرسغ و ليس من عند المرفق ولا من عند الكتف فمن فعل خلاف هذا فقد شاقق الرسول و اتبع غير سبيل المؤمنين فالآن كان السؤال أن بعض العلماء و هذا بحث طويل جدا لكن ما أريد أن أضيع الجلسة في هذا البحث لأننا في صدد الإجابة عن بعض الأسئلة

Webiste