السائل : هذا السائل أحمد عباس من السودان بعث بمجموعة من الأسئلة في السؤال الأول يقول فضيلة الشيخ في صلاة الجمعة ما حكم الدعاء في نهاية الخطبة قبل الصلاة أقصد بالدعاء دعاء الإمام وما هو الدليل في ذلك مأجورين؟

الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبيّنا محمد وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، الدعاء يوم الجمعة بين الخطبتين لا بأس به بل هو خير لأن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم ذكر أن في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه وهي من خروج الإمام يعني دخوله المسجد إلى أن تُقضى الصلاة فالدعاء بين الخطبتين دعاء في ساعة تُرجى فيها الإجابة وكذلك الدعاء في الصلاة صلاة الجمعة وأما الدعاء بعد الخطبة الثانية فليس بمشروع لأن ما بعد الخطبة الثانية إقامة الصلاة ثم الصلاة وليس في هذا الوقت دعاء والدليل على ذلك أنه لم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم أنه كان يدعو في هذا الموضع وإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام لم يُنقل عنه ذلك صار تركه من السنّة ثم إن الإنسان إذا انشغل في الدعاء في هذا الوقت انشغل عن ملاحظة تسوية الصفوف والتراصّ فيها وما أشبه ذلك.
وتسوية الصفوف من تمام الصلاة حتى قال بعض أهل العلم إن التسوية واجبة لأن النبي صلى الله عليه وسلم حذّر منها وقال لتسوّن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم والقول بوجوب تسوية الصفوف قول قوي لأن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم لا يُهدد بمثل هذا الأمر العظيم إلا في ترك واجب لكن هل يُقال ببطلان الصلاة إذا لم يسوّوا الصف؟ يحتمل أن يقال بذلك ويحتمل أن يقال إنها لا تبطل لأن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم قال تسوية الصفوف من تمام الصلاة أو قال من إقامة الصلاة ثم إن هذا واجب للصلاة وليس واجبا فيها فالأقرب هو أن من لم يقم الصفوف فهو ءاثم ولكن صلاته صحيحة فالتشاغل بالدعاء في هذا الوقت يستلزم التشاغل عن إقامة الصفوف بتسويتها والتراص فيها وإكمال الأول فالأول. نعم.

السائل : أحسن الله إليكم وبارك فيكم.