السائل : كثير من السلفيين يستخدمون الشدة ولا يستخدمون اللين يستخدمون الشدة في غير موضعها ولا يستخدمون الرفق في موضعه وليسوا قليل نقول كل الطوائف تفعل هذا لكن ليس قليل ونحن لا نقيس أنا في سؤالي لا أقيس السلفيين على غيرهم من الطوائف الأخرى غيرهم من الطوائف الأخرى يهمني أمر السلفيين كثير من السلفيين وليسوا قليل يصدون عن المنهج السلفي، بأسلوب دعوتهم للناس وليسوا قليل هؤلاء ما قصدت من السؤال الذي يسجله الأخ محمد أن توجه نصيحة لمن أبتلوا بالشدة وبضيق الصدر هذا هو مقصد من السؤال.

الشيخ : بارك الله فيك بتوجيه النصيحة ما يحتاج من واحد مثلي أن يوجه نصيحة والسلفيين وغير السلفيين يعلمون الآية التي ذكرناها آنفًا ادْعُ إلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ والْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ويقرؤون أكثر من غيرهم حديث السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها حينما جاء ذلك اليهودي مسلّمًا على النبي صلي الله عليه وآله وسلم لاويًا لسانه قائلًا السام عليكم فسمعت السيدة عائشة هذا السلام الملوي فانتفضت وراء الحجاب حتى تكاد تنفلق فلقتين غضبًا فكان جوابها: " وعليك السام واللعنة والغضب إخوة القردة والخنازير " أما الرسول فما زاد على قوله له: وعليك ولما خرج اليهودي من عند الرسول عليه السلام أنكر عليه الصلاة والسلام عليها وقال لها: يا عائشة ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما كان العنف في شيء إلا شانه قالت: يا رسول الله ألم تسمع ما قال؟ قال لها: ألم تسمعي ما قلت فإذًا السيدة عائشة التي ربيت منذ نعومة أظفارها في بيت النبوة والرسالة ما وسعها إلا أن تستعمل الشدة مكان اللين، فماذا نقول في غيرها من السلفيين كما تقول وهم لم يربوا في بيت النبوة والرسالة بل أنا أقول الآن كلمة ربما طرقت سمعك يومًا ما من بعض الأشرطة المسجلة من لساني أو لا إنه آفة العالم الإسلامي اليوم مقابل ما يقال بالصحوة الإسلامية هو أن هذه الصحوة لم تقترن بالتربية الإسلامية، ما في تربية إسلامية اليوم ولذلك فأنا أعتقد أنه أثر هذه الصحوة العلمية سيمضي زمن طويل حتى تظهر آثارها التربوية في الجيل الناشئ الآن في حدود الصحوة الإسلامية إنما هي تصرفات أفراد لكن هؤلاء الأفراد يعيشون تحت رحمة الله عز وجل فمنهم القريب ومنهم البعيد ولذلك فمن ناحية الفكرية والعلمية سوف لا تجد من يخاصمك ويخالفك في أن الأصل في الدعوة أن تكون باللين والموعظة الحسنة لكن المهم التطبيق، والتطبيق هذا يحتاج إلى مرشد إلى مربي يربي تحته عشرات من طلاب العلم وهؤلاء يخرجون من يد هذا المربي مربين لغيرهم وهكذا تنتشر التربية الإسلامية رويدًا رويدًا بتربية هؤلاء المرشدين لمن حولهم من التلامذة وبلا شك أن الأمر كما قال تعالى: ومَا يُلَقَّاهَا إلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا ومَا يُلَقَّاهَا إلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا من الأمة الوسط لا إفراط ولا تفريط.

السائل : نعم جزاك الله خير يا شيخ.

سائل آخر : شيخ أحيانًا حينما يلاقي السني ممن يقابله من أهل البدع عتوًا واستكبارًا يعني كما قال الله عز وجل أمر موسى باللين مع فرعون ومع ذلك قال له: وإنِّي لأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا يعني الشيخ شاف أخونا أحمد مصلح في الكلية كان و الله الدكاتره يستهزؤوا بنا حنما نقول قال الرسول يمثلوا أفعال كيف صلاة السلفيين والله الشغلات تضحك يعني فلذلك إذا خرج الإنسان عن طوعه واستعمل معهم الشدة يعني لا يقال هنا شدة ويعجبني مثل سمعته هنا شيخنا يعني " قال الحائط للوتد لما تشقني قال سل من يدقني "

الشيخ : صحيح
أبو ليلى : وكذلك شيخنا كنا ناقشنا بعض الأفراد من حزب التحرير كما لا يخفى عليكم يعني هدفهم هو مسألة الخلافة ونحن الحمد لله هدفنا هي أولا العقيدة والتوحيد ولما بدأنا معهم شيخنا بالأساس في البحث العلمي كما تعلمنا منكم فبدأنا في مسألة الأسماء والصفات أحدهم من كبارهم يقول إحنا نظل طول الليل بإصبعه ورجله، ماذا نقول لهذا؟. يعني استهزئ بصفات الله عز وجل ماذا نقول لهذا؟

الشيخ : على كل حال نسأل الله أن يؤتينا الحكمة وهي أن نضع كل شيء بمحله.

السائل : لا شك.

سائل آخر : ذكرت في أحكام الجنائز قول بن مسعود لما قال الرجل: استغفروا لأخيكم قال: " لا غفر الله لك "

الشيخ : هذه أمثلة كثيرة جدًا يذكرنا الأخ أبو عبد الله بأثر أن رجلًا من الصحابة لعله عبد الله بن مسعود أو عبد الله بن عمر.

سائل آخر : عمر.

الشيخ : ابن عمر ؟

سائل آخر : عمر نفسه.

الشيخ : عمر نفسه ؟

سائل آخر : نعم . لما قال رجل: استغفروا لأخيكم قال: لا غفر الله له.

الشيخ : شو رأيك هذا؟ لا شك إن أنت أول واحد لو رأيتني أنا هذه الكلمة تقول الشيخ متشدد لكن هنا يكون في نفس المنكر الغيرة على الشريعة فتحمله أن يقسو في العبارة الآخر الذي يتفرج ليس في موضع هذه الغيرة التي ثارت في نفس هذا الإنسان فيخرج منه هذا الكلام وهنا يقولون عندنا في سورية " شو ها الشدة يا رسول الله " هذه لهجة سورية خطأ لكن بيخاطبوا الرسول إنه كان الشدة هاي صادرة من مين؟ من الرسول وهم يعنون هذا الإنسان فسبحان الله يعني المسألة ينبغي أن تراعى جوانبها من كل النواحي حتى الإنسان يكون حكمه عدلًا ثم أيضًا مما يبدو لي الآن من أسباب إشاعة هذه التهمة إذا صح أنها تهمة عن السلفيين، تعرف أنت من كثر كلامه كثر خطؤه فالذين يتكلمون في المسائل الشرعية هم السلفيون ولذلك فلا بد أن يخطؤوا لكثرة ما يتكلمون فيتجلى خطأهم ومن هذا الخطأ الشدة عند الآخرين الذين هم لا يجولون ولا يخوضون في هذه القضايا بينما لو نظرت هذه الشدة في عموم ما يصدر منهم من نصح على العدل وعلى الإنصاف واللين لوجدنا من مثل بعض الأمثلة التي ذكرناها عن بعض السلف وأمام الرسول عليه السلام فيها شدة ولكن هذه الشدة لا تسوغ لنا أن ننسب هؤلاء الصحابة اللي وقعوا في هذه الشدة في جزئية معينة أنهم كانوا متشددين وإنما قد يقع كما قلنا أنا وأنت وغيرك في شيء من الشدة.

سائل آخر: العبرة بالسمة البارزة.

الشيخ: نعم

السائل : العبرة بالسمة البارزة. النبي صلي الله عليه وسلم السمة البارزة اللين والرفق حتى وإن قال كذب فلان أو جعلتني لله ندًا أو ما شابه.