تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تكلم بأن العقيدة تؤخذ من أحاديث الآحاد . - الالبانيالشيخ :  تلك الفلسفة تقول إن العقيدة لا تؤخذ من حديث الآحاد و لو كان الحديث حديثا صحيحا بل و لو كان مستفيضا أو مشهورا و إنما يشترط عندهم أن يكون متواترا...
العالم
طريقة البحث
تكلم بأن العقيدة تؤخذ من أحاديث الآحاد .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : تلك الفلسفة تقول إن العقيدة لا تؤخذ من حديث الآحاد و لو كان الحديث حديثا صحيحا بل و لو كان مستفيضا أو مشهورا و إنما يشترط عندهم أن يكون متواترا ثم من الغرابة في مكان أن هؤلاء الذين يشترطون هذا الشرط الحديثي الذي أوضحه علماء الحديث هم أبعد الناس عن العلم الحديثي رواية و دراية فهم أهل أهواء يتبعون أهواءهم و يشترطون شروطا هم لا يمكنهم أن يحققوها بينما غيرهم بإمكانهم أن يحققوها لأنهم أولا هم أهل رواية و هم أهل الحديث و هم أهل السنة و هم أهل دراية فإذا قيل لهم لم ترد الرؤية رؤية المؤمنين لربهم في السّنة فقط حتى تشككوا فيها بفلسفة حديث الآحاد لا يؤخذ منها عقيدة إن هذه العقيدة قد جاءت أيضا في القرآن الكريم المتواتر روايته عن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقينا . لجؤوا إلى فلسفة أخرى و هي قولهم لا تثبت العقيدة إلا بدليل قطعي الثبوت أي رواية قطعي الدلالة أي دراية فإذا كان هناك آية في القرآن الكريم و هي ثابتة باليقين كما قلنا آنفا لعبوا بها و تركوا دلالتها الصريحة و قالوا هذه ثابتة بالقطع لكن دلالتها ظنية فلا تثبت بها عقيدة هكذا فعلوا في آيتين اثنتين وردتا في القرآن الكريم متعلقتين بهذه العقيدة الطيبة الآية الأولى قوله تبارك و تعالى: وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة هذه آية صريحة , وجوه يومئذ ناضرة و هي وجوه المؤمنين قطعا إلى ربها ناظرة قالوا هذه ليست قطعية الدلالة لماذا ؟ لأنه يمكن تأويلها و ما تأويلها عندهم ؟ اسمعوا الآن كيف يكون اللعب بالنصوص القطعية الدلالة بفلسفة ظنية الدلالة قالوا: إلى ربها ناظرة أي إلى نعيم ربها ناظرة عطلوا دلالة الآية ربنا يقول: إلى ربها ناظرة فزادوا من عندهم كلمة مضاف و مضاف إليه فقالوا إلى نعيم ربها ناظرة عطلوا دلالة الآية و بالأولى و الأولى أن يعطلوا دلالة الآية الأخرى و هي قوله تبارك و تعالى: للذين أحسنوا الحسنى و زيادة الحسنى الجنّة و زيادة رؤية الله في الجنة جاء في هذا حديث صحيح في صحيح مسلم بسنده الصحيح عن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: للذين أحسنوا قال الجنة , وزيادة رؤية الله رفضوا هذا التفسير لماذا ؟ حديث آحاد . هذه الفلسفة معول هدام للسنة الصحيحة التي تلقتها الأمة بالقبول بهذه الفلسفة التي هي أصلها من الشيعة من المعتزلة و الشيعة أيضا على هذا الاعتزال في هذه العقيدة أي عقيدة أن العقيدة لا تؤخذ من حديث الآحاد فردوا لا أقول عشرات الأحاديث بل مئات الأحاديث الصحيحة هدموها و رموها أرضا بهذه الفلسفة الدخيلة في الإسلام و هي العقيدة لا تثبت إلاّ بنص قطعي الثبوت قطعي الدلالة . هل كانت هذه العقيدة عليها سلفنا الصالح ؟ هنا الشاهد سلفنا الصالح من المقطوع لدى كل عالم درس سيرة النبي صلى الله عليه و آله وسلم و ما تعلق بها من تاريخ سلفنا الصالح رضي الله عنهم من منكم لا يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل أفرادا من أصحابه و المدعوّون هم المشركون الذين عاشوا في الجاهلية كفارا يعبدون الأصنام كانوا بعيدين عن دعوة الرسول عليه السلام أولا في مكة و آخرا و أخيرا في المدينة فلكي تنتشر الدعوة بوعد الله عزّ و جلّ في القرآن الكريم هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره الكافرون و في الآية الأخرى و لو كره المشركون تطبيقا في حدود ما يمكنه عليه الصلاة و السلام يومئذ من الوسائل كان يرسل أفرادا من أصحابه عليه السلام دعاة , من منكم لا يذكر أنه أرسل عليا إلى اليمن , أرسل أبا موسى الأشعري إلى اليمن , أرسل معاذ بن جبل إلى اليمن , هؤلاء أفراد فماذا كانوا يدعون المشركين ؟ إلى ماذا ؟ هل كانوا يدعونهم ابتداءً إلى بعض السّنن و بعض الأمور المستحبة أم كانوا يدعونهم إلى أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت أس الإسلام هو لا إله إلا الله و الكفر بما سواه إذا هذه رأس العقائد كلها فكان يدعو إليها أفراد من الصحابة فمن أين جاءت هذه الفلسفة العقيدة لا تثبت إلا برواية التواتر هذا أمر يخالف سيرة السّلف الصالح في عهد الرسول صلى الله عليه و آله و سلم ثم فيما بعده صلى الله عليه و سلم من القرون المشهود لها بالخيرية لذلك فالذين تفرقوا شيعا و كانوا أحزابا قديما و حديثا هم يلتقون معنا في أن الإسلام كتاب و سنة لكنهم يفترقون عنّا و نفترق عنهم في أنّنا ندعو إلى اتّباع السلف الصالح في فهمهم لهذين المرجعين الكتاب و السنة إذا قلت لأحد هؤلاء المخالفين للكتاب و السنة و المثال الأول قد أوردته عليكم آنفا و هو المثال القديم و سأورد لكم المثال الجديد إذا قيل لهم ألا تتبعون الكتاب و السنة ؟ فماذا تظنون أنهم قائلون ؟ هل ينكرون أم يقرون ؟ يقرّون . لو قلت لهم هل تتبعون السلف الصالح الصحابة و التابعين؟ قالوا لكم لا . هم رجال و نحن رجال فهذا هو الفاصل بيننا و بينهم . هذا فراق بيني و بينك أما المثال الجديد الذي لم يمض عليه إلا أقل من قرن من الزمان .

Webiste