تم نسخ النصتم نسخ العنوان
يقول السائل : ماذا تعمل المرأة التي لا يصلي... - ابن عثيمينالسائل : هذه السائلة تقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.السائل : ماذا تعمل المرأة التي لا يصلي زوجها ، هل ي...
العالم
طريقة البحث
يقول السائل : ماذا تعمل المرأة التي لا يصلي زوجها هل يجب طلب الطلاق منه وإذا كان يمنع فما الحكم علما أن الزوجة ليس لها من يعولها أفيدونا .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : هذه السائلة تقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

السائل : ماذا تعمل المرأة التي لا يصلي زوجها ، هل يجب أن تطلب الطلاق منه ، وإذا كان لديها ابناء فما الحكم ؟ .
ملاحظة : أن الزوجة ليس لها من يعولها، أفيدونا جزاكم الله خيرا.

الشيخ : نعم، إذا كان الزوج لا يصلي مع الجماعة فهو فاسق والزوجة تحل له .
وإذا كان الزوج لا يصلي أبدا ونصحته زوجته ولكنه أصر على عدم الصلاة فإنه كافر كفرا مخرجا عن الملة ، ومرتد والعياذ بالله ، ولا تحل له أبدا ولا يجوز أن تبقى معه ، إن كان الرجل الذي في السوق يحل لها فهذا الزوج يحل لها، ومن المعلوم أن الرجل الذي في السوق ما يحل لها ، فهذا الزوج أيضا ما دام لا يصلي لا يحل لها ، ويجب عليها الامتناع منه ، ويجب عليها أن تذهب إلى أهلها بأولادها ، وهو ليس له حضانة على أولاده ولا ولاية لقول الله تعالى : ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا فهذا كما هو في الآخرة هو أيضا في الدنيا، لا يمكن أن يكون الكافر وليا على مسلم أبدا ، وإذا ذهبت إلى أهلها فالحضانة تكون للزوج أو لها ؟.
الطالب : لها.

الشيخ : لها، ولا حق لهذا الرجل المرتد عن الإسلام في حضانة أولاده . وقد قال العلماء بالحرف الواحد كما في متن زاد المستقنع : " ولا حضانة لكافر على مسلم " .
ولكن إذا قال قائل : ما دواء هذه العلة ؟ . نقول دواء هذه العلة سهل ، ما هو ؟ .
أن يسلم الرجل ، ويدخل في الدين الذي خرج منه ، فيصلي، فهو إذا صلى عاد الأمر كما هو، وعادت المسائل إلى مجاريها، هذا هو الحل، فإن أبى فالحل الفراق ، نعم ؟.
الطالب : ما دليل تكفيره ؟.

الشيخ : طيب دليل تكفيره من كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكلام الصحابة رضي الله ، والنظر الصحيح، فالأدلة : سمعية ، وعقلية .
أما الكتاب : فقال الله تعالى عن المشركين : فإن تابوا وأقاموا الصلاة وأتوا الزكاة فإخوانكم الدين يعني فإن لم يتوبوا من المشرك ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فليسوا إخوانا لنا في الدين ، ومن المعلوم أن الأخوة في الدين لا تنتفي إلا بالكفر، لا يمكن أن تنتفي الأخوة في الدين بالمعاصي وإن عظمت ، فها هو القتل ، قتل المؤمن عمدا من أعظم الذنوب وليس بكفر ، قال الله تعالى فيه في القصاص : فمن عفي له من أخيه شيء فجعل القاتل أخا للمقتول، وها هو قتال المؤمنين أيضا من أعظم الذنوب قال الله فيه : وإن طائفتان من المؤمنين اقتتتلوا فأصلحوا بينهما إلى قوله : إنما المؤمنين إخوة فأصلحوا بين أخويكم . ولو كان ترك الصلاة معصية كبيرة فقط لم تنتف الأخوة الإيمانية به ، وعلى هذا فترك الصلاة مخرج عن الملة بمقتضى هذه الكريمة .
فإذا قال قائل : هذه الآية الكريمة أيضا فيها أن عدم إيتاء الزكاة تنتفي به الأخوة فهل تقول بذلك ، هل تقول أن ترك الزكاة كفر ؟ .
الجواب : نعم أقول بذلك لولا وجود حديث يمنع هذا القول، هذا الحديث هو ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤد منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفّحت له صفائح من نار وأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ومن المعلوم أنه إذا كان يمكن أن يرى سبيلا له إلى الجنة فليس بكافر ، لأنه لو كان كافرا لم يكن له سبيل إلى الجنّة . إذن الآية الكريمة وهي في سورة براءة تدل على أن ترك الصلاة كفر كما أن الشرك كفر .
أما السنة فقد روى مسلم في صحيحه من حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : بين الرجل وبين الشرك و الكفر ترك الصلاة فجعل الرسول صلى الله عليه وسلم ترك الصلاة فاصلا يفصل بين الإيمان والكفر ، ومن المعلوم أن الفاصل يخرج المفصول بعضه عن بعض ويقطع الاتصال نهائيا . إذن إما صلاة وإما كفر .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر .
أما كلام الصحابة رضي الله عنهم فقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لا حظّ في الإسلام لمن ترك الصلاة وحظ أي نصيب ، وهنا الحظ منفي بلا النافية التي تمنع أي شيء من منفيها ، وعليه فيكون تارك الصلاة لا حظ له في الإسلام لا قليل ولا كثير .
وقال عبد الله بن شقيق وهو من التابعين الثقات : " كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة " وهذا حكاية إجماع، وقد حكى الإجماع إجماع الصحابة على أن تارك الصلاة كافر حكاه إمام مشهور وهو إسحاق بن راهويه رحمه الله .
وأما النظر والقياس : فلأن كل إنسان يدع الصلاة ولا يصليها مع علمه بأهميتها في الإسلام ، وأنها ثاني أركانه ، وأن لها من العناية حين فرضها وحين أدائها ما لا يوجد في أي عبادة أخرى، لا يمكن لأي عاقل يرى هذه المنزلة للصلاة ثم يدعها وفي قلبه شيء من الإيمان، أبدا ، وليس الإيمان مجرد التصديق بوجود الله عز وجل أو بصحة رسالة محمّد صلى الله عليه وسلم ، لا، التصديق بهذا كان موجودا حتى في الكفرة فهذا أبو طالب كان يشهد بذلك . ولكن الإيمان لا بد أن يكون مستلزما للقبول والإذعان، القبول للخبر والإذعان للأمر ، فإذا لم يكن إذعان للأمر ولا قبول للخبر فلا إيمان .
وعلى هذا فنقول إن تارك الصلاة كافر كفرا أكبر مخرج عن الملة ، إذا مات فإنه يحرم أن يغسل أو يكفن أو يصلى عليه أو يدفن في مقابر المسلمين أو يدعى له بالرحمة، لأنه خالد مخلد في نار جهنم أبد الآبدين، نسأل الله لنا ولكم السلامة .
وأما الذي يصلي ويخلي فهذا موضع خلاف بين العلماء الذين يقولون بتكفير تارك الصلاة، فمنهم من كفره بترك فرضين ، ومنهم من كفه بترك فرض واحد ، ومنهم من قال إذا كان أكثر أوقاته لا يصلي فهو كافر .
والذي يظهر لي أنه لا يكفر إلا إذا كان لا يصلي أبدا ، فإذا كان لا يصلي إلا يوم الجمعة أو لا يصلي إلا في رمضان ، نظرت إذا كان يفعل ذلك لعدم اعتقاد الوجوب فهذا كافر لا من أجل ترك الصلاة ولكن من أجل إنكار الوجوب ، وإنكار الوجوب لا يشترط فيه الترك ، أي لو أن رجلا أنكر وجوب الصلاة كان كافرا وإن صلى ، وفي هذا يتبين خطأ من قال : إن الأحاديث الواردة في كفر تارك الصلاة إنما يراد بها من تركها جحدا لوجوبها ، فإن هذا القول ضعيف جدا، لأننا إذا قلنا المراد من تركها جحدا لوجوبها لم يصح لا طردا ولا عكسا ، كيف ؟ . لأن الرجل إذا جحد وجوبها كفر وإن كان يصلي أليس كذلك ؟ .
إذن لو أن رجلا صلى وهو جاحد لوجوبها، تقولون إنه كافر مع أنه لم يتركها ، فأنتم الآن ألغيتم الوصف الذي علق الشارع الحكم به وهو الترك .
أما من جهة العكس فلا يصح، لأن تاركها هو الذي دل الحديث على كفره، فإذا ألغينا هذا الوصف فقد ألغينا وصفا اعتبره الشارع واعتبرنا وصفا لم يعتبره الشارع بل ألغاه ...
الطالب : الجواب على حديث عبادة بن الصامت ...

الشيخ : بعض الناس أورد على هذا حديث عبادة بن الصامت : خمس صلوات فرضهن الله فمن أتى بهن فأتم ركوعهن وسجودهن ووضوءهن أدخله الله الجنة ، ومن لم يأت بهن لم يكن له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ؟ .
والجواب عن هذا : أولا أن هذا الحديث لا يقابل الأحاديث الأخرى الدالة على الكفر من حيث الصحة ، ومعلوم أنه عند التعارض يقدم الأرجح والأقوى .
ثانيا : أن هذا الحديث لا يدل على المراد، لأن الرسول قال فأتمهن : فأتم ركوعهن وسجودهن ووضوءهن . ومن لم يأت بهن يعني على هذا الوصف، أي على وصف التمام فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء غفر له فنفي الإتيان هنا منصب على نفي الإتيان بهن على وجه التمام لأن هذا هو المذكور في أول الحديث، أي فمن لم يأت بهن تامات فإنه ليس له عند الله عهد .
أما من لم يأت بهن أبدا فالآية والأحاديث والآثار التي ذكرناها واضحة في كفره.
الطالب : ...

الشيخ : أما قول المرأة في سؤالها : ليس لها من يعولها . فهذا من ضعف توكلها على الله ، فإن الله سبحانه وتعالى يعول خلقه ، وقد قال الله تعالى : ومن يتق الله بجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب وقال تعالى : ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا فلتستعن بالله ، ولتفارق هذا الزوج الذي لا يصلي ، ثم سوف يجعل الله لها فرجا ومخرجا .

السائل : أثابكم الله .

Webiste