الشيخ : وذكر الله في آخر السورة أن هناك قوماً مجرمين يضحكون من المؤمنين ، ويستهزؤون بهم وإذا مر بهم المؤمنون تغامزوا بهم سخرية واستهزاءً وإذا رجعوا إلى أهلهم رجعوا متفكهين بما نالوا من المؤمنين من السخرية والاستهزاء وإذا رأى هؤلاء الذين آمنوا قالوا إن هؤلاء لضالون أي منحرفون عن الحق مجانبون للصواب وهذه الكلمة التي ذكرها الله عمن سبق هي موجودة في الذين أجرموا هذا اليوم فإن كثيراً من أهل الشر ـ يرحمك الله ـ يرون أن المؤمنين متأخرون وأنهم رجعيون وأن هؤلاء الذين انحرفوا عن الصراط المستقيم هم التقدميون وهم الذين يقودون المجتمع إلى التقدم والرقي على زعمهم والحقيقة أنهم يقودون المجتمع إلى الهاوية إلى ضلال في العقيدة وخطأ في الفكر وانحراف في العمل كل ما يدعونه تقدماً وهو مخالف للشرع فإنه متأخر ولكن لا يزالون يسخرون بالمؤمنين وموقف المؤمنين منهم يجب أن يكون موقف الصابر الصامد الذي لا تزحزه هذه العواصف وسوفت تكون العاقبة لأهل الحق طالب الزمن أو قصر لقول الله تبارك وتعالى : تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين فالعاقبة للمتقي إما في الدنيا والآخرة وإما في الآخرة . ولهذا قال الله تعالى في آخر السورة .