الشيخ : ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. سبق أن المؤلف رحمه الله ذكر وصف المعسكرين واستدارة رحى الحرب العوان بين الصفين ثم انتهى إلى الفصل الذي قال فيه :
" فصل
العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة هم أولو العرفان "
هذا العلم النافع الشرعي والمبني على هذه الأمور الثلاثة : قول الله عز وجل وهو ما جاء في كتابه والثاني قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما صح عنه من سنته والثالث قول الصحابة أي إجماع الصحابة هذه الثلاثة أدلة المسلمين : كلام الله وكلام رسوله وكلام الصحابة رضي الله عنهم على الإجماع أما إذا جاء عن واحد من الصحابة فقد اختلف العلماء في حجيته فقال أكثر أهل العلم : إنه ليس حجة ليس حجة وقال آخرون : بل هو حجة لكن بشرط أن لا يخالف نصا وأن لا يخالف صحابيا آخر فإن خالف نصا فالمعول على النص وإن خالف صحابيا آخر طلب الترجيح فكان القول الراجح هو الحق وهذا أقرب إلى الصواب لأن الصحابة رضي الله عنهم أفقه الناس في دين الله وذلك لقربهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعدهم من الاختلاف وسلامة عقيدتهم إلى غير ذلك من المرجحات ولهذا قال المؤلف :
" هم أولو العرفان " أصحاب المعرفة.
" ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فلان "
صدق ليس هذا هو العلم أن تنصب الخلاف بينك وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكون جدليا تجادل بالباطل لإدحاض الحق.
" كلا ولا جحد كلا ولا جحد الصفات "
" ما العلم نصبك ما العلم نصبك " بالفتح بناء على أن ما حجازية ولغة الحجاز هي اللغة المشهورة المعتمدة.
" ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فلان ".