تم نسخ النصتم نسخ العنوان
الكلام على اتهام المبتدعة لأهل السنة بتنقص ا... - ابن عثيمينالشيخ : يقول المؤلف رحمه الله تعالى إن أهل الشرك والتعطيل رموا أهل التوحيد والإثبات بتنقيص الرسول صلى الله عليه وسلم يعني قالوا إنكم تنقصون الرسول صلى ا...
العالم
طريقة البحث
الكلام على اتهام المبتدعة لأهل السنة بتنقص النبي صلى الله عليه وسلم وذكر مثال لذلك وهو الاحتفال بالمولد النبوي بدعوى محبة النبي صلى الله عليه وسلم والرد عليهم وبيان بدعية الاحتفال بالمولد النبوي وذكر حقيقة المتنقص لرسول الله صلى الله عليه وسلم
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله تعالى إن أهل الشرك والتعطيل رموا أهل التوحيد والإثبات بتنقيص الرسول صلى الله عليه وسلم يعني قالوا إنكم تنقصون الرسول صلى الله عليه وسلم بإثبات ما يقتضي التجسيم وهذا لا شك أنه يقوله كل ذي بدعة وكل ذي باطل واليوم يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول وعامة المسلمين يقيمون في هذا اليوم والليلة ليلته احتفالا بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون إن هذا عنوان محبته وأن من لم يقمه فإنه لا يحب الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه يدل على أنه لا يحتفل به وفي الحقيقة أن هذا ينطبق عليه قول القائل : " رمتني بدائها وانسلت " فأيما أشد حبا وتعظيما للرسول عليه الصلاة والسلام رجل يقول أنا أحذو حذوه وأتتبع أثره ولا أخرج عن سنته ولا أبتدع في شرعه ما ليس منه ورجل آخر يقول لا لا بد أن أفرض إرادتي وأحدث في دينه ما ليس منه أيهما أشد حبا ؟ الأول فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا أبو بكر وهذا عمر وعثمان وعلي رضي الله عنه وسائر الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة ومن على شاكلتهم كلهم لم يقيموا احتفالا لمولد الرسول صلى الله عليه وسلم مع أن الأمر متيسر وسهل والنفوس تدعو إليه والسبب موجود فما المانع ما الذي يمنعهم ؟ ما دام كل شيء متيسر ما دام كل شيء متيسر والنفوس تدعو إلى تعظيم الرسول عليه الصلاة والسلام ولا مانع من ذلك والسبب موجود وهو مرور هذه الليلة عليهم فما الذي يمنعهم لو كان ذلك من مقتضيات حبه لكانوا هم أول الناس بذلك وأشد الناس تطبيقا له لكنهم لم يفعلوا فدل هذا على أنه ليس من الشرع ثم لو كان من شريعة الله لكان يجب على الرسول عليه الصلاة والسلام أن يبلغ الناس ذلك إما بفعله وإما بقوله والمتنقص للرسول عليه الصلاة والسلام هو الذي يقول قولا أو يفعل فعلا مضمونه عدم تبليغ الرسول صلى الله عليه وسلم شريعة الله لأننا إذا جعلنا هذا من الشريعة والرسول لم يفعله ولم يأمر به فمضمون ذلك أنه كتم شريعة الله أو أنه لم يعلم به وصار هؤلاء أعلم بها منه أو صاروا أنصح للخلق منه وهذا منكر نقوله ليس في هذه البدعة فقط بل في كل بدعة
ولهذا نقول أنتم إذا رميتم من لم يقم للاحتفال بمولد الرسول عليه الصلاةو والسلام بانه يبغضه أو يتنقصه فقد رميتموه بدائكم لأن حقيقة الأمر أنتم الذين تنقصتموه ولم تحبوه ولم تعظموه عنوان محبة الرسول عليه الصلاة والسلام اتباع أثره وعدم إحداث شيء في شرعه وهو يعلن عليه الصلاة والسلام في كل خطبة جمعة أو أكثر خطب الجمعة خير الحديث كلام الله أو خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
فأنتم الآن إما أن تفعلوها عادة أو عبادة ولكن الذي يظهر أنها عبادة وهي عبادة شاءوا أم أبوا لأن مضمونها تعظيم الرسول عليه الصلاة والسلام وتعظيم الرسول من العبادة فهل جاء هذا النوع من التعظيم في شريعة الرسول ؟ لا إذن هو بدعة هو بدعة ثم إنه يتبعه من الأشياء التي تنافي العقل فضلا عن الدين بعضهم يجلس ويذكر الرسول عليه الصلاة والسلام بقصائد تبلغ في الغلو أن يكون الرسول شريكا لله أو أعظم من الله يرددون قول البوصيري :
" يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن آخذا يوم المعاد يدي عفوا أو قال فضلا *** وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم "

يقول بعض العلماء إنه بهذا البيت لم يبق لله شيئا الدنيا والآخرة من جوده ويش الناس إلا الدنيا والآخرة من جود الرسول ومن علومه مو كل علومه أيضا من علومه علم اللوح والقلم يرددون هذا عن عقيدة نسأل الله العافية هذا يعني بدعة قد تصل إلى الكفر وليتهم أيضا يقتصرون على هذا معنى هذا من أعظم شيء إن لم يكن أعظم شيء بينما هم في هز الرؤوس والحركات إذا بهم يقومون وعليك السلام من اللي دخل دخل النبي عليه الصلاة والسلام سبحان الله يعني تسلب العقول في هذه المناسبات تسلب العقول نسأل الله العافية العلم عند الله لكن لو انهم كلفوا بهذا من قبل الشرع هل يقومون به على هذا الوجه ؟ الله أعلم لكن الظاهر أنهم لا يقومون الله أعلم لكن كيف يكلفون أنفسهم مساكين في أشياء لا يزيدهم من الله إلا بعدا ولكن الجهل الجهل والشيطان هو الذي يحدث مثل هذه الأمور لأنهم إذا عظموا الرسول كما يقولون في هذه الليلة نسوه في بقية الأيام مرة في السنة وتنتهي مع أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد رفع الله ذكره بغير هذا في الأذان يعلن أشهد أن محمدا رسول الله خمس مرات في اليوم والليلة في الصلاة فرض على الإنسان يقول السلام عليك أيها النبي وأن يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله هل يريدون أعظم من هذه الذكرى ؟ لا أعظم من هذه الذكرى في اليوم والليلة فرض على الإنسان أن يعلن هذا خمس مرات على أعلى مكان فرض على المسلمين كفاية وفرض على كل مصل أن يقول السلام عليك أيها النبي وأن يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله والمشكل أن مثل هؤلاء نسأل الله ولهم الهداية يدعون أن من لم يفعل ذلك أنه يبغض الرسول سبحان الله فما أشبه الليلة بالبارحة ما أشبه كلام ابن القيم رحمه الله بكلام هؤلاء .

Webiste