تم نسخ النصتم نسخ العنوان
معنى قوله تعالى:" واختلاف الليل والنهار " وب... - ابن عثيمينالشيخ :  إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار  اختلاف الليل والنهار هل المراد اختلافهما في الحر والبرد أو في الطول والقصر أو فيما يحدث فيهما ...
العالم
طريقة البحث
معنى قوله تعالى:" واختلاف الليل والنهار " وبيان قاعدة تفسيرية.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار اختلاف الليل والنهار هل المراد اختلافهما في الحر والبرد أو في الطول والقصر أو فيما يحدث فيهما من الحوادث أو في الجميع؟ إننا سنعطيكم قاعدة وأظن أعطيناكم إياها سابقا. " إذا كان القرآن أو السنة يحتمل معاني متعددة وليس بينها منافاة ولا مرجح لأحد على الآخر فإنها تشمل الجميع ". إذن اختلاف الليل والنهار هل المعنى في الطول والقصر؟ نعم في الطول والقصر. بينما يكون الليل أطول ما يكون إذا به يرجع ويكون أقصر ما يكون. وكذلك في النهار. هذا فيه عبر من الذي يأتي بالليل إذا ذهب النهار؟ الله. ومن الذي يأتي بالنهار إذا ذهب الليل؟ الله عز وجل. ولا يستطيع أحد أن يفعل ذلك. قال الله تعالى : قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء . الجواب : لا أحد. أفلا تسمعون قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه . الجواب : لا أحد. أفلا تبصرون . إذن اختلاف الليل والنهار طولا وقصرا من آيات الله. اختلافهما حرا وبردا من آيات الله أليس كذلك؟
الطالب : بلى.

الشيخ : بينما يكون الجو في يوم من الأيام حارا وهجا يكاد الإنسان يقول حولي نار قد وقدت. إذا به يكون باردا شديدا كأنه في ثلاجة. يجمد الماء في بعض الليالي. من الذي جعل هذا الاختلاف؟ الله عز وجل. سبحان الله! تجد الجو كله كأنه في فريزر من عند الله. تجده في شدة الحرارة كأنه نيران قد أوقدت حولك ويمر بك وهجها. كذلك أيضا اختلاف الليل والنهار فيما فيهما من الحوادث وهذا أعظم وأعظم كما قال عز وجل : وتلك الأيام نداولها بين الناس . بينما تجد هذا في غنى واسع إذا به يعود فقيرا. وبينما ترى هذا فقيرا إذا به يعود غنيا. وبينما ترى هذا عزيزا إذا به يكون ذليلا. وبينما ترى هذا ذليلا إذا به يكون عزيزا. وبينما ترى - يرحمك الله -. وبينما ترى هذا مالكا إذا به يكون مملوكا. من الذي يقدر هذه الحوادث؟ الله عز وجل. ففيها آيات فيها عبر. الآن لو أن الإنسان فكر في التاريخ فكر في التاريخ وفكر أمما عظيمة بادت وكأن لم تكن. عاد استكبروا في الأرض وقالوا من أشد منا قوة أين ذهبوا؟ عادوا عن آخرهم هلكوا عن آخرهم. سلط الله عليهم الريح الريح اللطيفة السهلة سلطها الله على عاد فأهلكتهم تدمر كل شيء بأمر ربها. فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم. تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر. هذا من آيات الله عز وجل أمم عظيمة فكر فيها كيف بادت؟ كيف هلكت؟ كيف لم تكن شيئا مذكورا؟ انظر إلى عصرك الآن ألستم أدركتم أناسا معكم على ظهر الأرض يأكلون كما تأكلون ويشربون كما تشربون ويلبسون كما تلبسون ويتمتعون كما تتمتعون؟ أين هم؟ أين هم؟
الطالب : تحت التراب.

الشيخ : تحت التراب ذهبوا كأن لم يكونوا كأن لم يكونوا شيئا مذكورا. الإنسان الآن قبل ولادته لم يكن شيئا مذكورا كما قال عز وجل : هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا . وبعد موته يكون مذكورا لكنه ليس يعني كأنه لم يكن على الأرض. لكنه يذكر .الإنسان قبل ولادته لا تستطيع أن تتحدث عنه. لكن بعد موته تستطيع أن تتحدث. وفي هذا يقول الشاعر الحكيم :
" بينا يرى الإنسان فيها مخبرا حتى يرى " إيش؟ " خبرا من الأخبار ". الآن نحن أحياء نخبر عن من مضى. وسيكون سيأتي اليوم الذي نكون خبرا يخبر عنا. يقال فلان كان في هذا المكان. كان يقول كذا كان يفعل كذا. وليس بشيء. راح إلى الآخرة إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار .

Webiste