تم نسخ النصتم نسخ العنوان
الكلام عن التدرج في الدعوة إلى الله . - ابن عثيمينالشيخ : على أننا لا نوافق بعض الحركات الإسلامية على كلّ تصرّف تتصرّفه لأنها أحياناً تتصرّف تصرّفاً منافياً للحكمة، منافياً لهدي النّبيّ صلّى الله عليه و...
العالم
طريقة البحث
الكلام عن التدرج في الدعوة إلى الله .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : على أننا لا نوافق بعض الحركات الإسلامية على كلّ تصرّف تتصرّفه لأنها أحياناً تتصرّف تصرّفاً منافياً للحكمة، منافياً لهدي النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم منافياً لما جاءت به الشريعة الإسلامية من التطور والتدريج فإنّ بعض الإخوة الغيورين يريدون أن تنقلب الأحوال بين عشية وضحاها من أسوء إلى أحسن وهذا لا شك خطأ لأنّ سنّة الله في الكون واحدة فإذا كان الرّسول عليه الصّلاة والسّلام بقي في مكة ثلاث عشرة سنة يدعو النّاس ينزل عليه الوحي ولم يتأثّر البلد لم ينقلب من بلد كفر إلى بلد إسلام بل خرج النبي عليه الصلاة والسلام من هذا البلد مختفياً خائفاً على نفسه فلم ينقلب البلد بين عشية وضحاها مع نزول الوحي على الرسول عليه الصلاة والسلام وتأييده ونصره فكيف بحالنا اليوم؟ ولهذا نرى أنّ الحركات الإسلاميّة في البلاد التي تحارب هذه الحركات نرى أن تتأنى وأن تصبر وأن تأتي البيوت من أبوابها لا من ظهورها وأن تحاول بقدر المستطاع أن تلمّ الناس إليها فرداً فرداً ومن المعلوم أن الشعوب هي الأفراد وأن القائمين على الشعوب أفراد من هذه الأفراد، فإذا صلحت الأفراد سهل القضاء على الفساد أما أن تكون المصادمة وإرادة التغير من الحال الأسوء إلى الحال الأحسن كم بين الحال الأسوء والحال الأحسن؟ بينهما مسافات بعيدة أسوء وأحسن عندنا سيء وحسن، ينتقل الناس من الأسوء إلى السيّء ومن السيّء إلى الحسن ومن الحسن إلى الأحسن، أما أن نطمر طمرة من الأسوء إلى الأحسن فهذا خلاف سنّة الله عز وجل فالذي نوصي به إخواننا أن يدعو إلى الله على بصيرة على علم على منهاج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأن يأتوا البيوت من أبوابها وأن لا يتحركوا بعنف و مصادمة لمن لا قبل لهم به اليوم بل يكون ذلك بتأنٍّ وهدوء حتى يحصل المقصود نسأل الله أن ينصر دينه في كل مكان.

Webiste