السائل : في الحملات يأخذون يستأجرون مخيم في منى وعمارة في مكة ، فإذا كان في الليل باتوا في منى وفي النهار يرجعون للعمارة في مكة ويقيمون فيها هذا من الترفه يا شيخ .

الشيخ : ها .

السائل : يعني ترفه .

الشيخ : نعم . كمل انتهى الآن ويش السؤال عنه ؟

السائل : السؤال عن حكم عملهم هذا ؟

الشيخ : لا شك أن عملهم هذا من حيث القواعد الفقهية جائز لكن عندي أن هؤلاء في الحقيقة إنما جاؤوا للنزهة لأنهم لم يتبعوا السنة كما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جلس في منى ليلا ونهارا والحج جهاد ليس ترفها .
وما أدري كيف يشعر هؤلاء بالعبادة والإنابة إلى الله وأنهم مستمرون في الحج وهم ينتقلون إلى البيت رفاهية وربما يكون عندهم آلات لهو ثم يرجعون إلى منى جزءا من الوقت أنا لا أدري كيف يشعرون بأنهم في عبادة ؟
ولهذا ينبغي أن ينبه المسلمون على هذه المسألة التي انهمك فيها كثير من الناس أخذوا بقواعد الفقهاء أو بما يقتضيه كلام الفقهاء ونسوا أن المسألة عبادة ، عبادة ينبغي للإنسان أن يفعلها كما فعلها النبي عليه الصلاة والسلام .
كيف وهو يقول : خذوا عني مناسككم ؟ ابق في خيمتك ولو كانت حرا ، ولو حصل عليك عرق ولو حصل عليك مشقة وأذية هو في طاعة الله .
والمسألة أيام كل الحج لا يتجاوز ستة أيام :
الثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر لمن تأخر ، ستة أيام .
وأنت آت من بلدك مغادر أهلك ومالك ومخاطر في الأسفار وتعجز عن أن تحبس نفسك ستة أيام أو خمسة أو أقل من هذا أربعة أيام فأنا والله هذا يؤسفني جدا ويؤلمني جدا .
وإن كان بعض الناس يفتي بما تقتضيه بما يقتضيه كلام الفقهاء فإنه سيتحول الحج بعدئذ إلى نزهة فنسأل الله لنا ولهم الهداية أرى أن هؤلاء حجهم ناقص ولا شك لأنهم لم يتبعوا السنة البقاء في منى ليلا ونهارا نعم .