تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما صحة الحديث الذي يقول : " لا اعتكاف إلا في... - ابن عثيمينالسائل : بسم الله الرحمن الرحيم .فضيلة الشيخ، وقفت على حديث ما معناه: لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة، ومن المعلوم أن في كتب الفقه والحديث دائمًا نقرأ ...
العالم
طريقة البحث
ما صحة الحديث الذي يقول : " لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاث ".؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة الشيخ، وقفت على حديث ما معناه: لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة، ومن المعلوم أن في كتب الفقه والحديث دائمًا نقرأ أحكام الاعتكاف وتفصيله، وما يشرع له وما يبطله إلى آخره، كيف ذلك؟

الشيخ : نعم، هذا الحديث الذي أشرت إليه هو من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما، رأى أقواماً معتكفين في مسجد الكوفة بين بيته وبيت عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، فجاء إلى ابن مسعود يحدثه بأنه رأى أقواماً يعتكفون في المسجد في الكوفة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة: المسجد الحرام، ومسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والمسجد الأقصى ، فقال له عبد الله بن مسعود: لعلهم حفظوا ولم تحفظ، وذكروا ونسيت "، فكأن ابن مسعود رضي الله عنه كأنه رجَّح فعلهم على فعل حذيفة أو على ما قاله حذيفة رضي الله عنه، ولا شك أن هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه مخالف لعموم قوله تعالى: وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ والمساجد عامة ليس فيها تخصيص، ولا يمكن أن يخاطب الله تعالى الأمة بهذا الحكم العام في الاعتكاف ويقول: في المساجد ، ثم لا يراد به إلا ثلاثة مساجد، قد يدركها من يدركها من الناس وقد لا يدركها.
ثم إذا على تقدير صحته إذا قدرنا أنه صحيح محفوظ، فإنه يعني: أنه لا اعتكاف كامل إلا في هذه المساجد وليس المعنى: لا اعتكاف يصح، ولهذا نرى أنَّ الاعتكاف يصح في كل مسجد، في المساجد الثلاثة وفي غيرها، ويكون ذلك في العشر الأواخر من رمضان كما فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وليس كما قال بعض أهل العلم: " أنه ينبغي لكل من دخل المسجد أن ينوي الاعتكاف فيه "، فإن هذا بدعة، لم يكن معروفاً للنبي عليه الصلاة والسلام ولا لأصحابه، ولو كان من الشرع لأرشد إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله وفعله، فهاهو يتحدث عليه الصلاة والسلام عمَّن يتقدم إلى يوم الجمعة، فيقول: من اغتسل فجاء في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة إلى آخر الحديث، ولم يقل: ولينوِ الاعتكاف، مع أنه حثَّ على المجيء مبكراً، ولم يقل ولينو الاعتكاف حتى تأتي الصلاة.
فالصواب أن الاعتكاف المشروع ما كان في العشر الأواخر كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل.

السائل : وعلى فرض صحته يكون النفي نفي كمال؟

الشيخ : نعم.

Webiste