تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما رأيك في هذا البيت: أما لنا بعد هذا الذل م... - ابن عثيمينالسائل : بسم الله الرحمن الرحيم .فضيلة الشيخ في الأسبوع قبل الماضي كان لكم فتوى في هذين البيتين: وقد قمت باستئذان صاحب السؤال، وكان لكم توقف فيهما:" أما...
العالم
طريقة البحث
ما رأيك في هذا البيت: أما لنا بعد هذا الذل معتصم يجيب صرخة مظلوم وينتصر أما لنا بعد صلاح الدين يعصمنا وقد تكالب في استعبادنا الغجر.؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة الشيخ في الأسبوع قبل الماضي كان لكم فتوى في هذين البيتين: وقد قمت باستئذان صاحب السؤال، وكان لكم توقف فيهما:
" أما لنا بعد هذا الذل معتصم *** يجيب صرخة مظلوم وينتصر
أما لنا بعد صلاح الدين يعصمنا *** وقد تكالب على استعبادنا الغجر "
؟

الشيخ : إي نعم، هذان البيتان:
" أما لنا بعد هذا الذل معتصِم *** يجيب صرخة مظلوم وينتصر " :
إذا كان يريد بالمعتصم شخص المعتصم فهذا شرك أكبر، لأنه دعا ميتاً، ودعاء الأموات شرك، قال الله تبارك وتعالى: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ وقال تعالى: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ فجعل الله ذلك كفراً، أما إذا كان لا يريد المعتصم نفسه إنما أراد أن يهيئ الله لنا قائداً عظيماً بطلاً كـالمعتصم فإن هذا لا بأس به، ولكن ينهى عن إطلاق هذا اللفظ على هذا الوجه، لأنه يوهم أننا ندعو من؟ المعتصم نفسه، وما أوهم الباطل فإنه ينبغي التحرز منه.
أما الثاني يقول: اما لنا بعد، فيه انكسار البيت.
" أما لنا بعد صلاح الدين يعصمنا *** وقد تكالب على استعبادنا الغجر ":
هذا أيضاً يقال فيه كالأول، إذا كان يريد صلاح الدين نفسه فهذا أيضاً كفر، لأن صلاح الدين لا يعصم، صلاح الدين ميت لا يعصم أحداً، وإن أراد بذلك -ولا أظن أنه يصح أن يريد بذلك- أن الله يأتي لنا برجل مثل صلاح الدين، لأنه قال:
" أما لنا بعد صلاح الدين يعصمنا " : والبيت فيه شيء من الركاكة.
لكن على كل حال قد يكون هذا البيت بالنسبة للبيت الذي قبله أهون، لأنه كأنه يريد يقول: ليس لنا أحد بعد صلاح الدين يعصمنا، فيقال له: إن هذا الإطلاق فيه نظر، لأن الذي يعصمك من الشر هو الله عز وجل قبل صلاح الدين وبعد صلاح الدين، ثم إن صلاح الدين ليس أعظم قائدٍ في الأمة الإسلامية، أعظم قائد في الأمة الإسلامية رسولُ الله عليه الصلاة والسلام، ثم من تلاه من الخلفاء والقواد المسلمين كـخالد بن الوليد وغيره، فليس صلاح الدين هو أعظم قائد.
وعلى كل حال مثل هذه الأبيات يجب على الإنسان أن يتحرز منها وألا يذكرها إلا مقرونةً ببيان أنها ليست بشيء، وأن إطلاقها لا يجوز.

Webiste