تم نسخ النصتم نسخ العنوان
إذا أراد المسافر أن يصلي الجمعة مع المسلمين... - ابن عثيمينالسائل : فضيلة الشيخ إذا أراد المسافر أن يصلي الجمعة مع المسلمين فهل يلزمه الغسل أم لا؟الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءال...
العالم
طريقة البحث
إذا أراد المسافر أن يصلي الجمعة مع المسلمين فهل يلزمه غسل الجمعة ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : فضيلة الشيخ إذا أراد المسافر أن يصلي الجمعة مع المسلمين فهل يلزمه الغسل أم لا؟

الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، الجواب على هذا السؤال ينبني أولا على هل غسل الجمعة واجب أو سنّة مؤكدة؟ في هذا للعلماء ثلاثة أقوال.

السائل : نعم.

الشيخ : القول الأول: أنه واجب مطلقا.
والقول الثاني: أنه سنّة مطلقا.
والقول الثالث: التفصيل فإن كان على الإنسان وسخ كثير يُخشى من ثوران رائحته في هذا الاجتماع الكبير فإنه يجب عليه الغُسل إزالة للأذى وإلا فإن الغسل في حقه سنّة.
والذي يتبيّن من الأدلة الشرعية أنه واجب على الإطلاق لما ثبت في "الصحيحين" وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم قال: غُسل الجمعة واجب على كل محتلم فتأمّل كلمة واجب ممن صدرت؟ وبماذا أحيطت؟ هذه الكلمة صدرت من أفصح الخلق وأعلمهم بما يقول وأنصحهم فيما يُريد وهو رسول الله محمد صلى الله عليه وءاله وسلم ولا شك أن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم يعلم معنى كلمة واجب فلو لم يُرد بها الإلزام لكان التعبير بها فيه إيهام ومن المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم لا يأتي بعبارة موهمة يُريد بها خلاف ظاهرها بل لا يأتي بعبارة إلا وهو يريد ما يُستفاد منها من ظاهر اللفظ لأنه أفصح الخلق وأعلمهم بما يقول وأنصحهم لعباد الله.
ثم إن هذه الكلمة أحيطت بما يدل على أن المراد بها الوجوب الإلزامي وهو قوله: على كل محتلم أي على كل بالغ فإن البلوغ وصف يقتضي إلزام المخاطب بما يوجّه إليه من خطاب فهو وصف مناسب لعلة الإيجاب.
وعلى هذا فلا مناص من القول بوجوب الغسل على من أراد الجمعة وأتى إليها ويدل لذلك أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يخطب يوم الجمعة فدخل عثمان فسأله: يعني لما تأخّر؟ فقال: والله يا أمير المؤمنين! ما زدت على أن توضأت يعني ثم جاء فقال له عمر وهو يخطب الناس: والوضوء أيضاً؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وءاله وسلم: إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل .
وعلى هذا فمن ترك غسل الجمعة فهو ءاثم لتركه الواجب لكن الصلاة صحيحة لأن هذا الغسل واجب عن غير حدث فلا يمنع صحة الصلاة وحينئذ يتبيّن جواب السائل بل جواب سؤال السائل أنه إذا كان مسافرا وحضر الجمعة فهل عليه الغسل؟ نقول: نعم عليه الغسل لقول النبي صلى الله عليه وءاله وسلم: إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل ولكن إذا كان يشق عليه ذلك لكونه لا يجد الماء أو لا يجد إلا ماء باردا في أيام الشتاء ويخاف على نفسه من البرد فإنه لا إثم عليه في هذه الحال لأن الله تعالى يقول: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ويقول جل ذكره: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وقال النبي صلى الله عليه وءاله وسلم: إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم .
ومن هذه النصوص أخذ العلماء قاعدة مفيدة جدا لطالب العلم وهو أنه لا واجب مع عجز كما أنه لا محرّم مع الضرورة لقوله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ . نعم.

السائل : بارك الله فيكم. المستمع يقول.

Webiste