تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قراءة بحث لحديث ابن مسعود حول الاستسقاء . - ابن عثيمينالقارئ : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله:هذا بحث في حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أولا ... وقد ساقه البخاري في عدة مواضع...
العالم
طريقة البحث
قراءة بحث لحديث ابن مسعود حول الاستسقاء .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله:
هذا بحث في حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أولا ... وقد ساقه البخاري في عدة مواضعه أطولها قال البخاري رحمه الله في كتاب التفسير في تفسير سورة ص قال البخاري : حدثنا محمد بن كثير، حدثنا سفيان، حدثنا منصور، والأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: بينما رجل يحدث في كندة، فقال: يجيء دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام، ففزعنا، فأتيت ابن مسعود، وكان متكئا فجلس، فقال: من علم فليقل، ومن لم يعلم فليقل الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: لا أعلم، فإن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين ، وإن قريشا أبطئوا عن الإسلام، فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف، فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها، وأكلوا الميتة والعظام، ويرى الرجل ما بين السماء والأرض، كهيئة الدخان، فجاءه أبو سفيان فقال: يا محمد جئت تأمرنا بصلة الرحم، وإن قومك قد هلكوا فادع الله، فقرأ: فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين إلى قوله: عائدون أفيكشف عنهم عذاب الآخرة إذا جاء ثم عادوا إلى كفرهم، فذلك قوله تعالى: يوم نبطش البطشة الكبرى : يوم بدر، ولزاما: يوم بدر الم غلبت الروم إلى سيغلبون والروم قد مضى .
وجاء في رواية أخرى في البخاري : فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: يا رسول الله: استسق لمضر، فإنها قد هلكت، قال: لمضر؟ إنك لجريء فاستسقى لهم فسقوا، فنزلت: إنكم عائدون فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم حين أصابتهم الرفاهية، فأنزل الله عز وجل: يوم نبطش البطشة الكبرى قال: يعني يوم بدر.
أما عند الإمام مسلم رحمه الله تعالى فقال في باب الدخان في الآيات التي تكون قبل الساعة الحديث 6997 قال : حدثنا إسحاق ساق الحديث بسنده عن مسروق قال : كنا عند عبد الله جلوسا، وهو مضطجع بيننا، فأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن إن قاصا عند أبواب كندة يقص ويزعم، أن آية الدخان تجيء فتأخذ بأنفاس الكفار، ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام، فقال عبد الله: وجلس وهو غضبان: يا أيها الناس اتقوا الله، من علم منكم شيئا، فليقل بما يعلم، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإنه أعلم لأحدكم أن يقول: لما لا يعلم: الله أعلم، فإن الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: قل ما أسألكم عليه من أجر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى من الناس إدبارا، فقال: اللهم سبع كسبع يوسف قال: فأخذتهم سنة حصت كل شيء، حتى أكلوا الجلود والميتة من الجوع، وينظر إلى السماء أحدهم فيرى كهيئة الدخان، فأتاه أبو سفيان فقال: يا محمد إنك جئت تأمر بطاعة الله، وبصلة الرحم، وإن قومك قد هلكوا، فادع الله لهم، قال الله عز وجل: فارتقب يوم تأتي السماء إلى قوله: إنكم عائدون ، قال: أفيكشف عذاب الآخرة؟ يوم نبطش البطشة الكبرى فالبطشة يوم بدر، وقد مضت آية الدخان، والبطشة واللزام، وآية الروم.
وفي لفظ لمسلم بمثل الرواية الأخرى المذكورة البخاري غير أنه قال : استغفر بدل استسق وقال : فدعا الله لهم بدل استسقى فسقوا.
قال الحافظ في * تهذيب التهذيب * في ترجمة أسباط بن نصر الهمذاني وهو صاحب الزيادة عندنا في الحديث المشكل : قال حرب: قلت لأحمد: كيف حديثه؟ قال: "ما أدري"، كأنه ضعفه.
وقال أبو حاتم: سمعت أبا نعيم يضعفه، وقال: أحاديثه ... مقلوب الأسانيد، وقال النسائي: ليس بالقوي.
قلت: علق له البخاري حديثا في الاستسقاء - وهو الحديث المشكل - وقد وصله الإمام أحمد والبيهقي في السنن الكبير وهو حديث منكر أوضحته في التعليق.
وقال البخاري في تاريخه الأوسط: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن معين: "ليس بشيء" وقال مرة: " ثقة " وقال موسى بن هارون: " لم يكن به بأس". وقال الحافظ رحمه الله تعالى في * تغليق التعليق على صحيح البخاري * في الجزء الثاني ص390
بعد ذكره لزيادة أسباط قال البيهقي في السنن وفي كتاب الدلائل أيضا: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا محمد بن عبيد بن عتبة، قال: حدثنا علي بن ثابت قال حدثنا أسباط بن نصر عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : لما رأى رسول الله من الناس إدبارا قال اللهم سبع كسبع يوسف فذكر الحديث، وتتمته عند البيهقي في 3/352 فأخذتهم سنة حتى أكلوا إلى آخر الحديث : فجاءه أبو سفيان، وناس من أهل مكة، فقالوا: يا محمد! إنك تزعم أنك بعثت رحمة وإن قومك قد هلكوا، فادع الله لهم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسقوا الغيث فأطبقت عليهم سبعا فشكا الناس كثرة المطر فقال: اللهم حوالينا ولا علينا، فانحدرت السحابة عن رأسه فسقي الناس حولهم .
قال: لقد مضت آية الدخان وهو الجوع الذي أصابهم، وهو قوله عز وجل: إنا كاشفو العذاب قليلا وقال الإمام أحمد في مسنده بسنده عن شرحبيل بن السمط قال لكعب بن مرة: يا كعب بن مرة حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحذر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وجاءه رجل، فقال: استسق الله لمضر، فقال: إنك لجريء، ألمضر؟ ، قال: يا رسول الله، استنصرت الله فنصرك، ودعوت الله، فأجابك، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، يقول: اللهم اسقنا غيثا مغيثا، مريعا، مريئا، طبقا غدقا ، عاجلا، غير رائث، نافعا غير ضار قال: فأحيوا، قال: فما لبثوا أن أتوه، فشكوا إليه كثرة المطر، فقالوا: قد تهدمت البيوت، قال: فرفع يديه، وقال: اللهم حوالينا، ولا علينا قال: فجعل يتبختر يمينا وشمالا. رواه الإمام أحمد والحاكم قال حسن صحيح إسناده على شرط الشيخين وأقره الذهبي وقال محقق المسند إسناده جيد.
وقال القسطلاني في شرح حديث الباب في زيادة : " قال أي: البخاري وزاد وفي رواية: قال أبو عبد الله وسقطت من رواية أبي ذر، واقتصر على قوله: وزاد أسباط ثم ذكر رواية كعب : ثم قال : فكأن أبا كعب بن مرة وأبا سفيان حضرا جميعا، فكلمه أبو سفيان في شيء، وكعب بشيء، فدل على اتحاد قصتهما. وقد ثبت في هذه القصة أي قصة كعب ما ثبت في مثل حديث أبي سفيان، وسياق قصة كعب مشعر بأنه في المدينة، ولا يلزم من اتحادها مع قصة حديث أنس لأن في رواية أنس: فلم ينزل عن المنبر حتى مطروا. وفي هذه: فما كان إلا جمعة ،والسائل غير السائل، فهما قصتان ".
وقال العيني : " وممن اعترض على البخاري بزيادة أسباط الداودي وهو عبد الملك وعدوه خلطا بين حديث ابن مسعود وحديث أنس، وكذا قال الحافظ الدمياطي وقال: وحديث عبد الله بن مسعود كان بمكة وليس فيه هذا، وقد ساعد بعضهم البخاري بقوله: لا مانع أن يقع ذلك مرتين وفيه نظر لا يخفى ".

الشيخ : الحمد لله، هذا هو الأظهر الظاهر أن فيه خلط من أسباط وأن قصة قريش أن الرسول دعا لهم وسقوا وانتهى، نعم.

Webiste