تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير سورة الذاريات الآيات (10- 14) وآيات اخ... - ابن عثيمينالشيخ : ثم قال جل وعلا:  قتل الخراصون الذين هم في غمرة ساهون  قتل كثير من المفسرين يفسرها بلُعن واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله، ولكن الصحيح أنها ...
العالم
طريقة البحث
تفسير سورة الذاريات الآيات (10- 14) وآيات اخرى مختارة وما يستفاد منها .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ثم قال جل وعلا: قتل الخراصون الذين هم في غمرة ساهون قتل كثير من المفسرين يفسرها بلُعن واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله، ولكن الصحيح أنها قتل بمعنى أهلك لأنه لا داعي أن نصرفها عن ظاهرها وظاهرها صحيح مستقيم فمعنى قتل أهلك والخراصون جمع خرّاص وهو الذي يتكلم بالظن والتخمين والارتياب والشك لأنه منغمر في الجهل والسهو والغفلة ولهذا وصفهم بقوله: الذين هم في غمرة ساهون أي في غمرة من الجهل قد أحاط بهم الجهل من كل جانب ساهون غافلون لا يحاولون أن يقبلوا على ما أنزل الله على رسله عليهم الصلاة و السلام ومن جهلهم أنهم يسألون أيان يوم الدين سؤال استبعاد وإنكار لو كانوا يسألون سؤال استعلام واستخبار لعذروا كما قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم أخبرني عن الساعة لكن هل قاله استبعادا وإنكارا؟ لا استفهاما واستخبارا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل لكن أولئك الخراصون يسألون أيان يوم الدين يعني متى هو استبعادا ولهذا قال الله عنهم في سورة ق: فقال الكافرون هذا شيء عجيب أءذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد يعني أنرجع بعد أن كنا ترابا هذا رجع بعيد فهم يسألون عن يوم القيامة لا سؤال استفهام واستخبار ليستيقنوا ولكن سؤال استبعاد واستنكار أو وإنكار سؤال استبعاد وإنكار قال الله تعالى: يوم هم على النار يفتنون هذا الجواب يعني يوم القيامة يوم هم على النار يفتنون وعلى هذا فيوم هنا ظرف خبر لمبتدأ محذوف والتقدير يوم القيامة يوم هم على النار يفتنون ومعنى على النار يفتنون أي يعرضون عليها فيحترقون بها لأن الفتنة بمعنى الاحتراق ولكنها عديت بعلى لأنها ضمنت معنى العرض أي يعرضون على النار فيحترقون بها هذا يوم الدين يوم هم على النار يفتنون ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون ذوقوا هذه جملة مقول لقول محذوف التقدير: يقال لهم ذوقوا فتنتكم وذوقوا فتنتكم هذا أمر إهانة وإذلال أي ذوقوا احتراقكم في النار التي كنتم تنكرونها هذا الذي كنتم به تستعجلون لأنهم يقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين فيستعجلون بالقيامة استبعادا لها كما قال تعالى: يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق فيقال لهؤلاء: ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون ويقال لهم: أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون أنا أسألكم الآن يفتنون على النار فيحترقون بها ويقال: ذوقوا فتنتكم ماذا تفهمون من هذا؟ أتفهمون أن في هذا عذاباً بدنيا وقلبياً نعم نعم لأن الاحتراق عذاب بدني كلما نضجت جلودهم بدلوا جلودا غيرها ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون هذا توبيخ وإهانة وإذلال يكون به أي عذاب؟ العذاب القلبي فيجمع لهم والعياذ بالله بين العذاب البدني وبين العذاب القلبي فتجده في أعلى ما يكون من الحسرة يتحسرون يقول يا ليتنا نُرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين ثم كان القرآن الكريم مثاني تثنى فيه المعاني الشرعية والخبرية إذا ذكر الشيء ذكر ضده لما ذكر عذاب هؤلاء المكذبين الخرّاصين قال: إن المتقين في جنات وعيون المتقين هم الذين اتقوا الله وأنتم ترون أن التقوى ترد في القرآن الكريم على وجوه متعددة بالوصف تارة وبالفعل تارة وبالأمر تارة وتارة تكون مضافة إلى الله وتارة مضافة إلى العقوبة وغير ذلك المهم مما يدل على إيش؟ على أن التقوى شأنها عظيم في الإسلام شأنها عظيم وليست التقوى قولا يقال باللسان بل هي قول يتبعه فعل وتطبيق فإن سألتم ما هي التقوى؟ قلنا التقوى كلمتان فعل ما أمر الله به وترك ما نهى الله عنه هذه التقوى فعل ما أمر به وترك ما نهى عنه على علم وبرهان واحتساب وخوف تفعل ما أمر الله به لأنك تعلم أن الله أمر به تفعل ما أمر الله به لأنك تحتسب ثوابه الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف إلى أضعاف كثيرة تترك ما نهى الله عنه، لأنك تعلم أن الله نهى عنه تترك ما نهى الله عنه خوفا من عقاب الله لأنك موقن بالعذاب هذه هي التقوى المتقين يقول عز وجل: في جنات وعيون أي مستقرون في جنات وعيون والجنات جمع جنة وأنتم يمر بكم في القرآن جنة مفرداً وجنات جمعا فهل هي جنات متعددة أو هي جنة واحدة؟ هي جنات متعددة لكن ذكرت بلفظ المفرد من باب ذكر الجنس وإلا فهي جنات انظروا إلى آخر سورة الرحمن ذكر الله أربع جنات قال: ولمن خاف مقام ربه جنتان ثم قال ومن دونهما جنتان وقال النبي صلى الله عليه وسلم: جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما إذن فالجنات متعددة ونقتصر على هذا القدر من أجل أن نفسح المجال للأسئلة وإن شاء الله تعالى في اللقاء القادم نبدأ من قوله تعالى: إن المتقين في جنات وعيون فنبدأ باليمين

Webiste