تم نسخ النصتم نسخ العنوان
كلمة توجيهية لشحذ الهمم لمواصلة العمل الصالح . - ابن عثيمينالشيخ : بمناسبة انتهاء شهر الصيام والفراغ النفسي الذي يعتري كل إنسان كان مجتهدا في شهر رمضان أود أن أذكر الإخوان بأن عمل المؤمن لا يتقيد بالمواسم أي بمو...
العالم
طريقة البحث
كلمة توجيهية لشحذ الهمم لمواصلة العمل الصالح .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بمناسبة انتهاء شهر الصيام والفراغ النفسي الذي يعتري كل إنسان كان مجتهدا في شهر رمضان أود أن أذكر الإخوان بأن عمل المؤمن لا يتقيد بالمواسم أي بمواسم الخيرات كشهر رمضان وعشر ذي الحجة وما أشبهها بل هو باقٍ مستمر إلى أن يموت الإنسان لقول الله تبارك وتعالى: فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ولقوله تعالى: واعبد ربك حتى يأتيك اليقين فلم يجعل الله تعالى لعمل المؤمن أمدا إلا الموت ولهذا يجب علينا أن نجعل هذه المواسم تنشيطاً لنا على العمل الصالح والإقبال إلى الله تبارك وتعالى بالأعمال الصالحة المقربة إليه وألا تفتر هممنا عن فعل الطاعات بانتهاء هذه المواسم وأنا أذكر لكم نماذج تدل على أن أعمال المسلم لا تنتهي بالمواسم فالصيام مثلاً لا ينتهي بانتهاء رمضان الصيام مشروع كل وقت وأفضل الصيام صيام داود كان يصوم يوما ويفطر يوما وهناك ألوان أخرى من الصيام منها صيام ستة أيام من شوال فإن من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر فإذا صام الإنسان رمضان كله أداء أو أداء وقضاء إن كان عليه قضاء ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر وثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: صيام ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله وثبت عنه أنه قال: صوم يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده وقال في صيام عاشوراء وهو العاشر من شهر محرم: إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله وأمر بصيام يوم قبله أو يوم بعده وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم كذلك القيام، القيام لم ينته بانتهاء رمضان القيام مشروع كل ليلة فقد قال الله عز وجل في وصف أهل الجنة: كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وقال تعالى: إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم في الليل حتى تتورم قدماه وثبت عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له وذلك كل ليلة إذن فالقيام قيام الليل لم ينته بانتهاء قيام رمضان بل هو مستمر دائم في كل ليلة فينبغي للإنسان أن يجعل لنفسه حظاً من آخر الليل يقوم فيه ولو نصف ساعة حسب ما يتيسر له وإذا قام الليل فليستمر لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل ثم إنه لا يحقر شيئا من العمل الصالح فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل وليختم صلاة الليل بالوتر فإن كان يرجو أن يقوم آخر الليل فليوتر آخره وإن كان لا يرجو فليوتر أوله قبل أن ينام النفقات والصدقات لا تزال أيضاً مشروعة لم تنته برمضان فإن من الصدقات أن ينفق الإنسان على أهله قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لسعد بن أبي وقاص: واعلم أنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعله في في امرأتك في امرأتك يعني فمها فالصدقات والنفقات لم تزل مشروعة في كل وقت وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنه ما من مسلم يتصدق بما يعادل تمرة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الله تعالى بيمينه فيربيها له كما يربي أحدنا فلوه أي صغار خيله حتى تكون مثل الجبل وأخبر أن كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة وأخبر أن سبعة يظلهم الله في ظله ومنهم رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه كذلك العمرة في رمضان وفي غيره قال النبي صلى الله عليه وسلم: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما فلا تختص برمضان بل هي في أشهر الحج أفضل منها في رمضان عند كثير من العلماء واحتجوا لهذا القول بأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يعتمر في رمضان قط وإنما كانت عمره في أشهر الحج فعمرة الحديبية في ذي القعدة عمرة القضاء في ذي القعدة عمرة الجعرانة في ذي القعدة عمرته مع حجه كذلك أيضاً في ذي الحجة وإحرامها في آخر ذي القعدة فالحاصل بارك الله فيكم أن الأعمال الصالحة لا تنقضي بانتهاء المواسم بل المواسم ما هي إلا بيان لفضل الله عز وجل ورحمته بعباده وتنشيط للإنسان في عودته إلى الله عز وجل وقيامه بطاعته وينبغي أن يتخذ من ذلك قوة ونشاطا على العمل في المستقبل أسأل الله تعالى أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يجعلنا من عباده الصالحين الموفقين لكل خير إنه على كل شيء قدير أما الآن فإلى الأسئلة فنبدأ باليمين

Webiste