تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو معاوية ح وحدثن... - ابن عثيمينالقارئ : حدثنا يحيى بن يحيى ، أخبرنا أبو معاوية ح ، وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية ، ووكيع ح وحدثنا ابن نمير ، قال حدثنا أبي جميعا عن الأع...
العالم
طريقة البحث
حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو معاوية ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية ووكيع ح وحدثنا بن نمير حدثنا أبي جميعا عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من ضرب الخدود أو شق الجيوب أو دعا بدعوى الجاهلية هذا حديث يحيى وأما بن نمير وأبو بكر فقالا وشق ودعا بغير ألف
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى ، أخبرنا أبو معاوية ح ، وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية ، ووكيع ح وحدثنا ابن نمير ، قال حدثنا أبي جميعا عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة ، عن مسروق ، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من ضرب الخدود ، أو شق الجيوب ، أو دعا بدعوى الجاهلية هذا حديث يحيى ، وأما ابن نمير، وأبو بكر فقالا: وشق ودعا بغير ألف .

الشيخ : بغير ألف يريد ألف الهمزة أو دعا بدعوى الجاهلية، مسلم رحمه الله في صياغة الأسانيد عجيب جدا ، يعني ذكره المتابعات في سياق واحد ، ثم اختياره مثلا للفظ أحدهم، فيقول : اللفظ له، أو إذا وصل إليه قال: حدثنا واصل السند. عجيب ينفع طالب العلم نفعا عظيما. في معرفة المتابعات ، وصياغة الأسانيد، وهو بهذا لا شك أنه يفوق البخاري رحمه الله، يعني البخاري لا يصنع هذا الصنيع ، أكثر ما عنده إذا انتهى من الحديث قال: تابعه فلان وفلان.. مع أنه أحيانا يقول تابعه ولا يشير إلى من يرجعه الضمير. أما هذا فعجيب.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ليس منا من ضرب الخدود ومعلوم أن الإنسان سوف يستفهم : هل المراد من ضرب خد ولده تأديبا له؟ أو من ضرب خد دابته أم ماذا؟ نقول: إن السياق يتعين معناه بالقرائن ، القرينة قوله : شق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية وذلك أنه في الجاهلية عند الحزن يضربون على خدودهم يلطم الواحد خده جزعا من المصيبة، والرافضة في أيام عاشوراء يفعلون ما هو أشد ، رأيناهم في الصور الفيديو يضرب الإنسان رأسه بخنجر عظيم ويسيل الدم على كل بدنه ، لكن سمعت أن بعض علمائهم هذه السنة قال إن ولاية الفقيه تقتضي أن يعفيكم من هذا. يعني هم عذبوا أنفسهم بشيء لم يكلفهم الله به ، وصاروا في براءة النبي صلى الله عليه وسلم منهم ، مع أنهم يضربون هذا الضرب العظيم على شيء ليس حاضرا الآن تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم لكن هذا من تزيين الشيطان أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا ..
لكن إذا صح ما يقولون عن هذا العالم هذه السنة فقد أحسن إليهم أن منعهم من هذا.
ليس منا من ضرب الخدود يعني: تسخطا عند الحزن.
وشق الجيوب يعني : يمسك الإنسان جيبه ويشقه من شدة الحزن ، وهذا ليس خاصا بالجيوب ، حتى لو شق غير الجيب ، مشيرا إلى أنه في حزن شديد.
أو دعا بدعوى الجاهلية وفي الفظ ثان : ودعا بدعوى جاهلية كذلك أيضا إذا دعا بدعوى جاهلية، دعوى الجاهلية هي أنهم يدعون بالويل والثبور ، يقول الواحد منهم: وا ثبوراه ، وا ويلاه ، وا انقطاع ظهراه، وما أشبه ذلك. فهذا من دعوى الجاهلية.
فما الذي يقابل به الإنسان عند المصيبة إذا كان من الصابرين؟ يقابل دعوى الويل والثبور بقول الله تعالى: إنا لله وإنا إليه راجعون وبما جاءت به السنة: اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها .
شق الجيوب وضرب الخدود يقابل ذلك بضبط النفس، والطمأنينة ، والتحمل، حتى يزول عنه الحزن ، ولهذا قال بعض السلف: "إنك عند المصيبة إما أن تصبر صبر الكرام ، وإما أن تسلو سلو البهائم" وهذا صحيح ، إما أن تصبر وتحتسب وستنسى المصيبة ، من نعمة الله عز وجل أن تنسى المصيبة ، وإما أن تسلو سلو البهائم ، كيف ذلك؟ البهيمة إذا فقدت ولدها قامت تطلبه وتصيح عليه لكن إلى زمن ثم تسكت ولا كأنها أصيبت بشيء ، وهكذا الإنسان عند المصيبة ، إما أن يصبر صبر الكرام ، ويحتسب الأجر على الله عز وجل ، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: مرها فلتصبر ولتحتسب يلاحظ أنه لا بد من الاحتساب لأجل أن تنال الثواب ،لأن المصائب إذا قابلها الإنسان بالصبر دون احتساب الأجر صارت كفارة لذنوبه ، وإن صبر مع احتساب الأجر صارت بالإضافة إلى كفارة الذنوب صارت أجرا وثوابا يعني يحتسب الأجر على الله يعتقد في نفسه أن هذا الصبر سوف يثاب عليه فيحسن الظن بالله فيؤتيه الله عز وجل ما ظنه به.

Webiste