تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد حديث الحمار الوحشي الذي اصطاده أبو قتا... - ابن عثيمينالشيخ : وفي هذا الحديث دليل على جواز أكل المحرم من الصيد لأن النبي صلى الله عليه وسلم أكل منه ولأن الصحابة الذين مع أبي قتادة أكلوا منه أيضا وفيه دليل ع...
العالم
طريقة البحث
فوائد حديث الحمار الوحشي الذي اصطاده أبو قتادة .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وفي هذا الحديث دليل على جواز أكل المحرم من الصيد لأن النبي صلى الله عليه وسلم أكل منه ولأن الصحابة الذين مع أبي قتادة أكلوا منه أيضا وفيه دليل على أنه يحرم على المحرم أن يعين المحل في صيد ما يحرم صيده على المحرم ويكون هذا الشيء محرما مباحا فالصيد هنا محرم على قوم ومباح لقوم آخرين فإذا قال قائل كيف يمكن أن نصف عينا واحدة بأنها محرمة ومحللة ؟ نقول لاختلاف الجهة وأظن أننا أشرنا لهذا المعنى في ما إذا صلى في ثوب محرم عليه هل تصح صلاته أو لا تصح ؟ وقلنا إن في المسألة خلافا نظرا إلى أن التحريم مفرق يعني ليس على جهة واحدة بل هو على جهتين فهنا نقول فيه دليل على أنه يحرم على المحرم أن يعين أحدا على صيد ما يحرم صيده على المحرم وفيه دليل أيضا على أنه ينبغي للمفتي أن يفعل ما يجعل المستفتي مطمئنا للفتوى دليله أو وجه الدلالة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : هل معكم منه شيء ؟ فأكل حتى تطيب نفوسهم وقد اقتدى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بالنبي صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك فإنه لما حاصر التتار دمشق وكان ذلك في رمضان أفتى رحمه الله الجند أن يفطروا وأفتى غيره ألا يفطروا أما غيره فقالوا كيف يفطرون وهم ليسوا على سفر ولا مرضى بل هم مقيمون وسبب الفطر إما مرض أو سفر وأما هو فقال إن القتال مبيح للفطر واستدل لذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزوة فتح في رمضان أمر أصحابه بالفطر وندبهم ولكن لم يعزم عليهم وفي المرة الثانية أو الثالثة عزم عليهم وقال : إنكم ملاقوا العدو غدا والفطر أقوى لكم فأفطروا فعلل بأمرهم بالفطر بأنه أقوى لهم عند ملاقاة العدو وكانت الليلة الأولى التي هي السفر لم تكن ملزمة ولا عزمة من الرسول صلى الله عليه وسلم قال وهذا يدل على جواز الفطر من أجل الجهاد في سبيل الله وإن كان الإنسان في بلده المهم أنه رحمه الله صار يمشي بين الجنود ومعه كسرة خبز يأكلها أمامهم من أجل أن يطمئنهم على هذه الفتوى التي أفتى بها وفيه أيضا دليل على صراحة الصحابة رضي الله عنهم وبعدهم عن محارم الله فإنهم رأوا هذا الحمار الوحشي ولم يؤذنوا أبا قتادة بل بعد أن ركب وأسرج فرسه وبقي هنيهة ربما يكون الحمار قد نجا بها ونسي سوطه ورمحه وطلب منهم أن يناولوه ولكنهم أبوا كل هذا يدل على أنهم رضي الله عنهم لا تأخذهم في الله لومة لائم ولا يمكن أن ينتهكوا حرمات الله من أجل دنيا فإن قال قائل أليس قد نزل النبي صلى الله عليه وسلم عند الصعب بن جثامة وأهدى إليه حمارا وحشيا فرده عليه فلما رأى ما في وجهه قال : إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم ؟ فإنا نقول الجمع بينهما مختلف فيه فمن أهل العلم من رجح حديث الصعب بن جثامة وقال إن حديث الصعب بن جثامة كان في حجة الوداع وحديث أبي قتادة كان في غزوة الحديبية وبينهما أربع سنوات وإنما يؤخذ بالآخر فالآخر من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهذا لا شك أنه راجح لكن لا نلجأ إلى الترجيح إلا حيث تعذر الجمع والجمع هنا ممكن فإن الصعب بن جثامة إنما صاده للنبي صلى الله عليه وسلم لما نزل به ضيفا وكان رضي الله عنه مضيافا وكان عدّاءً يعني سريع الانطلاق في الركض فعدى على حمار وعقره وجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فرده أما حديث أبي قتادة فإنه لم يصده للنبي صلى الله عليه وسلم قالوا ويؤيد هذا الجمع ما رواه أهل السنن بسند حسن عن جابر رضي الله عنه أنه قال : صيد البر لكم حلال ما لم تصيدوه أو يُصد لكم وهذا الجمع متعين لأنه ممكن والجمع بين النصوص إذا أمكن هو الواجب لأن الجمع بينهما يقتضي العمل بهما جميعا والترجيح يقتضي ترك أحدهما ، طيب ، نعم

Webiste