تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما حد عورة المرأة مع المرأة ؟ - ابن عثيمينالسائل : شيخ ما حدّ عورة المرأة أمام المرأة سواء كانت من نسائها أو من النساء الأجنبيات؟الشيخ : أي نعم، الظّاهر أنّ عورتها كعورة الرّجل مع الرّجل، عورة ا...
العالم
طريقة البحث
ما حد عورة المرأة مع المرأة ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : شيخ ما حدّ عورة المرأة أمام المرأة سواء كانت من نسائها أو من النساء الأجنبيات؟

الشيخ : أي نعم، الظّاهر أنّ عورتها كعورة الرّجل مع الرّجل، عورة المرأة مع المرأة كعورة الرّجل مع الرّجل.

السائل : سواء كانت من أهل بيتها أو ؟

الشيخ : سواء من أهل البيت أو من النّساء الخارجيّات أو من مؤمنة أو من كافرة لا فرق.

السائل : نعم.

الشيخ : لكن ماذا تريد من هذا السّؤال؟
أتريد أن تخرج المرأة بثوب يستر ما بين السّرّة والرّكبة لنسائها؟!
أتريد هذا؟!
إنّ النّساء اللاّتي يسألن عن هذه النّقطة يردن هذا، يردن أن نقول: تخرج المرأة أمام المرأة وليس عليها إلاّ لباس يستر ما بين السّرّة والرّكبة، وهذا لا يمكن القول به أبدًا، حتّى أمام نساء الكفّار لا بدّ أن تضع على ثديها شيء، والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نهى النّاظرة ولم يرخّص لللاّبسة قال: "لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة" عرفت؟
وهنا فرق، ولذلك نقول: معنى هذا الحديث أنّ المرأة لو انكشف ساقُها لعمل شيء في بيتها، أو انكشف ذراعها أو عضدها لعمل شيء في بيتها، أو انكشف صدرها لحرارة أو ما أشبه ذلك، أو خرج ثديها لإرضاع ولدها أمام النّساء فلا بأس به، أمّا اللّباس فيجب أن يكون فضفاضًا ساترًا كما يفعل نساء الصّحابة، يعني من الكفّ إلى الكعب وهذا في البيت، وإذا خرجت فإنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام أذن لها، أي: للمرأة أن ترخي ثوبها إلى ذراع لئلاّ ينكشف قدمُها.
ودع عنك الذين يتّبعون المتشابه من نصوص الكتاب والسّنّة، فإنّ هؤلاء على خطر عظيم، ومن حكمة الله عزّ وجلّ أنّ الله جعل نصوص الكتاب والسّنّة بعضها محكم لا التباس فيه ولا اشتباه وهذا من المعلوم أنّ كلّ إنسان سيؤمن به.
وجعل بعضها متشابهًا امتحانًا، فمن كان مؤمناً راسخاً في العلم حمل المتشابه على المحكم، فيكون الكلّ محكمًا، ومن في قلبه زيغ حمل المحكم على المتشابه واتّبع المتشابه، فليحذر المؤمن من أن يكون من هؤلاء.
ولتعلم أيّها الأخ أنّ فتنة النّساء عظيمة، وأنّه هلك بها من هلك من الأمم السّابقة، كما قال النّبيّ صلّى الله عليه وعلى وآله وسلّم: "إنّما كانت فتنة بني إسرائيل في النّساء" وهذه الفتنة أيضا ستكون في هذه الأمّة لقول النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: "لتركبنّ سنن من كان قبلكم، قالوا: اليهود والنّصارى؟ قال: نعم"، في عصرنا الحاضر أعداؤنا لم يأتوننا ويقولون: اعبدوا المسيح، ولا اعبدوا اللاّت والعزّى، ولا اعبدوا البقر، أو الشّمس والقمر لأنّهم يعلمون أن هذا غير مقبول لدينا، لكن يأتوننا من قبل الشّهوات، فوضعوا الفتنة في النّساء، ومعلوم أنّ الإنسان إذا اتّبع هذه الفتنة صار بمنزلة البهيمة، ليس له همّ إلاّ إشباع بطنه واتّباع شهوته، فهلك وضلّ وأضلّ، ولذلك انظر تسابق النّاس إلى أقراص الفياجرا لما ظهرت، صاروا يشترونها بغالي الأثمان وهي قد تقتل الإنسان أحياناً لكن يقول: لعلّي أكون من النّاجين، لماذا؟
لأنّ هذه الأقراص تقوّي الشّهوة، فتراكض النّاس عليها، ولو صِيح به بأنّ معلّماً في البلد الفلانيّ القريب أو البعيد يعلّم الشّريعة بأصولها وفروعها فهل تراهم يتراكضون على هذا؟!
أجيبوني يا إخوة؟

السائل : لا نظن.

الشيخ : ما أظنّهم وإن ذكر بعضهم تخلّف الآخرون، فهذه الفتنة الآن أصبحت مشكلة، النّساء نزع من كثير منهنّ الحياء وصرن ينظرن إلى نساء الغرب اللاّتي نزع الله منهنّ الحياء والإيمان، والحياء كما نعلم من الإيمان، وبعض النّاس ممّن يتّبعون الشّهوات وممّن ركبتهم نساؤُهم صاروا على هذا، ولذلك يجب على شباب المسلمين أن يحذروا من هذه الفتنة، هذه فتنة عَظيمة وليست هيّنة وأن نسدّ كلّ طريق، وأن نوصد كلّ باب يوصل إلينا، نسأل الله أن يحمي المسلمين.

Webiste