حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبةً يرفع الناس إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن ) وعن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله إلا النهبة
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن .
وعن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله، إلا النهبة.
الشيخ : هذا والعياذ بالله فيه التحذير من هذه الأمور، وأن الإنسان حين فعلها يكون قد نزع الإيمان منه، ولهذا قال : لا يزني حين يزني وهو مؤمن فإن الإنسان حين فعله للزنا لا يكون عنده إيمان بالله عز وجل ، لأنه كيف يعلم أن الله تعالى حرم الزنا في كتابه وأوجب فيه العقوبة ثم يذهب يزني، فأنت فلو فتشت على قلبه في تلك الساعة لوجدته لا إيمان عنده كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن .
لكنه لا يرتفع عنه الإيمان كاملا، لأنه إذا ذهبت عنه نشوة الشهوة فسوف يعود إلى رشده ويعلم أنه أخطأ، وليس هو الكفر الذي يرتفع به الإيمان ارتفاعا كاملا.
وكذلك شرب الخمر وكذلك السرقة وكذلك النهبة.
والفرق بين السرقة والنهبة أن السرقة يأخذوها على سبيل الاختفاء ، والنهبة على سبيل الخطف، مثل أن يقف معك ثم يتغافلك ويأخذ ما معك، كما يذكر عن بعض السراق أنه يتلاعب بالإنسان في تفكيره يبدأ يحدثه يحدثه يحدثه لين يكاد يغيب، ثم يأخذ ما معه.
وذكر لي أحد الثقات عندي أن رجلا مر بالعراق قديما، وكان معه ساعة يد، وساعة اليد في ذلك الوقت لا توجد، فرآها بعض السراق فحاول أن يأخذها، المهم استغفل الرجل ثم أخذها من يده، استخرجها من يده وهو لا يشعر، هذا الرجل كان إبان تسلط الإنجليز على العراق، وكبرت عنده لأنه من الإنجليز الرجل، وأعلنوا في الصحف أن الذي يأتي بها له كذا وكذا من المال، فجاء بها السارق، فأتي به إلى الرجل، وقال له الرجل كيف أخذت الساعة من يدي ؟ قال : نحن لا نخبرك كيف أخذنا إلا إذا كنت تريد أن تكتب ما أقول كتابة، وكان السارق ينظر إلى قلمه قلم الرجل، قال : طيب، أكتب ما تقول لأن هذا مهم أن نعرف كيف سرقت حتى نتحرز منك ومن مثالك، قال : طيب، أخرج القلم، جاء يخرجه من مخباته ما وجد القلم ، سرقه السارق ، فاندهش تعجب، أين القلم أين ذهب ؟ قال : هذا القلم تفضل، قال : كيف أخذته ؟ فقال له : هذه مهنة لنا، لا يمكن أن نطلع عليها أحدا أبدا، لو أطلعنا الناس عليها ما تمكنا منها.
فأقول بعض السراق يكون جيدا جدا، على كل حال هذه ليست سرقة لأنها ليست على وجه الاختفاء ، لكنها نهبة، والرسول عليه الصلاة والسلام : لا ينتهب نهبة يرفع الناس فيها أبصارهم وهو مؤمن فهذه الأشياء الأربعة لا يكون الإنسان مؤمنا حين فعلها أو حين مباشرة فعلها.
وقد استدل بهذا الحديث الخوارج والمعتزلة، حيث قالوا إن فاعل الكبيرة يخرج من الإيمان، الخوارج قالوا يكفر، والمعتزلة قالوا في منزلة بين منزلتين.
وأهل السنة يجيبون عن هذا بأن الإيمان ينفى أصله وينفى كماله، والمراد هنا نفي كماله.
ولكن يرد على أهل السنة أن الأصل في النفي نفي الوجود، هذا الأصل، ثم نفي الصحة ، وهو حقيقة نفي للوجود، لكنه نفي للوجود الشرعي، ثم نفي الكمال، ولا نعدل عن الأول إلى الثاني إلا بدليل.
فأجاب أهل السنة عن هذا الإيراد بأن الدليل عندنا هو أن الرسول عليه الصلاة والسلام أخبر في أحاديث كثيرة أن الإنسان لا يخرج من الإيمان بالزنا والسرقة كما في حديث أبي ذر أن الرسول قال له : وإن زنى وإن سرق وإن رغم أنف أبي ذر .
وبهذا يكون الصحيح ما ذهب إليه أهل السنة من أن فاعل الكبيرة لا يخرج من الأيمان بل هو مؤمن ناقص الإيمان، أو نقول مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته.
وعن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله، إلا النهبة.
الشيخ : هذا والعياذ بالله فيه التحذير من هذه الأمور، وأن الإنسان حين فعلها يكون قد نزع الإيمان منه، ولهذا قال : لا يزني حين يزني وهو مؤمن فإن الإنسان حين فعله للزنا لا يكون عنده إيمان بالله عز وجل ، لأنه كيف يعلم أن الله تعالى حرم الزنا في كتابه وأوجب فيه العقوبة ثم يذهب يزني، فأنت فلو فتشت على قلبه في تلك الساعة لوجدته لا إيمان عنده كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن .
لكنه لا يرتفع عنه الإيمان كاملا، لأنه إذا ذهبت عنه نشوة الشهوة فسوف يعود إلى رشده ويعلم أنه أخطأ، وليس هو الكفر الذي يرتفع به الإيمان ارتفاعا كاملا.
وكذلك شرب الخمر وكذلك السرقة وكذلك النهبة.
والفرق بين السرقة والنهبة أن السرقة يأخذوها على سبيل الاختفاء ، والنهبة على سبيل الخطف، مثل أن يقف معك ثم يتغافلك ويأخذ ما معك، كما يذكر عن بعض السراق أنه يتلاعب بالإنسان في تفكيره يبدأ يحدثه يحدثه يحدثه لين يكاد يغيب، ثم يأخذ ما معه.
وذكر لي أحد الثقات عندي أن رجلا مر بالعراق قديما، وكان معه ساعة يد، وساعة اليد في ذلك الوقت لا توجد، فرآها بعض السراق فحاول أن يأخذها، المهم استغفل الرجل ثم أخذها من يده، استخرجها من يده وهو لا يشعر، هذا الرجل كان إبان تسلط الإنجليز على العراق، وكبرت عنده لأنه من الإنجليز الرجل، وأعلنوا في الصحف أن الذي يأتي بها له كذا وكذا من المال، فجاء بها السارق، فأتي به إلى الرجل، وقال له الرجل كيف أخذت الساعة من يدي ؟ قال : نحن لا نخبرك كيف أخذنا إلا إذا كنت تريد أن تكتب ما أقول كتابة، وكان السارق ينظر إلى قلمه قلم الرجل، قال : طيب، أكتب ما تقول لأن هذا مهم أن نعرف كيف سرقت حتى نتحرز منك ومن مثالك، قال : طيب، أخرج القلم، جاء يخرجه من مخباته ما وجد القلم ، سرقه السارق ، فاندهش تعجب، أين القلم أين ذهب ؟ قال : هذا القلم تفضل، قال : كيف أخذته ؟ فقال له : هذه مهنة لنا، لا يمكن أن نطلع عليها أحدا أبدا، لو أطلعنا الناس عليها ما تمكنا منها.
فأقول بعض السراق يكون جيدا جدا، على كل حال هذه ليست سرقة لأنها ليست على وجه الاختفاء ، لكنها نهبة، والرسول عليه الصلاة والسلام : لا ينتهب نهبة يرفع الناس فيها أبصارهم وهو مؤمن فهذه الأشياء الأربعة لا يكون الإنسان مؤمنا حين فعلها أو حين مباشرة فعلها.
وقد استدل بهذا الحديث الخوارج والمعتزلة، حيث قالوا إن فاعل الكبيرة يخرج من الإيمان، الخوارج قالوا يكفر، والمعتزلة قالوا في منزلة بين منزلتين.
وأهل السنة يجيبون عن هذا بأن الإيمان ينفى أصله وينفى كماله، والمراد هنا نفي كماله.
ولكن يرد على أهل السنة أن الأصل في النفي نفي الوجود، هذا الأصل، ثم نفي الصحة ، وهو حقيقة نفي للوجود، لكنه نفي للوجود الشرعي، ثم نفي الكمال، ولا نعدل عن الأول إلى الثاني إلا بدليل.
فأجاب أهل السنة عن هذا الإيراد بأن الدليل عندنا هو أن الرسول عليه الصلاة والسلام أخبر في أحاديث كثيرة أن الإنسان لا يخرج من الإيمان بالزنا والسرقة كما في حديث أبي ذر أن الرسول قال له : وإن زنى وإن سرق وإن رغم أنف أبي ذر .
وبهذا يكون الصحيح ما ذهب إليه أهل السنة من أن فاعل الكبيرة لا يخرج من الأيمان بل هو مؤمن ناقص الإيمان، أو نقول مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته.
الفتاوى المشابهة
- حدثنا يحيى بن بكير حدثني الليث عن عقيل عن اب... - ابن عثيمين
- حدثنا محمد بن المثنى أخبرنا إسحاق بن يوسف أخ... - ابن عثيمين
- حدثني محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا س... - ابن عثيمين
- وحدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد قال... - ابن عثيمين
- حدثني عمرو بن علي حدثنا عبد الله بن داود حدث... - ابن عثيمين
- حدثنا آدم حدثنا شعبة عن الأعمش عن ذكوان عن أ... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : ولا يسرق السارق حين يسرق وه... - ابن عثيمين
- حدثني محمد بن المثنى حدثنا بن أبي عدي عن شعب... - ابن عثيمين
- ما المقصود بالحديث التالي قال صلى الله عليه... - ابن عثيمين
- حدثني حرملة بن يحيى بن عبد الله بن عمران الت... - ابن عثيمين
- حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن اب... - ابن عثيمين