تم نسخ النصتم نسخ العنوان
صفة الحج والعمرة وبيان أقسام الأنساك. - ابن عثيمينالشيخ : أما اليوم فسنتكلم عن صفة الحج والعمرة فالأنساك الشرعية ثلاثة أقسام حج مفرد وقران وتمتع فأما الحج المفرد فأن يحرم الإنسان بالحج مفردا فيقول " لبي...
العالم
طريقة البحث
صفة الحج والعمرة وبيان أقسام الأنساك.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : أما اليوم فسنتكلم عن صفة الحج والعمرة فالأنساك الشرعية ثلاثة أقسام حج مفرد وقران وتمتع فأما الحج المفرد فأن يحرم الإنسان بالحج مفردا فيقول " لبيك حجا " وأما القران فأن يحرم بالعمرة والحج جميعا فيقول " لبيك عمرة وحجا " أو يحرم بالعمرة أولا ثم يدخل الحج عليها قبل الشروع في طوافها كما جرى ذلك لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين أحرمت بالعمرة فأصابها الحيض فأمرها النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن تدخل الحج على العمرة وكان ذلك قبل أن تطوف بالعمرة .
أما التمتع فهو أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج أي بعد دخول شوال بنية أن يحج هذا العام ثم يتحلل منها ويحرم بالحج في وقته وهذا الأخير أعني التمتع هو الأفضل لأنه الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ولأنه أكثر عملا فإن المتمتع يأتي بالعمرة كاملة ويتحلل منها ثم يأتي بالحج إلا إذا ساق الهدي معه بأن اصطحب معه هديا إلى مكة فإنه لا سبيل له إلا القران فقط أو الإفراد لأن من ساق الهدي لا يمكن أن يتحلل إلا يوم العيد ودليل ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما حج أمر أصحابه أن يجعلوا إحرامهم عمرة إلا من ساق الهدي وبقي هو صلى الله عليه وسلم على إحرامه لأنه قد ساق الهدي .
نعود الآن فنتكلم عن التمتع قلنا إن التمتع أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج أي بعد دخول شوال ويحل منها ثم يحرم بالحج في ذلك العام .
فكيفية العمرة : أن الإنسان إذا وصل إلى الميقات اغتسل وتجرّد من ثيابه أنه إذا وصل إلى الميقات تجرّد من ثيابه واغتسل وتطيب في رأسه وفي لحيته كما فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم يلبس إزارا ورداء أبيضين نظيفين أو جديدين وتفعل المرأة كما يفعل الرجل إلا في اللباس فإنها تلبس ما تلبسه عادة وتلبس ما شاءت من الثياب إلا أنها لا تتبرج بالزينة ولا تتطيب بالطيب الذي تظهر رائحته لئلا يكون في ذلك فتنة .
فإذا أتم ذلك فليحرم إذا ركب السيارة يقول لبيك اللهم عمرة ولا حاجة أن يقول متمتعا بها إلى الحج يقول لبيك اللهم عمرة ونيته كافية ولا يزال يلبي حتى يصل إلى مكة .
ثم يعمد إلى الكعبة فيطوف وهذا الطواف هو الطواف الأول وفيه ينبغي للرجل أن يضطبع من أول الطواف إلى آخره وأن يرمل في الأشواط الثلاثة .
فالاضطباع أن يجعل وسط ردائه تحت إبطه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسر في كل الطواف لكن لا يضطبع قبل الطواف ولا بعده وأما الرمل فيكون في الأشواط الثلاثة الأولى فقط وهو أن يسرع في المشي مع مقاربة الخطا وفي ابتداء الطواف يستلم الحجر الأسود ويقبله فإن لم يستطع استلمه وقبّل يده فإن لم يستطع أشار إليه .
ولا يقبل يده ويقول في ابتداء الطواف بسم الله والله أكبر اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك ووفاء بعهدك واتباعا لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم .
ويجعل البيت عن يساره ويمسح الركن اليماني بيده اليمنى فإن لم يستطع فإنه لا يشير إليه لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم . والعبادات لا تثبت القياس ويقول بينه وبين الحجر الأسود ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار فإن قالها قبل أن يصل إلى الحجر الأسود وذلك فيما إذا كان المطاف زحاما فإنه يكررها ولو كررها عشر مرات لا يضر فإذا حاذى الحجر الأسود كبر ثم يكبر كلما حاذى الحجر الأسود ولا يكبر عند الركن اليماني لعدم وروده عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
فإذا أتم سبعة أشواط يدعو فيها ويذكر الله ويقرأ القرآن إن أحب وإذا رأى منكرا أنكره وإذا رأى إخلالا بواجب أمر به لأن هذا من الخير لكن لا يشغله عن طوافه ثم يصلي ركعتين خلف المقام يقرأ في الأولى قل يا أيها الكافرون وفي الثانية قل هو الله أحد مع الفاتحة ويسن تخفيفهما ثم ينصرف بعدهما فورا ولا يجلس للدعاء لعدم وروده عن النبي صلى الله عليه وسلم يتجه بعد ذلك إلى المسعى فإذا دنا من الصفا قرأ " إن الصفا والمروة من شعائر الله ابدأ بما بدأ الله به " .
فيرقى على الصفا ويستقبل القبلة ويرفع يديه داعيا ويقول الله أكبر ثلاثا لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ثم يدعو بما أحب ثم يعيد الذكر مرة ثانية ثم يدعو بما أحب ثم يعيد الذكر مرة ثالثة ثم ينزل متجها إلى المروة حتى يصل إلى العمود الأخضر ثم يسعى سعيا شديدا أي يركض إلا إذا كان هناك زحام وتأذى بالركض أو آذى غيره فلا يفعل فإذا وصل إلى المروة صعد عليها وقال ما قاله على الصفا هذا شوط .
إذا رجع من المروة إلى الصفا فهو شوط آخر حتى يكمل سبعة أشواط فماذا يقول في هذه الأشواط الطويلة يقول ما شاء من ذكر ودعاء وقرآن وغير هذا وأنبه هنا أنه يوجد كتيبات فيها الدعاء لكل شوط في الطواف والدعاء لكل شوط في السعي وهذه بدعة لا أصل لها ولا يعمل بها لأن كل بدعة ضلالة فيه .
أيضا بعض الناس كلما صعد الصفا أو أقبل عليه قال إن الصفا والمروة من شعائر الله وكذلك في المروة وهذا خطأ تقرأ هذه الآية إذا خرجت من المسجد الحرام ودنوت من الصفا قبل أن تصعد عليه تقرؤها مرة واحدة في أول مرة فقط ثم بعد السعي يقصّر من رأسه من جميع الرأس .
وبذلك تمت العمرة وحلّ التحلل كله فإذا كان اليوم الثامن من ذي الحجة أحرم بالحج فماذا يصنع نقول أيام الحج اليوم الثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر خمسة أيام وإن شاء زاد الثالث عشر فتكون ستة .
ولننظر ماذا يفعل في اليوم الأول في اليوم الأول يوم الثامن يحرم بالحج ضحى قبل الظهر من مكانه الذي هو فيه إن كان في مكة فمن مكة إن كان في منى فمن منى إن كان في عرفة فمن عرفة من أي مكان .
الطالب : لو في جدة يا شيخ في جدة ؟

الشيخ : فيحرم بالحج من مكانه في أي مكان ثم يخرج إلى منى ويبقى فيها يصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرا بلا جمع لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يجمع في حجه حين خرج إلى الحج إلا في عرفة ومزدلفة فقط فإذا طلعت الشمس يوم عرفة وهو اليوم التاسع فماذا يفعل ؟
يذهب إلى عرفة وإن تيسر له أن ينزل بنمرة نزل إلى زوال الشمس ثم ركب إلى عرفة وإن لم يتيسر كما هو الغالب في الوقت الحاضر فليستمر في سيره إلى عرفة وينزل في عرفة فإذا زالت الشمس صلى الظهر والعصر جمع تقديم ثم تفرّغ بعد ذلك للدعاء والذكر يدعو الله سبحانه وتعالى ويذكره بما شاء إلى أن تغرب الشمس .
وبهذا تنتهي أعمال اليوم التاسع اليوم العاشر ومنه الليلة ليلة العاشر بعد غروب الشمس يدفع من عرفة إلى مزدلفة فيصلي بها المغرب والعشاء جمعا وقصرا ويبيت بها حتى يصلي الفجر ثم يذكر الله عز وجل إلى أن يسفر جدا ثم ينصرف إلى منى ، فماذا يفعل في هذه الليلة يصلي المغرب والعشاء في مزدلفة ويبيت بها ويصلي الفجر ويدعو حتى يسفر جدا وله أن يدفع في آخر الليل من مزدلفة إذا غاب القمر لكن إن كان قويا لا يشق عليه مزاحمة الناس فإنه يبقى حتى يصلي الفجر ويدعو وإن كان ضعيفا يشق عليه مزاحمة الناس أو امرأة أو نساء فإنه لا حرج عليه أن ينصرف في آخر الليل وليس الحكم معلقا بنصف الليل بل في آخر الليل .
وكانت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ترتقب غروب القمر فإذا غاب دفعت في يوم العيد بعد أن يصل إلى منى يفعل ما يأتي أولا رمي جمرة العقبة يرميها بسبع حصيات متعاقبات يكبر مع كل حصاة ثم ينصرف ولا يقف ثانيا النحر ينحر الهدي أو يذبحه إن كان من الإبل فنحر وإن كان من غيرها فذبح ثالثا الحلق أو التقصير رابعا الطواف بالبيت خامسا السعي بين الصفا والمروة خمسة أنساك تفعل في اليوم العاشر ولهذا سمي هذا اليوم يوم الحج الأكبر لأنه أكثر الأيام أنساكا وأنساك متنوعة رمي ونحر وحلق طواف وسعي .
وهذه الأنساك مرتبة كما سمعتم يبدأ أولا بالرمي ثم بالنحر ثم بالحلق أو التقصير ثم بالطواف ثم السعي فترتب هكذا وإن قدّم بعضها على بعض فلا حرج يعني لو أنه حين دفع من مزدلفة استمر في السير حتى وصل إلى مكة وطاف وسعى وخرج إلى منى فرمى ونحر وقصّر أو حلق فلا حرج عليه ولو أنه رمى ثم حلق أو قصّر ثم نزل إلى مكة وطاف وسعى ثم عاد إلى منى ونحر فلا بأس ولو أنه رمى ثم نحر ثم نزل إلى مكة وطاف وسعى ثم حلق فلا بأس .
المهم أن تقديم هذه الأفعال الخمسة بعضها على بعض لا بأس به لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسأل يوم العيد في التقديم والتأخير فما سئل عن شيء قدّم ولا أخّر إلا قال افعل ولا حرج إذن في اليوم العاشر ماذا نفعل نفعل خمسة أنساك الرمي ثم النحر ثم الحلق أو التقصير ثم الطواف ثم السعي مرتبة هكذا وإن قدّم بعضها على ببعض فلا باس .
وإن أخّر الطواف والسعي حتى ينزل من منى فيطوف ويسعى عند سفره فلا بأس وفي هذه الحال يجزئ عن طواف الوداع وإن نزل من منى ليلا وطاف وسعى في الليلة الحادية عشرة أو الثانية عشرة فلا بأس لكن يلاحظ ألا ينزل من منى إلا بعد منتصف الليل لأنه لو نزل من قبل فربما يحجزه السير عن الرجوع إلى منى فيفوته المبيت .
فليكن محتاطا إما أن ينزل مبكرا في النهار ليتمكن من الطواف والسعي والرجوع إلى منى قبل منتصف الليل وإما أن يتأخر حتى يمضي أكثر الليل ثم ينزل ليطوف ويسعى في اليوم الحادي عشر يرمي الجمرات الثلاث الأولى ثم الوسطى ثم العقبة فيرمي الأولى بسبع حصيات متعاقبات يكبر مع كل حصاة ثم يقف بعد ذلك مستقبل القبلة رافعا يديه يدعو دعاء طويلا كما جاءت بذلك السنة ثم يرمي الوسطى بسبع حصيات متعاقبات يكبر مع كل حصاة ثم يتقدم ويقف طويلا مستقبل القبلة رافعا يديه يدعو الله عز وجل ثم يرمي جمرة العقبة ولا دعاء بعدها فجمرة العقبة ليس بعدها دعاء لا يوم العيد ولا الأيام التي بعده .
وفي اليوم الثاني عشر يرمي الجمرات أيضا الثلاث متعاقبات الأولى ثم الوسطى ثم العقبة ثم ينصرف ولا يرمي في هذين اليومين أعني الحادي عشر والثاني عشر إلا بعد الزوال لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يرم إلا بعد الزوال وقال خذوا عني مناسككم .
وبعد رمي الجمرات في اليوم الثاني عشر إن شاء تعجّل ونزل إلى مكة وأنهى حجه وإن شاء تأخر لليوم الثالث عشر لأن الله تعالى يقول فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى فإذا كان اليوم الثالث عشر وهو متأخر في منى رمى الجمرات الثلاث كما يرميها في اليوم الحادي عشر واليوم الثاني عشر وبذلك انتهت أعمال الحج وإذا أراد الخروج إلى بلده فإنه لا يخرج حتى يطوف للوداع طوافا بدون إحرام وبدون سعي تقبل الله منا ومنكم ومن جميع المسلمين ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى إنه جواد كريم والآن يأتي دور الأسئلة من اليمين .

Webiste