تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قوله تعالى : [ كلا إن كتاب الفجار لفي... - ابن عثيمينالشيخ : في هذا اللقاء نستمر في تفسير سورة المطففين الذي انتهينا فيه إلى قول الله تعالى  كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين  إلى آخره .كلا إذا...
العالم
طريقة البحث
تفسير قوله تعالى : [ كلا إن كتاب الفجار لفي سجين ] إلى قوله تعالى : [قال أساطير الأولين] من سورة المطففين .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : في هذا اللقاء نستمر في تفسير سورة المطففين الذي انتهينا فيه إلى قول الله تعالى كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين إلى آخره .
كلا إذا وردت في القرآن لها معانٍ حسب السياق قد تكون حرف ردع وزجر وقد تكون بمعنى : حقًّا وقد يكون لها معانٍ أخرى يعينها السياق ، لأن الكلمات في اللغة العربية ليس لها معنى ذاتي لا تتجاوزه بل كثير من الكلمات العربية لها معانٍ تختلف بحسب سياق الكلام .
في هذه الآية يقول : كلا إن كتاب الفجار لفي سجين : فتحتمل أن تكون بمعنى حقًا إن كتاب الفجار لفي سجين أو تكون بمعنى الردع عن التكذيب بيوم الدين .
وعلى كل حال فبيّن الله تعالى في هذه الآية الكريمة أن كتاب الفجار في سجين ، وسجين قال العلماء : إنه مأخوذ من السجن وهو الضيق أي في مكان ضيق وهذا المكان الضيق هو نار جهنم والعياذ بالله كما قال الله تبارك وتعالى إذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا وجاء في حديث البراء بن عازب الطويل المشهور في قصة المحتضر وما يكون بعد الموت أن الله سبحانه وتعالى يقول اكتبوا كتاب عبدي في سجين يعني الكافر في الأرض السابعة السفلى .
فسجين هو أسفل ما يكون من الأرض الذي هو مقر النار نعوذ بالله منها فهذا الكتاب في سجين .
ثم عظّم الله عز وجل هذا السجين بقوله وما أدراك ما سجين ، فالاستفهام هنا للتعظيم أي ما الذي أعلمك بسجين ، وهل بحثت عنه وهل سألت عنه ؟ حتى يبين لك .
والتعظيم قد يكون لعظمة الشيء رفعة وقد يكون لعظمة الشيء نزولا وهذا التعظيم في سجين ليس لرفعته وعلوه ولكنه لسفوله ونزوله ثم قال تعالى كتاب مرقوم كتاب هذه لا تعود على سجين وإنما تعود على كتاب كلا إن كتاب الفجار فما هذا الكتاب ؟ فقال كتاب مرقوم يعني مكتوب لا يزاد فيه ولا ينقص ولا يبدل ولا يغيّر بل هذا مآلهم ومقرهم والعياذ بالله أبد الآبدين .
كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين : ويل سبق الكلام عليها في هذه السورة وقلنا إنها كلمة وعيد يتوعد الله بها من يستحق الوعيد وهي كثيرة في القرآن الكريم .
ويل يومئذ للمكذبين الذين يكذبون بيوم الدين والكلام كله في يوم الدين من أول السورة إلى آخرها كله في يوم الدين والجزاء .
هؤلاء الذين يكذبون بيوم الدين توعدهم الله بالويل لأن هؤلاء المكذبين بيوم الدين لا يمكن أن يستقيموا على شريعة الله لا يستقيم على شريعة الله إلا من آمن بيوم الدين لأن من لم يؤمن به هو إنما آمن بالحياة فقط فهو لا يهتم بما وراءها ولا يعمل لذلك وإنما يبقى كالأنعام يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم .
ولهذا أظنكم تعلمون معي أن الله يقرن الإيمان به بالإيمان باليوم الآخر دائما لأن الإيمان بالله ابتداء والإيمان باليوم الآخر انتهاء ، فتؤمن بالله ثم تعمل لليوم الآخر الذي هو المقر .
فهؤلاء والعياذ بالله كذبوا بيوم الدين ومن كذب به لا يمكن أن يعمل له أبدا لأن العمل مبني على عقيدة إذا لم يكن عندك عقيدة فكيف تعمل ؟
ولهذا قال : وما يكذب به إلا كل معتد أثيم يعني ما يكذب بيوم الدين وينكره إلا كل معتدٍ أثيم أي معتد في أفعاله أثيم في أقواله وقيل معتد في أفعاله أثيم في كسبه أي أن مآله إلى الإثم والمعنيان متقاربان .
المهم أنه لا يمكن أن يكذب بيوم الدين إلا رجل معتدي أثيم آثم كاسب للآثام التي تؤدي به إلى نار جهنم نعوذ بالله .
إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين إذا تتلى عليه يعني إذا تلاها عليه أحد وهو يدل على أن هذا الرجل لا يفكر أن يتلو آيات الله ولكنها تتلى عليه فإذا تليت عليه قال أساطير الأولين أي هذه أساطير الأولين وأساطير جمع أسطورة وهي الكلام الذي يذكر للتسلي ولا حقيقة له ولا أصل له فيقول هذا القرآن أساطير الأولين لماذا لا ينتفع بالقرآن وهو أبلغ الكلام وأشده تأثيرا على القلب حتى قال الله تعالى إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد

السائل : ... يلحق بهذا ولا أجيب سؤالا آخر

الشيخ : لا هات السؤال اللي عندك ولا اعتبر ما يلحق بهذا سؤالا لك

Webiste