تم نسخ النصتم نسخ العنوان
هل الإعداد للجهاد فرض عين أم فرض كفاية .؟ - ابن عثيمينالسائل : السّلام عليكم ورحمة الله.الشيخ : وعليكم السّلام ورحمة الله.السائل : في البداية نحب أن نخبرك أنّنا أتينا من المنطقة الشّرقيّة للسّلام عليكم.الشي...
العالم
طريقة البحث
هل الإعداد للجهاد فرض عين أم فرض كفاية .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : السّلام عليكم ورحمة الله.

الشيخ : وعليكم السّلام ورحمة الله.

السائل : في البداية نحب أن نخبرك أنّنا أتينا من المنطقة الشّرقيّة للسّلام عليكم.

الشيخ : وعليكم السّلام، بارك الله فيكم.

السائل : ونتمنّى زيارتكم للمنطقة الشّرقيّة لإلقاء محاضرة هناك.

الشيخ : أقول أسأل الله أن ييسّر هذا.

السائل : نسأل الله ذلك، والله يشرّفنا ذلك كثيرا.

الشيخ : الله يبارك فيك.

السائل : فالمحاضرات ليست بتلك الكثرة مثل الرّياض وغيرها.

الشيخ : نعم.

السائل : السّؤال الأوّل يا فضيلة الشّيخ: هل الإعداد للجهاد فرض عين أم فرض كفاية؟

الشيخ : الإعداد للجهاد ومباشرة الجهاد فرض كفاية، فلو وجدنا مثلاً أمّة تستعدّ للجهاد في سبيل الله، وعندها ما يكفي صار في حقّ الآخرين سنّة وليس بواجب، وإذا لم يوجد أحدٌ أَثِمَ الجميع في عدم الإعداد وعدم الجهاد، لكن الأمر كما ترى في الوقت الحاضر ليس هناك صِدْقٌ مع الله، لا بالنسبة للناس، ولا بالنسبة لحكام الناس، فأما النّاس فتجد عامتهم وأكثرَهم غافلين عن هذا إطلاقاً، وليس عندهم استعداد، فهم في غفلة، بل لم يحصل منهم ولا جهاد أنفسهم عن محارم الله، وأما الحكّام فكما ترى، غافلون عن هذا نهائياً، ولذلك أصبحت الأمة الإسلامية الآن أمةً ممزّقة متفرّقة، وأصبح الكفّار هم الذين لهم السّيطرة على العالم، ولا يمكن أن يكون لنا سيطرة على العالم وعلى الكفّار إلا بالرّجوع إلى الدّين الذي بعث الله به محمداً صلّى الله عليه وسلّم وتطبيقِه عقيدة وقولا وعملا في عبادة الله، وفي معاملة عباد الله.
ولهذا لَمَّا قال أبو سفيان لـهرقل ما يعلمه من صفات الرسول عليه الصلاة والسلام ومعاملته، قال له: " إن كان ما تقولُه حقاً فسيملك ما تحت قدميّ هاتين " ، فنحن الآن في حال يُرثى لها في الواقع، نسأل الله تعالى أن يعيد للأمة الإسلامية مجدها.

السائل : طيب يا شيخ هل للإنسان إذا توفرت له الفرصة للإعداد، يعني الذّهاب إلى منطقة ويعدّ نفسه بالسلاح، هل يصبح في حقه فرض عين ويذهب؟

الشيخ : هو فرض كفاية، لا يكون الجهاد فرض عين إلا في أحوالٍ معينة عيَّنها العلماء:
الأوّل: إذا حضر الصّف لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ .
وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن التولي يوم الزحف من الموبقات.
الثانية: إذا حاصر بلدَه العدو فلا بد أن يدافع لفك الحصار عن بلده، وفي هذه الحال قال العلماء إنه يكون فرض عين، لأن هذا كتقابل الصفَّين.
الثالثة: إذا استنفره الإمام فلو قال: يا فلان اخرج، صار فرض عين، ولا يجوز أن يقول مُرْ غيري، بل يجب أن يطيع.
الرابعة: إذا دعت الحاجة إليه بعينه مثل أن يكون عارفاً بنوع من السلاح، ولا يستخدمه إلا مثلُه، فهنا يتعين عليه أن يباشر القتال بهذا السلاح الذي لا يعرفه إلا هو.
هذه الأحوال الأربع هي التي ذكر العلماء أن الجهاد يكون فيها فرض عين، وما عدا ذلك فإنه فرض كفاية.
ثم إن كونه فرض كفاية أو فرض عين لا بد له من شروط، وهي: القدرة، فإن لم يكن عند الإنسان قدرة فإنه لا يُلْقِي بنفسه إلى التهلكة، قال الله تعالى: وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ .

السائل : ثمّ فضيلة الشّيخ .

الشيخ : لا، سؤال واحد بس، نعم.

Webiste