تم نسخ النصتم نسخ العنوان
هل يجوز إخراج الأطفال الذين لا يحسنون الصلاة... - ابن عثيمينالسائل : فضيلة الشيخ بالنسبة للأطفال اللي ما يحسنون الصلاة، يتلفتون، أو يركعون ولا يسجدون معنا، هل يجوز إخراجهم من الصف أو يُتركون؟الشيخ : الأطفال الصغا...
العالم
طريقة البحث
هل يجوز إخراج الأطفال الذين لا يحسنون الصلاة من الصف أم يتركون؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : فضيلة الشيخ بالنسبة للأطفال اللي ما يحسنون الصلاة، يتلفتون، أو يركعون ولا يسجدون معنا، هل يجوز إخراجهم من الصف أو يُتركون؟

الشيخ : الأطفال الصغار إن حصل منهم أذية فإنهم يُخْرَجون، لكن كيف يكون إخراجهم؟ ليس بالزجر والصياح عليهم.
إخراجهم بأن يتصلوا بأولياء أمورهم، ويقال: يا فلان، إن ابنك أو أخاك يشوِّش علينا، حتى يكون كفُّه عن المسجد من قِبَل ولي أمره، وأنت تعلم أنك لو صحت بهذا الصبي انزعج وكره المسجد، وكره الحضور إليه، وربما يكون في قلب وليه شيء عليك، لكن إذا أتيت الأمر من بابه صار أحسن، أما إذا كان صبيًّا لا يحصل منه أذية، لا بقوله ولا بفعله، فإنه لا يجوز إخراجه من المسجد، ولا تحويله من مكانه، ولو كان في مُقَدَّم الصف إلى مكان آخر، بل يبقى في مكانه، ولو كان خلف الإمام، لأن من سبق إلى ما لم يسبق إليه أحد فهو أحق به، وقد "نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقيم الرجل أخاه من مكانه ويجلس فيه" .
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز تحويل الصغار من الصف الأول إلى الثاني، فإن جاء رجال بالغون حولناهم من الثاني إلى الثالث، وهكذا حتى يكونوا في آخر المسجد، بناءً على قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "لِيَلِنِي منكم أولو الأحلام والنُّهى" أولو الأحلام يعني: البالغين، والنُّهى يعني: العقلاء، ولكن في الاستدلال بهذا الحديث على هذه المسألة نظر، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "لِيَلِنِي منكم أولو الأحلام والنُّهى" يريد حث هؤلاء على التقدم حتى يَلُوا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولو كان يريد طرد الصغار من الصف الأول وما أشبه ذلك لقال: لا يَلِنِي منكم إلا أولو الأحلام والنهى، فلو كانت عبارة الحديث: لا يَلِنِي إلا أولو الأحلام، لقلنا: هذا نهي عن أن يَلِيه الصغار أو المجانين فيُحوَّلون إلى مكان آخر
ثم إن في تحويل الصغار من الصفوف المقدَّمة حتى يكونوا في آخر صف، هذا مما يزيد كراهتهم للمسجد وأهل المسجد، ومما يزيد تشويشهم أيضاً، لأنهم إن كانوا صفاً واحداً كَثُر منهم التشويش واللغط، بخلاف ما إذا كانوا بين الناس.
نعم لو فرضنا أنه كان إلى جنبك صبيان، وخشيتَ أن يعبثا فلا بأس أن تفرق بينهما، درءاً لِمَا يُخشى من المفسدة.

Webiste