تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا بن أبي عدي وعبد ا... - ابن عثيمينالقارئ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ،  أَنَّ ن...
العالم
طريقة البحث
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا بن أبي عدي وعبد الأعلى عن سعيد عن قتادة عن أنس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء حتى يرى بياض إبطيه غير أن عبد الأعلى قال يرى بياض إبطه أو بياض إبطيه
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ إِلَّا فِي الِاسْتِسْقَاءِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ . غَيْرَ أَنَّ عَبْدَ الْأَعْلَى، قَالَ: يُرَى بَيَاضُ إِبْطِهِ، أَوْ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ

الشيخ : هذا الحديث فيه إشكالان، الإشكال الأول أنه قال : فأشار بظهر كفيه إلى السّماء أشار بظاهر كفّيه، فهل المعنى أنه دعا ورفع يديه مقلوبتين، بطونهما إلى الأرض، أو أن المعنى أنه من المبالغة، وشدّة الرّفع صار كأن الكف مما يلي السّماء، على قولين للعلماء، منهم من قال: أنه في الاستسقاء يدعو الله تعالى بكفّيه مقلوبتين ظهورهما إلى السّماء هكذا، ثمّ إنّ بعضهم عمّم، وقال: إن دعا لجلب منفعة جعل بطون الكفّين إلى السّماء، وإن دعا بدفع مضرّة جعل بطون كفيه إلى الأرض، وظهورهما نحو السّماء، ثمّ علل، يجعل ظهور الكفين إلى السّماء لأن الشّرّ يُدفع، فكان بظهر الكف أقوى وأشد فكأنه اختار أن يكون الدّعاء بظهر الكف، ولكن شيخ الإسلام رحمه الله أبى ذلك كله، وقال: إن الدعاء طلب، واستجداء، والعادة أن الطّالب المستجدي يمدّ كفّيه مبسوطتين: إلا كباسط كفّيه إلى الماء ليبلُغ فاه، ولكن من شدّة رفع النبي صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء صار الرّائي لهما أي للكفّين يراهما وكأنهما مقلوبتين إلى السّماء. فهذا جواب الإشكال الذي في قوله : وأشار بظاهر كفيه إلى السّماء ، الإشكال الثاني: يقول : كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ إِلَّا فِي الِاسْتِسْقَاءِ، وهذا عامّ أريد به الخاص، ومراده: أنه لا يرفع يديه في شيء من دعائه حال الخطبة إلا في الاستسقاء، وإلا فقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسّلام أنه رفع يديه في أكثر من ثلاثين موضعاً، ساقها بعض الشّراح في هذا.
كان علي الصلاة والسلام يرفع يديه عند الصّفا وعلى المروة، وفي عرفة، وعند الجمرتين، وفي مواضع كثيرة، فمراد أنس رضي الله عنه : كَانَ لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ إِلَّا فِي الِاسْتِسْقَاءِ ، يعني في الخطبة، فهو عامٌّ أريد به الخاص، واللغة العربية واسعة يقع فيها العامّ ويُراد به الخاص في مواطن كثيرة، وبهذا يزول الإشكال، ونقول أيضاً: إن في حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم دعا في الخطبة في الاستصحاء، متى؟ في خطبة الجمعة، حين جاءه الرّجل وقال: يا رسول الله غرِق المال، وتهدّم البناء، فادعُ الله أن يصرفه عنّا فقال: اللهم حوالينا ولا علينا، وهو في الصحيحين، وعلى هذا فهذا العموم ليس على إطلاقه.

Webiste