تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح حديث : ( ما بعث الله من نبي ولا است... - ابن عثيمينالشيخ : على كل حال الدخلاء كلمة تقال في الشيء الغريب يقال هذه الكلمة دخيلة على اللغة العربية يعني ليست من صميم اللغة العربية والبطانة في الحقيقة خاصة ال...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح حديث : ( ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان ... )
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : على كل حال الدخلاء كلمة تقال في الشيء الغريب يقال هذه الكلمة دخيلة على اللغة العربية يعني ليست من صميم اللغة العربية والبطانة في الحقيقة خاصة الرجل الذين يختصهم من بين الأصحاب فهؤلاء هم البطانة وسموا بطانة لعلمهم بباطن أمره أو لأنهم يأتون إليه في بواطن الأحوال والبطانة لا شك أن لها تأثيرا على الشخص لأنها هي التي تكون عنده دائما تجالسه تخرج معه تأتي معه فلها أهمية عظيمة ولهذا ينبغي لنا إذا دعونا لولاة الأمور أن نخص بطانتهم أن يصلح الله لهم البطانة ثم ذكر حديث : ما بعث الله من نبي ومن هنا زائدة للتأكيد ولو حذفت وقيل ما بعث نبيا استقام الكلام ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانه تأمرهم بالمعروف وتحضه عليه وبطانة تامره بالشر وتحضه عليه أما في الخلفاء فلا إشكال في الأمر أن يكون لهم بطانة خير وبطانة شر لا إشكال فيه وليس بغريب ولو لم يكن من بطانتهم إلا أهله واولاده فإنهم بطانة وقد قال الله تعالى : إنما أموالكم وأولادكم فتنة إن من أموالكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم لكن الإشكال من نبي هذا يحتاج أن نسمع الشرح.
القارئ : " قوله : ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة في رواية صفوان بن سليم ما بعث الله من نبي ولا بعده من خليفة والرواية التي في الباب تفسر المراد بهذا وأن المراد ببعث الخليفة استخلافه ووقع في رواية الأوزاعي ومعاوية بن سلام ما من وال وهي أعم قوله بطانة تأمره بالمعروف في رواية سليمان بالخير وفي رواية معاوية بن سلام بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر وهي تفسر المراد بالخير قوله وتحضه عليه بالحاء المهملة وضاد معجمة ثقيلة أي ترغبه فيه وتؤكده عليه قوله وبطانة تأمره بالشر في رواية الأوزاعي وبطانة لاتألوه خبالا وقد استشكل هذا التقسيم بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه وإن جاز عقلا أن يكون فيمن يداخله من يكون من أهل الشر لكنه لا يتصور منه أن يصغي إليه ولا يعمل بقوله لوجود العصمة وأجيب بأن في بقية الحديث الإشارة إلى سلامة النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله فالمعصوم من عصم الله تعالى فلا يلزم من وجود من يشير على النبي صلى الله عليه وسلم بالشر أن يقبل منه وقيل المراد بالبطانتين في حق النبي الملك والشيطان وإليه الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم : ولكن الله أعانني عليه فأسلم وقوله لا تألوه خبالا أي لا تقصر في إفساد أمره لعمل مصلحتهم وهو اقتباس من قوله تعالى : لا يألونكم خبالا ونقل بن التين عن أشهب أنه ينبغي للحاكم أن يتخذ من يستكشف له أحوال الناس في السر وليكن ثقة مأمونا فطنا عاقلا ".

Webiste