تم نسخ النصتم نسخ العنوان
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :( سئل رسول... - ابن عثيمينالشيخ : قال: " عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:  سئل النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن الخمر تتخذ خلًّا؟  " الخمر كلّ ما خامر العقل كما أعلنه أمير المؤمنين ...
العالم
طريقة البحث
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :( سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخمر تتخذ خلا ؟ فقال : لا ). أخرجه مسلم والترمذي ، وقال : حسن صحيح .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : قال: " عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سئل النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن الخمر تتخذ خلًّا؟ " الخمر كلّ ما خامر العقل كما أعلنه أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، قال: " الخمر ما خامر العقل " أي: غطّاه، وكيف يخامر العقل أي ما أثّر على وجه اللّذة والطّرب، هذا الخمر، إذا تناوله الإنسان سكر وصار له نشوة وصار يتصوّر نفسه ملكًا أو أفضل من الملك هذا هو الخمر، أما إذا غطّى العقل على سبيل الإخمال وعدم الشّعور فهذا ليس بخمر ولا يعاقب شاربه عقوبة شارب الخمر، والخمر محرّم بالكتاب والسّنّة وإجماع المسلمين وتحريمه ممّا يعلم بالضّرورة من دين الإسلام، ولهذا قال العلماء رحمهم الله: من أنكر تحريمه وقد عاش بين المسلمين فإنّه مرتدّ عن الإسلام، لأنّه أنكر ما علم بالدّين بالضّرورة وكل من أنكر ما علم من الدّين بالضّرورة فإنّه يكون مرتدًّا، كما لو أنكر تحريم الزّنا أو وجوب الصّلوات الخمس أو ما أشبه ذلك فهو محرّم بالكتاب والسّنّة والإجماع، وكذلك أيضًا النّظر والعقل يقتضيان أن يكون محرّمًا لأنّه يلحق صاحبه بمن؟ بالمجانين والعياذ بالله ولهذا يطلّق نساءه وربّما يقتل أولاده وربّما يفعل الفاحشة في أهله وقد قرأت قبل سنوات كثيرة في مجلّة لا أحبّ أن أذكر من أين هي صادرة أنّ شابًا دخل على أمّه في السّاعة الواحدة ليلًا وراودها عن نفسها يريد أن يفعل بها الفاحشة والعياذ بالله فأبت عليه فأخذ السّكّين وهدّد فقال إن لم تمكّنيني من نفسك فإنّي أقتل نفسي فأدركتها الشّفقة فمكّنته من نفسها والعياذ بالله فزنى بها والعياذ بالله، ولمّا أصبح كأنّما ضميره أشعره بذلك فجاء إلى أمّه فقال لها يا أمّي أفعلت كذا وكذا؟ قالت لا، خوفًا عليه فأقسم عليها إلاّ أن تخبره فأخبرته ثمّ إنّه انطلق منها وأخذ تنكة من الجاز ودخل الحمّام وصبّها عليه وأحرق نفسه والعياذ بالله، فانظر شرب خمر وزنا بالأم وفي النّهاية قتل نفس، ولهذا جاء في الحديث تسميتها بأمّ الخبائث ومفتاح كلّ شرّ، فالعقل يؤيّد الشّرع في تحريم الخمر ولكن النّاس قد اعتادوها قبل تحريمها، اعتادوها بإحلال الله لها حيث قال تبارك وتعالى: ومن ثمرات النّخيل والأعناب تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا السَّكَر: متعة السكر، رزقًا حسنًا: ببيعه وشرائه ونقله وما أشبه ذلك وهذا يدلّ على أنّه كان إيش؟ حلالًا بالنّصّ، ثمّ إنّ الله تعالى عرّض بالمنع منه فقال: يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما لمّا قال الله تبارك وتعالى هذا فإنّ العاقل سوف إيش؟ يتجنّبها، ما دام إثمهما أكبر من نفعهما فالعاقل لا يرتكب الإثم الأكبر من الإثم من أجل منفعة أقلّ منه، هذه مرحلة، المرحلة الثالثة قال الله تعالى: يا أيّها الذين آمنوا لا تقربوا الصّلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون وحتى هنا يحتمل أن تكون تعليليّة ويحتمل أن تكون غائيّة، المعنى لا تقربوها حتّى تصحوا هذه إذا كانت؟
الطالب : غائيّة.

الشيخ : غائيّة، أو تعليليّة، إنّما نهيناكم عن ذلك لتعلموا ما تقولون في صلاتكم فهي صالحة لهذا وهذا، إذا امتثل المسلمون هذا وامتثلوا والحمد لله فإنّهم سوف يمضي كبير من أوقاتهم لا يشربون فيه الخمر، كم أوقات الصّلاة؟
الطالب : خمسة.

الشيخ : خمسة أوقات، يحتاج أن يمسك عن الخمر قبل دخول الوقت بمدّة يمكنه فيها أن يصحو هذه المرحلة الثالثة، الرّابعة في سورة المائدة وهي من آخر ما نزل وليس فيها شيء منسوخ إطلاقا، قال الله تعالى: يا أيها الذبن آمنوا إنّما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلّكم تفلحون وانظر إلى التّعليل لمّا أمر باجتنابه بيّن ما يترتّب عليه وهو الفلاح، والفلاح كلمة جامعة لحصول المطلوب وزوال المكروه إنّما يريد الشّيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدّكم عن ذكر الله وعن الصّلاة فهل أنتم منتهون ماذا قال الصّحابة في جواب هذا الاستفهام؟ قالوا انتهينا، هذا إذا جعلنا ينتهون إستفهامًا، أمّا إذا جعلناها استفهامًا بمعنى الأمر فالمعنى فانتهوا كقوله تعالى: قل إنّما يوحى إليّ أنّما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون أي: فأسلموا له، على كلّ حال الخمر محرّمة بالإجماع، الخمر يمكن أن تتخلّل إمّا بمعالجة وإمّا بنفسها، إن تخلّلت بنفسها فهي حلال على قول جمهور العلماء حتى عند القائلين إنّ الاستحالة لا تطهّر يرون أنّ الخمر إذا تخلّلت بنفسها فإنّها تكون طاهرة، إن خلّلت بعلاج من فعل الآدمي بعد أن تخمّرت فهذا موضع خلاف بين العلماء منهم من قال: إذا كانت خمرة خلاّل فلا بأس، لأنّنا لو حرّمنا التّخليل على الخلاّل لضاع له بذلك مال كثير فيباح له بذلك تخليلها للضّرورة أي ضرورة الإبقاء على إيش؟
الطالب : على ماله.

الشيخ : على ماله، تعرفون الخلال من؟
الطالب : ...

الشيخ : بيّاع الخلّ، الذي يبيع الخلّ يصنعه ويبيعه، وإن كان غير خلاّل وهذا بعد أن كانت خمرًا فإنّها لا تحلّ، كذلك أيضًا قال بعض العلماء: إن خلّلها من يحلّ له شربها في دينه فإنّها حلال لغيره ولو كان الغير لا يرى حلّها في دينه مثل أن يخلّلها يهوديّ أو نصرانيّ فيجوز للمسلمين أن يشربوا هذا الخلّ، لأنّ الذي خلّلها من من يرى حلّها في دينه، طيب أمّا إذا خلّلت قبل أن تتخمّر بأن أضيف إليها شيء حامض أو خلّ خالص قبل أن تتخمّر فهذه حلال بالإجماع ولا إشكال فيه، والسّؤال سؤال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن الخمر بعد أن تتخلّل تتخذ خلاّ قال لا، أما إذا وضع فيها قبل تخمّرها فهذا لا بأس به باتّفاق العلماء مثل أن يوضع عليها الشّيء الحامض الذي يمنع تخمّرها لكن ما هي علامة الخمر؟ علامة الخمر أنّها إذا وصلت إلى حدّ معيّن بدأت تطيش وترتفع ويكون لها زبد حتى أنّه ربّما يكون نصف الإناء يكون إلى قرب ملئ الإناء هذا هو علامة الخمر، الخلاصة: أن نقول إذا تخلّلت بنفسها فما الحكم؟ فهي طاهرة حلال حكاه بعضهم إجماعًا حتى عند القائلين بأنّ النّجاسة لا تطهر بالاستحالة، إذا خلّلت بفعل آدميّ فهنا أقسام: أوّلًا أن يكون المخلّل لها خلاّلًا بحيث لو لم يفعل لتضرّر فيرى بعض العلماء أنّ ذلك جائز، ثانيًا: أن يكون المخلِّل لها ممّن يرى حلّها له في دينه كنصرانيّ أو يهوديّ يخلّل خمرًا فهذا جائز يعني يجوز للمسلم أن يشربها، لأنّ الفعل مأذون فيه بحسب إيش؟ بحسب الشّريعة عند المخلّل فأنا أيّها المسلم وصلت إليّ وهي؟ وهي خلّ حلال فلا تحرم،
الثالث: إذا خلّلها من لا يحلّ له تخليلها وهو المسلم، قلنا إن كان قبل أن تتخمّر فلا بأس وإن كان بعده فهي حرام، على أنّي رأيت بعض لكن لا أذكر اسمهم أنّه إذا خلّلها مسلم فهي حلال طاهرة ويكون المحرّم فعله، أمّا هي بذاتها وحقيقتها الآن فهي طاهرة ما فيها شيء طاهرة غير مسكرة، لكن هذا فيه نظر مع صحّة الحديث وسيأتي إن شاء الله بقيّة الكلام عليه.

Webiste