فوائد قول الله تعالى : (( وأعد للكافرين عذابا أليما ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا .
ومن فوائدها أن النار موجودة الآن لقوله : وَأَعَدَّ بلفظ الماضي والإعداد بمعنى التهيئة والنصوص في وجود النار الآن ووجود الجنة النصوص في هذا من القرآن والسنة كثيرة فهما الآن موجودتان وهما لا تفنيان على معتقد أهل السنة وإن كان ذكر خلاف عن السلف في أبدية النار هل هي مؤبدة أم لا ؟ والصحيح أنها مؤبدة بلا شك .
الطالب : ...؟
الشيخ : العصاة يخرجون منها والا هي باقية
الطالب :هي نار واحدة
الشيخ : هي نار واحدة نعم .إذاً والدليل على ذلك قوله تعالى يخاطب الذين آمنوا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ [آل عمران130 :131]فحذر المؤمنين من النار التي أعدت للكافرين نعم والصواب بلا شك أن النار مؤبدة وفي ذلك ثلاث آيات من كتاب الله آية في النساء وآية في الأحزاب وآية في الجن فأما آية النساء فقوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا [النساء168 :169]وأما في الأحزاب ففي قوله : إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا [الأحزاب :65]وأما في سورة الجن في قوله تعالى : إِلَّا بَلاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا [الجن :23]وإذا كان هؤلاء خالدين أبداً فإنه يلزم من تأبيد الخالد تأبيد المكان الذي هو فيه حتى في الجنة أيضاً يعني معناها أن هذا كائن بمشيئة الله .
الطالب :... أحقاباً ؟
الشيخ :من يقول : أحقاباً يعني دهوراً كثيراً ما يحصيها إلا الله نعم ثم إن بعضهم قال : لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا [النبأ :23]يعني بالنسبة لما بعدها لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا [النبأ :24]ففي هذه الأحقاب لا يذوقون فيها بردا ًولا شراباً وفي أحقاب أخرى يتغير الحال ما فيها رد بنص صريح .
وفي الآية دليل على.
الطالب : ...؟
الشيخ : لا دعك من وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ
الطالب :...
الشيخ : ما تدل على التأبيد هذا أقول عندنا ثلاث آيات تكفي .
أقول في الآية دليل على أن أهل النار يذوقون العذاب ويتألمون منه لقوله : أليما فيكون في هذه الفائدة رد على قول من يقول إن أهل النار يكونون جهنميين فلا يحسون بعذاب والعياذ بالله ومعنى ذلك إذا كانوا لا يحسون بعذاب انتفى العذاب ما في عذاب نعم وقد ذكر الله أن جلودهم تنضج كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا [النساء :56]وأخبر أنها تحرق وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ [الأنفال :50]فبين الله عز وجل أن جلودهم تنضج ليذوقوا العذاب ولولا أنهم يتألمون بذلك كان لو بدلوا بجلود أخرى ما ذاقوا العذاب فإن قيل كيف يصبرون المدد العظيمة وهم في الحريق وجلودهم تبدل والعياذ بالله ؟ قلنا إن الله على كل شيء قدير وأحوال الآخرة لا يمكن أن تقاس بأحوال الدنيا هذه الدنيا يحترق الجسم لكن الروح تخرج منه وتدعه ولا تحترق نعم لكن في الآخرة يبقى الجسم وإن كان يحترق وإن كان ينضج والله سبحانه وتعالى لا نهاية لقدرته ولا يمكن الإحاطة بها
وفي الآية الكريمة التحذير من الكفر لقوله : وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا
وفيها أيضاً التحذير من خصال الكفر لأنه وردت في النصوص أعمال وأقوال وصفها الشارع بأنها كفر فيجب الحذر .
منها ومن المؤسف أن كثيراً من طلبة العلم يبحثون مسألة هذا كفر وهذا غير كفر يبحثون على أنها مسألة نظرية فتجدهم يفرضون الخلاف مع المعتزلة والخوارج لكن لا يَشعرون ولا يُشعرون غيرهم أن مسألة كون هذا من الكفر معناها أنه يعذب على هذه الخصلة عذاب الكافرين وإن كان لا يخلد لكن يعذب بحسب ذنبه عذاب الكافرين لأنه فعل فعل الكافرين فنحن دائماً عندما نبحث هذه المسائل نبحثها من الناحية النظرية فقط هل يكفر والا ما يكفر ؟ لكن ما تجدنا نسأل الله أن يتوب عليهم ما تجدنا نشعر بأن هذا العمل عمل كفر فيستحق فاعله جزاء الكفر في هذه المسألة وهذه مسألة عظيمة جداً ينبغي لنا أن تكون على بالنا
وفيه أيضا ًبناءً على هذه القاعدة على أن الذين يعذبون في النار بقدر معاصيهم يجدون حرها وألمها وعذابها خلافاً لمن قال إنهم لا يجدون ألماً والصواب أنهم يجدون ألما نعم الذين لا يجدون ألماً هم الذين يردونها بناءً على أن الورود في قوله تعالى : وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا [مريم :71]هو الدخول دون المرور على الصراط والمسألة فيها قولان للمفسرين من السلف والخلف والله أعلم .
الطالب :...؟
الشيخ : ليس إيش
الطالب :...
الشيخ :لا ، كيف ما موافق ، موافق
الطالب :...
الشيخ :ليس أكبر لأن هؤلاء الكفار أنذروا وبلغوا فأمضوا حياتهم الدنيا بمعصية الله عز وجل فتكون حياتهم الأخرى كلها تذهب عليهم هدرا ًكما ذهبت حياتهم الدنيا هدراً تذهب حياتهم الأخرى وهم أيضاً قد أنذروا ما هي مسألة مبهمة ما قيل مثلاً سنعذبك على قدر ذنبك وإذا كان لك ستون سنة نعذبك على الستين سنة وإذا كان لك عشرين سنة نعذبك على عشرين سنة ما قيل هكذا بل قيل إنك ستدخل ناراً مخلداً فيها أبداً فأقدم هو على هذا العمل الذي يعرف أنه سبب مؤكد وموصل حتماً لهذا العذاب فلم يكن في ذلك ظلم وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ [الأنعام :28]نعم والله أعلم .
ومن فوائدها أن النار موجودة الآن لقوله : وَأَعَدَّ بلفظ الماضي والإعداد بمعنى التهيئة والنصوص في وجود النار الآن ووجود الجنة النصوص في هذا من القرآن والسنة كثيرة فهما الآن موجودتان وهما لا تفنيان على معتقد أهل السنة وإن كان ذكر خلاف عن السلف في أبدية النار هل هي مؤبدة أم لا ؟ والصحيح أنها مؤبدة بلا شك .
الطالب : ...؟
الشيخ : العصاة يخرجون منها والا هي باقية
الطالب :هي نار واحدة
الشيخ : هي نار واحدة نعم .إذاً والدليل على ذلك قوله تعالى يخاطب الذين آمنوا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ [آل عمران130 :131]فحذر المؤمنين من النار التي أعدت للكافرين نعم والصواب بلا شك أن النار مؤبدة وفي ذلك ثلاث آيات من كتاب الله آية في النساء وآية في الأحزاب وآية في الجن فأما آية النساء فقوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا [النساء168 :169]وأما في الأحزاب ففي قوله : إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا [الأحزاب :65]وأما في سورة الجن في قوله تعالى : إِلَّا بَلاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا [الجن :23]وإذا كان هؤلاء خالدين أبداً فإنه يلزم من تأبيد الخالد تأبيد المكان الذي هو فيه حتى في الجنة أيضاً يعني معناها أن هذا كائن بمشيئة الله .
الطالب :... أحقاباً ؟
الشيخ :من يقول : أحقاباً يعني دهوراً كثيراً ما يحصيها إلا الله نعم ثم إن بعضهم قال : لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا [النبأ :23]يعني بالنسبة لما بعدها لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا [النبأ :24]ففي هذه الأحقاب لا يذوقون فيها بردا ًولا شراباً وفي أحقاب أخرى يتغير الحال ما فيها رد بنص صريح .
وفي الآية دليل على.
الطالب : ...؟
الشيخ : لا دعك من وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ
الطالب :...
الشيخ : ما تدل على التأبيد هذا أقول عندنا ثلاث آيات تكفي .
أقول في الآية دليل على أن أهل النار يذوقون العذاب ويتألمون منه لقوله : أليما فيكون في هذه الفائدة رد على قول من يقول إن أهل النار يكونون جهنميين فلا يحسون بعذاب والعياذ بالله ومعنى ذلك إذا كانوا لا يحسون بعذاب انتفى العذاب ما في عذاب نعم وقد ذكر الله أن جلودهم تنضج كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا [النساء :56]وأخبر أنها تحرق وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ [الأنفال :50]فبين الله عز وجل أن جلودهم تنضج ليذوقوا العذاب ولولا أنهم يتألمون بذلك كان لو بدلوا بجلود أخرى ما ذاقوا العذاب فإن قيل كيف يصبرون المدد العظيمة وهم في الحريق وجلودهم تبدل والعياذ بالله ؟ قلنا إن الله على كل شيء قدير وأحوال الآخرة لا يمكن أن تقاس بأحوال الدنيا هذه الدنيا يحترق الجسم لكن الروح تخرج منه وتدعه ولا تحترق نعم لكن في الآخرة يبقى الجسم وإن كان يحترق وإن كان ينضج والله سبحانه وتعالى لا نهاية لقدرته ولا يمكن الإحاطة بها
وفي الآية الكريمة التحذير من الكفر لقوله : وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا
وفيها أيضاً التحذير من خصال الكفر لأنه وردت في النصوص أعمال وأقوال وصفها الشارع بأنها كفر فيجب الحذر .
منها ومن المؤسف أن كثيراً من طلبة العلم يبحثون مسألة هذا كفر وهذا غير كفر يبحثون على أنها مسألة نظرية فتجدهم يفرضون الخلاف مع المعتزلة والخوارج لكن لا يَشعرون ولا يُشعرون غيرهم أن مسألة كون هذا من الكفر معناها أنه يعذب على هذه الخصلة عذاب الكافرين وإن كان لا يخلد لكن يعذب بحسب ذنبه عذاب الكافرين لأنه فعل فعل الكافرين فنحن دائماً عندما نبحث هذه المسائل نبحثها من الناحية النظرية فقط هل يكفر والا ما يكفر ؟ لكن ما تجدنا نسأل الله أن يتوب عليهم ما تجدنا نشعر بأن هذا العمل عمل كفر فيستحق فاعله جزاء الكفر في هذه المسألة وهذه مسألة عظيمة جداً ينبغي لنا أن تكون على بالنا
وفيه أيضا ًبناءً على هذه القاعدة على أن الذين يعذبون في النار بقدر معاصيهم يجدون حرها وألمها وعذابها خلافاً لمن قال إنهم لا يجدون ألماً والصواب أنهم يجدون ألما نعم الذين لا يجدون ألماً هم الذين يردونها بناءً على أن الورود في قوله تعالى : وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا [مريم :71]هو الدخول دون المرور على الصراط والمسألة فيها قولان للمفسرين من السلف والخلف والله أعلم .
الطالب :...؟
الشيخ : ليس إيش
الطالب :...
الشيخ :لا ، كيف ما موافق ، موافق
الطالب :...
الشيخ :ليس أكبر لأن هؤلاء الكفار أنذروا وبلغوا فأمضوا حياتهم الدنيا بمعصية الله عز وجل فتكون حياتهم الأخرى كلها تذهب عليهم هدرا ًكما ذهبت حياتهم الدنيا هدراً تذهب حياتهم الأخرى وهم أيضاً قد أنذروا ما هي مسألة مبهمة ما قيل مثلاً سنعذبك على قدر ذنبك وإذا كان لك ستون سنة نعذبك على الستين سنة وإذا كان لك عشرين سنة نعذبك على عشرين سنة ما قيل هكذا بل قيل إنك ستدخل ناراً مخلداً فيها أبداً فأقدم هو على هذا العمل الذي يعرف أنه سبب مؤكد وموصل حتماً لهذا العذاب فلم يكن في ذلك ظلم وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ [الأنعام :28]نعم والله أعلم .
الفتاوى المشابهة
- تفسير قول الله تعالى : (( أولئك لهم عذاب من... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (وتركنا فيها آية للذين يخا... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : (( فلنذيقن الذين كفروا عذ... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : (( ويستجيب الذين آمنوا وع... - ابن عثيمين
- فوائد الآية : (( إن الذين يكفرون بآيات الله... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : (( إنما السبيل على الذين... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( إنكم لذائقو العذاب... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (فبشرهم بعذاب أليم) - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( ليسأل الصادقين عن... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( وأعد للكافرين عذاب... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( وأعد للكافرين عذاب... - ابن عثيمين