تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قول الله تعالى : (( ما كان محمد أبا أح... - ابن عثيمينقال الله تعالى :  مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ   ما  نافية وهل هي حجازية أو غير عاملة ؟ الجواب غير عاملة لأن العمل لكان وليس لها  م...
العالم
طريقة البحث
تفسير قول الله تعالى : (( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال الله تعالى : مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ ما نافية وهل هي حجازية أو غير عاملة ؟ الجواب غير عاملة لأن العمل لكان وليس لها مَا كَانَ مُحَمَّدٌ يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا أحد من رجالكم لم يقل ما كان رسول الله بل قال مَا كَانَ مُحَمَّدٌ فتحدث عنه باعتباره شخصاً من الناس ثم قال بعد ذلك وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ فأثبت له الرسالة وقوله : مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ أبا بالألف لأنها خبر كان أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ فليس أبا زيد أي والده فلا يحرم عليه التزوج بزوجته زينب قوله : مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ تبنياً أو تبنياً وولادة ؟ تبنياً وولادة أيضاً لأن أبناء الرسول صلى الله عليه وسلم الثلاثة توفوا قبل أن يبلغوا الرجولة كلهم توفوا وهم صغار وقال بعض أهل العلم " إن المراد أبا أحد من رجالكم تبنياً لأنه قال : من رجالكم فأضاف الرجال إليه ولم يقل أبا أحد من الرجال " وعلى هذا فلا يكون في الآية دليل على أنه ليس أباً من الرجال نسباً وتبنياً وهذا هو الأقرب أن المراد أبا أحد من رجالكم تبنياً لأجل أن ينفي ما كان معروفاً عندهم من أن زيداً بن حارثة ابن لرسول صلى الله عليه وسلم وقوله : مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ مر علينا فيما سبق وأزواجه أمهاتهم أن بعض السلف قرأ وهو أبٌ لهم فكيف يجمع بينه وبين هذه الآية ؟ الجمع بينهما أن يقال هنا ليس أبا أحداً من الرجال بالتبني ولكنه أبٌ للمؤمنين... باعتبار التعليم والتوجيه والإرشاد وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ولكن كان رسول الله أفاد المؤلف أن رسول الله منصوبة لفعل محذوف تقديره كان رسول الله رسول بمعنى مرسل أي مرسل الله عز وجل لعباده وخاتم النبيين يعني وكان خاتم النبيين فلا يكون له ابن رجل بعده يكون نبياً وهذا التفسير الذي ذهب إليه المؤلف فيه نظر لأنه يقول : خاتم النبيين إذاً ليس له ولد بعده يكون رجلاً فيكون نبياً وهذا بناءً على أنه يلزم أن يكون ابن نبي بعده نبياً وهذا ليس بلازم فإن بعض الأنبياء ليس كلهم أولادهم أنبياء صحيح أن كثيراً من الأنبياء صار أولاده أنبياء كإبراهيم مثلاً ولكن لا يعني ذلك أن جميع يلزم من كونهم أنبياء إذا خلفوا أولاداً أن يكونوا أنبياء ولكن معنى قوله : وخاتم النبيين أنه لا نبي بعده هذا معنى الآية التي لا يحتمل غيرها وخاتم فيها قراءتان إحداهما بالكسر والثانية بالفتح وهي عندي بالكسر وخاتِم النبيين على أن خاتم اسم فاعل يعني الذي يختمهم وفي قراءة بفتح التاء كآلة الختم أي به ختم فتح التاء خاتَم والخاتم ما يختم به الشيء نعم مثل الخاتم الذي يكون في الإصبع وكتب عليه اسم صاحبه فإذا أراد أن يختم الكتاب ختمه بهذا الخاتم والنبي عليه الصلاة والسلام خاتِم وخاتَم ، خاتِم لأنه آخرهم وخاتَم كأنه طبع على الرسالات بعد ذلك فلا يمكن أن يأتي بعده رسالة وهذا هو فائدة القراءتين وقوله : وهو خاتم النبيين هذا كما ترون في القرآن وفي السنة أيضاً أدلة كثيرة تدل على أنه خاتم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام نعم وعلى هذا فلا نبي بعده .
فإن قلت ألم يثبت أن عيسى عليه الصلاة والسلام ينزل في آخر الزمان وهو نبي ؟ فالجواب بلى ينزل وهو نبي لكن نبوة عيسى لم تتجدد بعد بل كان نبياً من قبل أن يرفع ولم يتجدد له نبوة بعد نبوة النبي صلى الله عليه وسلم فكان النبي صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وهل يأتي عيسى بشريعة جديدة ؟ لا فإن قلت أليس يضع الجزية ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ولا يقبل إلا الإسلام ؟ فالجواب بلى وهذه الأحكام مخالفة لحكم الشريعة الآن فهل معنى ذلك بأنه يأتي بأحكام متجددة ؟ الجواب لا لأن إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك يكون إقراراً له فيكون هذا من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه من المعلوم أن سنة الرسول عليه الصلاة والسلام هي قوله وفعله وإقراره فإذا قال ذلك عن عيسى مقرراً له صار ذلك من سنته وحينئذ فلم يأتي عيسى بنبوة جديدة ولم يأتي بتشريع جديد ولا إشكال في ذلك

Webiste