تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قول الله تعالى : (( ليجزي الذين آمنوا... - ابن عثيمينقال الله تعالى  لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ  قال : " ليجزي فيها " الضمير يعود على الساعة  ليجزي  اللام هنا للتعليل وقد علمنا م...
العالم
طريقة البحث
تفسير قول الله تعالى : (( ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات ... ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال الله تعالى لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قال : " ليجزي فيها " الضمير يعود على الساعة ليجزي اللام هنا للتعليل وقد علمنا من قواعد اللغة العربية أن حروف الجر لابد لها من متعلق فأين متعلق اللام ، متعلق هذه اللام قوله لتأتينكم أي لتأتينكم ليجزي الذين فهذه اللام للتعليل وهي متعلقة بقوله لتأتينكم و يجزي بمعنى يكافئ أو يثيب والفاعل هو الله سبحانه وتعالى وقوله" فيها " أشار المؤلف بقوله فيها إلى أن الجر والمجرور متعلق بـ تأتينكم لأن الضمير في قوله " فيها " يعود على الساعة ليجزي فيها الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ آمنوا بالقلب وعملوا الصالحات بالجوارح والإيمان إذا أطلق شمل الأعمال الظاهرة أعمال الجوارح وكذلك العمل إذا أطلق يشمل الإيمان بالقلب لأن الإيمان بالقلب من أعمال القلوب فإذا قرن جميعا صار الإيمان بالقلب والعمل بالجوارح الإيمان سر والعمل علانية وقوله آمنوا الإيمان في اللغة : التصديق وفي الشرع التصديق المستلزم للقبول والإذعان ليس مجرد تصديق بل هو التصديق المستلزم للقبول والإذعان ، القبول في الأخبار والإذعان في الطلب فيقبل مثلاً ما أخبر الله به ورسوله ويقبل كون هذا الحكم فرضاً وكونه تطوعاً وما أشبه ذلك ويذعن لذلك بمعنى أنه يتعبد لله بمقتضى ما آمن به وبمقتضى ما شرعه الله سبحانه وتعالى وفي قوله الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يعني عملوا الأعمال الصالحات فتكون الصالحات وصفا لموصوف محذوف وحذف المنعوت جائز إذا قامت القرينة عليه قال ابن مالك : " وما من المنعوت والنعت عقل يجوز حذفه وفي النعت يقل " ومن حذف المنعوت قوله تعالى أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ [سبأ:11]أي دروعاً سابغات فعلى تكون الصالحات صفة لموصوف محذوف أي الأعمال الصالحات وما هي الأعمال الصالحات ؟ العمل الصالح هو الذي جمع بين أمرين الإخلاص لله سبحانه وتعالى والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم فإن فقد الأول لم يكن صالحاً وكان مردوداً على العامل وإن فقد الثاني لم يكن صالحاً وكان مردوداً على العامل أيضاً الدليل في الأول قال الله تعالى في الحديث القدسي : أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غير تركته وشركه وفي الثاني قال النبي صلى الله عليه وسلم : من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد أو من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد فلا يمكن أن يكون العمل صالحاً إلا بهذين الشرطين الإخلاص والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم لو أن رجلاً أحدث بدعاً من البدع يتدين بها لله سبحانه وتعالى ويجد من قلبه الإطمئنان إليها والخشوع والبكاء لكنها محدثة في دين الله هل تكون عملاً صالحاً ؟ ما تكون حتى وإن زين للإنسان هذا العمل واطمأن إليه فإنه ليس من العمل الصالح فلا يكون مقبولاً ولا نافعاً بل يأثم به الإنسان لأنه من التقرب إلى الله تعالى بما يكرهه والتقرب إلى الله تعالى بما يكرهه نوع من الاستهزاء بالله عز وجل أرأيت لو أنك أتيت لشخص ملك من الملوك وأهديت إليه قارورة فيها ما تريد أن تذهب به إلى التحليل هل تكون مكرماً له ؟ ولا لا أجيبوا ؟ لا لأن هذا هو يكره هذا الشيء كيف تقول أهدي إليه طيباً جرة طيب لا بأس أما تهدي إليه هذا الشيء وتتقرب إليه بذلك فهذا ضد ما تريد وهو نوع من الاستهزاء بهذا المكرم أو المعظم طيب وفي تجي في الفوائد إذاً الصالحات ما هي ؟ الأعمال الصالحات التي جمعت بين شرطين الإخلاص لله سبحانه وتعالى والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم ، يوجد بعض الأعمال مما يكره في الشرع لكن الإنسان يطمئن إليه ويرتاح له فنقول لا تغتر بهذا الراحة وهذه الطمأنينة فإن ذلك من تزيين إيش ؟ من تزيين الشيطان عباد الأصنام الذين جعلوها شفعاء لهم عند الله يرتاحون لهذا ويرون أنها واسطة بينهم وبين الله سبحانه وتعالى ومع ذلك فهي من الشرك مثال هذا يوجد بعض الناس يغمض عينيه في الصلاة ويقول : إن ذلك أدعى في الخشوع فهذا من تزيين الشيطان لأن تغميض العين في الصلاة لغير سبب نعم مكروه وخلاف هدي النبي عليه الصلاة والسلام النبي عليه الصلاة والسلام كان لا يغمض عينيه ولكنه إما أن ينظر إلى موضع سجوده أو إلى تلقاء وجهه أما أنه يغمض عينيه فهذا خلاف السنة ولهذا كرهه الفقهاء رحمهم الله نعم لو كان هناك سبب للتغميض كما لو كان أمامك شيء يجهر عينيك أو نقوش تشغلك فهنا التغميض لسبب لا للتقرب إلى الله ولكن لدفع ما يشوش عليك .

Webiste